الملكاوي: التهديدات المنبثقة من خطة السلام الأميركية تطال مصالح الأردن الاستراتيجية
قال أستاذ الدراسات الاستراتيجية والسياسية وعضو منتدى الفكر العربي، الدكتور عصام ملكاوي، إن التهديدات المنبثقة من فحوى خطة السلام الأميركية تطال مكانة الأردن ودوره ومصالحه الاستراتيجية في سبيل حل مشكلات إسرائيل الأمنية والديموغرافية، وهو ما لا يمكن القبول به، وكذلك إضعاف الموقف الفلسطيني الذي يرى الموقف الأردني سنداً له في مواجهة الصفقة.
جاء ذلك خلال محاضرة للملكاوي في منتدى الفكر العربي مساء أمس الأحد، ناقش فيها الخيارات الاستراتيجية المتاحة أمام الأردن وفلسطين لمواجهة صفقة القرن، وأدار المحاضرة أمين عام منتدى الفكر العربي د.محمد أبوحمور.
وأشار الملكاوي إلى التعبير الواضح للموقف الأردني من هذه الخطة، والمتمثل في تأكيد جلالة الملك عبد الله الثاني على اللاءات الثلاث؛ لا للوطن البديل، ولا للتوطين، ولا للتنازل عن القدس.
وأكّد ملكاوي أن خيارات الأردن لمواجهة خطة السلام الأميركية تكمن في رفضه لها جملة وتفصيلاً على المستوى الشعبي، والانحياز للموقف الرسمي الأردني في رفض الخطة ودعم كل توجهاته ومساندته، وتحمل تبعات ذلك.
وفلسطينيا، أكّد الملكاوي أن الخيارات لمواجهة الخطة تتمثل في المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، وانتهاج استراتيجية نضالية مشتركة، ودعم مقاومة فرض الخطة كحق تكفله القوانين الدولية.
وأوضح أن خطة السلام الأميركية تحمل اسماً جديداً لمشروع استعماري قديم بدأ في مؤتمر بازل سنة 1897، وتم تدشينه بوعد بلفور 1917، وتحقيق خطواته الأولى بإنشاء إسرائيل 1948، والآن يتم إكمال هذا المشروع في سنة 2020، مع الإشارة إلى أن هذه الصفقة ليست جديدة في فحواها، لكنها جديدة في درجة الوضوح الكامل لحيثياتها، فالمسكوت عنه أصبح معلوماً وواضحاً للجميع.
وحسب خطة السلام الأميركية، بيّن الملكاوي أنه لن يكون للأردن حدود مع فلسطين ولكن مع إسرائيل فقط، التي ستدير المعابر الحدودية وتشرف عليها لمراقبة دخول الفلسطينيين وخروجهم، كما تعتبر الخطة الأردن معبراً رئيسياً للسياحة الدينية، وتعمل على إفراغ مضمون الوصاية الهاشمية على المقدسات بتطبيق التقسيم الزماني والمكاني على الأماكن المقدسة، عدا أن الأكثر خطورة في الخطة هو ضم غور الأردن لإسرائيل.
وأكد أبو حمور خلال تقديمه للمحاضر أهمية الالتفاف حول موقف القيادة الأردنية الهاشمية في مواجهة ترتيبات خطة السلام الأميركية، وضرورة توحيد الموقف العربي في رفض الحلول التي لا تستجيب لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتفنيد الحجج التي يتخذها أرباب الصفقة لتمرير مشروعهم أمام العالم بالوسائل الدبلوماسية والقانونية، وشرح الأخطار المترتبة على هذا المشروع كونها تهدد مستقبل المنطقة والعالم والجهود السلمية.