فرض الوجود وحماية الحقوق الفلسطينية داخل الخط الأخضر ..!


بقلم د. عبدالرحيم جاموس

منذ نشاة كيان الإغتصاب الصهيوني  في ١٥ ايار ١٩٤٨ م وهو يحاول تهميش الوجود العربي الفلسطيني فيه  وحرمانه من ابسط  حقوقه الأساسية في المواطنةوالعيش الكريم ،  هذا النهج الإستعماري الذي ترتب عليه جملة من السياسات العنصرية ، تمثلت في تهجير سكان بعض القرى  في الجليل والنقب وعدم الإعتراف ببعض القرى الاخرى  لحرمانها من الخدمات الاساسية التي تقدم للبلدات والقرى الأخرى وفق القانون ..
كمامصادرة  العديد من المساحات الواسعة  من اراضي السكان العرب  الفلسطينيين ،  وحصر مساحات الاراضي التي يسمح  فيها البناء لمنع توسع القرى والبلدات العربية ،  كل هذة السياسات والإجراءات العنصرية التي  افدمت وتقدم عليها سلطات المستعمرة الإسرائيلية  في حقهم لأجل وبهدف  تهميشهم داخل وطنهم وسلبهم حقوقهم  ومن ثم  دفعهم للخروج والهجرة  من الوطن وإخلاءه لصالح مجتمع الاستيطان الصهيوني الساعي الى صناعة دولة النقاء العرقي اليهودي ...
وما إقرار  الكنيست (البرلمان) الصهيوني لقانون يهودية  قومية الدولة في صيف العام  ٢٠١٨م إلا تتويجا لهذة السياسات العنصرية .. والتي تترسخ يوما بعد يوم ، ما يفضي الى ان حق تقرير المصير في هذا الكيان هو فقط من حق اليهود ويحصر فيهم ،  ويحرم على غيرهم  من السكان  ، هذا ما يفقد العرب الفلسطنيين اصحاب الارض و الوطن الشرعيين  والسكان الأصليين حقهم في تقرير المصرير  ومايترتب عليه من حقوق المواطنة الأخرى ، في نفس الوقت الذي يهدف ايضا  الى  اسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى مدنهم وقراهم التي شردوا منها عام ١٩٤٨م بناء على قرار الجمعية العامة رقم ١٩٤ الذي ينص على حقهم في العودة.
لذا فإن معركة اثبات الوجود وانتزاع الحقوق وفي مقدمتها حق المساواة بالنسبة للمواطنيين العرب الفلسطينيين بكل طوائفهم من مسلمين ومسيحيين وموحدين هي معركة حقيقية ومحتدمة مع مجتمع الإستيطان اليهودي العنصري  الذي يسعى الى تهميشهم وسلب ابسط حقوقهم  وافقادهم حقهم في المواطنة في موطنهم وما يترتب عليه من جملة حقوق مصيرية وحياتية آنية ومستقبلية . 
هذا يفرض عليهم التوحد في خوض نضالهم  في وجه المؤسسة الصهيونية العنصرية لإنتزاع حقوقم والحفاظ عليها  وفرض حق المساواة بكل تجلياته....
من هنا تأتي اهمية  المشاركة في الحياة السياسية وفي مقدمتها المشاركة في  الإنتخابات  وخوض غمارها ترشيحا وانتخابا ،   وضرورة  الإلتفاف حول القائمة العربية الفلسطينية الموحدة  ومساندتها والتصويت لصالحها  لتحقيق الفوز لها باكبر عدد من مقاعد البرلمان بما يعكس نسبتهم السكانية التي باتت تقترب  او تتجاوز نسبة العشرين بالمائة من السكان ، وهذا يفند إدعاء الصهاينة بيهودية الدولة ويؤ كد على  ضرورة  الإقرار  بطبيعتها المختلطة  والعمل على الغاء كافة القوانيين التمييزية العنصرية وفي مقدمتها قانون قومية الدولة ...
من خلال نجاح القائمة العربية وفوزها بالعدد المناسب من المقاعد ، يضع القوى العربية وما تمثله  في صلب التأثير على الحياة السياسية في الدولة الإسرائيلية  ومستقبلها ، ويشكل ضمانة لحماية حقوق المواطنيين العرب ، و يمثل خط الدفاع الاول في الدفاع عنها في وجه القوى الفاشية والعنصرية الصهيونية المتحكمة .
من هنا تتأكد ايضا  اهمية توسيع حجم المشاركة  العربية لتشمل كل من يحق له التصويت والإنتخاب في الإنتخابات المزمع اجراؤها في الكيان الصهيوني يوم  الثاني من  آذار /مارس ٢٠٢٠ م...
ان الوجود الفلسطيني في المناطق المحتلة عام ١٩٤٨م والمقام عليها الكيان الصهيوني تمثل الساحة الأولى من ساحات  وحلقات النضال العربي الفلسطيني . بالإضافة الى حلقات وساحات النضال الأخر ى  .
عيون شعبنا الفلسطيني تتطلع  من  كل مكان  الى دور  اخوانهم داخل الخطر الاخضر للقيام بمهمتهم هذة على اكمل وجه موحدين ومتحدين خلف قائمتهم المشتركة لتحقيق افضل النتائج ...
 فلاتدعوا  أي مجال للتأثير الصهيوني بينكم على تصويتكم للقائمة المشتركة ، كما لاتسمعوا ولاتسمحوا للمحبطين ان يؤثروا  بسلبيتهم على دوركم  الهام في تقرير حقوقكم  ومشاركتكم من خلال تصويتكم لمرشحيكم في القائمة المشتركة للدفاع   عن حقوقكم ... فصوتك امانة وسلاح تذود به عن وجودك وعن حقوقك  فلا تتخلا عنه او تبخل به على القائمة المشتركة  ...
د. عبدالرحيم محمود جاموس 
29/02/2020م