النائب خوري ينتصر للحوامده ويقول له : صديقي الرئيس أنت على حق فلا تبتئس ...

لا أعلم سر هذه الهجمة الشرسة على الصديق بشار حوامدة رئيس نادي الوحدات لمجرد أنه عبر عن شعوره الذي يختلجنا جميعًا في حالات معينة يعيشها الإنسان الصادق مع نفسه وهو بالفعل عبر عما يجول بخاطر الكثيرين ومنهم من آجر به على مواقع التواصل الاجتماعي إما انتقامًا لموقف انتخابي داخل أروقة نادي الوحدات والتقطها بعض المأفونين من بعض الأندية المنافسة ولم يفوتها أصحاب الأجندة الإقليمية ووجدوها مادة دسمة لعلك لحم الرجل.

ولكن بالمقابل وأنا أعرف الناس بجمهور نادينا الوحدات الذين يختزلون كل قضايا العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية بمصير نادي الوحدات الذي شاء من شاء أو أبى من أبى تعبير عن حالة اللجوء الفلسطيني والتوق للعودة إلى فلسطين وهذا بالمنظور الوطني الواقعي لا يضير أحدا إلا المرضى النفسيين المسكونين بإقليمية بغيضة "البعض وعند الحديث عن فلسطين ينزعجون وكأنهم يتذكرون عمق خيانتهم".

أتساءل دفاعًا عن الشعور الذي يختلج صدر صديقي الدكتور ما هو شعور كل منا عندما يواجه المنتخب الأردني أي منتخب آخر؟  ألا نفقد صوابنا ونحن نحقق الفوز  ونخرج بسياراتنا إلى الشوارع لنعبر عن فرحنا بشكل هستيري، قبل شهر ألم نتسمر أمام التلفاز لساعات انتظارًا وتوقًا لفوز الجزائر المحبة لفلسطين على السنغال في بطولة أمم أفريقيا وبماذا نفسر هذا السلوك وذلك الشعور بالرغم أن السنغال لمن لا يعلم تعتبر الدولة الأفريقية الأولى رسميًا وشعبيًا في مناصرتها للقضية الفلسطينية.
أتساءل لماذا كثير منا أصبح يميل لنادي ليفربول الإنجليزى فقط لأننا وجدنا ضالتنا بالنصر بشخص اللاعب محمد صلاح، وأتساءل أكثر  لماذا اهتمامنا بالدوري الأسباني على حساب دوريات أخرى؟ أليس ذلك شعور وتعبير عن إحساسنا بارتباط تاريخي ما يربطنا بهذه البلد وإلا ما هو تفسير الحالة الهستيرية التي نشاهدها في عمان ومعظم المدن الأردنية عندما يفوز الريال أو برشلونة تعبيرًا عن شعور النصر، وقد لا نشاهد ذلك بنفس الدرجة بالمدن الإسبانية.
أتساءل لماذا معظمنا يشجع البرازيل؟ أعتقد جازمًا لأن لدينا شعورًا بأن فوز البرازيل على دول أوروبا يحقق شيئا من حاجاتنا النفسية التي لها علاقة بالاستعمار الأوروبي لبلادنا ودعم هذه الدول للكيان الصهيوني.

علينا أن نعترف أن الشعور الذي اختلج صدر صديقي الدكتور بشار حوامدة ليس أكثر من شعور أي عربي من أبناء جيلنا الذي جاء إلى الحياة وغادرها أو على وشك أن يغادرها وهو من هزيمة عسكرية إلى هزيمة سياسية إلى ظرف اقتصادي ومعيشي متدهور.

امضِ صديقي بشعورك النبيل، ولا تلتفت إلى الخلف فمن خلفك لديهم نفس الشعور ولكنهم مسكونون بحالات مختلفة تمنعهم من التعبير ويجدون بالهجوم عليك فرصة للتعبير عن نصرهم الوهمي.

صديقك المخلص 
طارق سامي خوري