زهير العزة يكتب .. هلا بالخميس والحكومة .. هلا بالعضايلة والأعلام

 
زهير العزه 
 وضعت السياسات الحكومية المتعاقبة المواطن الاردني على كثير من المفترقات الحادة والصعبة ، تتجاذبه الخيوط العنكبوتية للازمات  المتشعبة والمتشابكة، بما جعله احيانا كثرة يفقد البوصلة وبالتالي  يقع فريسة  للقادم  من خارج الحدود .

واذا كانت الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد دخل اليها  سم الفاسدين والعابثين والمقاولين والمتنفذين ما ادى الى ارهاق البلد ووصولها الى هذه الحالة ، فأن ملف الاعلام لم يسلم من التدخلات وفق مزاجية هذا الشخص او ذاك النافذ وكل ما تم كان يهدف الى تكميم الافواه ومحاصرة الاقلام من اجل منع الاعلام من الدفاع عن الوطن وحقوق المواطن .

ويعلم القاصي والداني أن الاعلام الاردني يعاني من ما يقارب ال20 عاما من ازمات مركبة ، كان ولا يزال القرار الحكومي هو المسؤول عنها ، واهم ما في ذلك هو التدخلات الحكومية في عمل المؤسسات الاعلامية الرسمية ، والضغوط على بعض الاعلام الخاص لاضعافه ومن ثم اخراجه من الساحة الاعلامية .

 ولا يختلف موقف هذه الحكومة عن الحكومات السابقة  حيث ان كل ما قامت به لجهة تحسين حال الاعلاميين منذ وصولها الى الدوارالرابع  هو حبر على ورق ومزيد من بيع المواطن  والاعلامي الاردني الوهم تلو الاوهام ، لانه وبكل بساطة ان من يمسكون بالملف الاعلامي  اما هم بعيدين كل البعد عن هذا الملف ، اوهم غير جادين في معالجة مشاكل الاعلام والاعلامين الذين حولتهم السياسات الحكومية المتعاقبة اما عاطلين عن العمل بسبب اغلاق المؤسسات التي يعملون بها ، او متهمين وممنوع عليهم العمل ، او هم  ممن تعطلوا عن العمل بسبب الشللية والمحسوبية  التي من خلالها تم ادخال اجسام غريبة عن الاعلام الى المؤسسات الاعلامية  الرسمية ولعل موضوع ما جرى في التلفزيون الاردني مؤخرا خير دليل على ذلك . 

 كما لا يخفى على احد ان بعض المسؤولين قد عبثوا بالاعلام الاردني على قاعدة العلاقات الشخصية القادمة من حفلات" السمر والسهر البيتية" او علاقات "كأسك يا وطن "، فتم على اثرها ابراز البعض في الساحة الاعلامية وتم ابعاد اصحاب المهنة الحقيقين الذين يمتلكون الفكر والمهنية ، مما ادى الى تغييبهم او تغييب مؤسساتهم وخاصة من خلال الضغط على المؤسسات الكبرى في القطاعين العام والخاص بعدم التعاطي مع هذه الوسائل اعلانيا ما جفف منابع الدخل لدى هذه المؤسسات .

بالامس اطلق وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد عودة العضايلة  تصريحا قال فيه :حرصت الحكومة على خطوات تعزيز التواصل الحكومي عبر "بدء عملية مصارحة ومكاشفة بين الحكومة ووسائل الإعلام والصحفيين، ومن بين الخطوات أن يعقب قرارات مجلس الوزراء إيجاز صحفي لوسائل الإعلام" مؤكداً أن إجراءات الشفافية هذه في مختلف جوانبها ستعزز الثقة مع وسائل الإعلام ومع الجمهور المتلقي للرسالة الإعلامية" ، انتهى الاقتباس، ومن الملاحظ ان هذه العادة بلقاء وزراء الاعلام مع الاعلاميين بعد كل جلسة مجلس وزراء  قديمة جدا ، وهي لا يمكن تسجيلها كأنجاز للوزير العضايلة ولا للحكومة ، وكنت اتمنى كغيري من الاعلاميين ان يقدم العضايلة رؤيته لمستقبل الاعلام الاردني الذي يعاني اهله من ازمات عديدة اهمها عدم استقرار الحالة المعيشية للعاملين فيه خاصة من لهم فكر ومهنية ،وان لا يبشر الزملاء العاملين في مؤسسات الاعلام الرسمية بان الحكومة في طريقها الى إعادة هيكلة الإعلام الرسمي الذي اثار القلق  والمخاوف في اوساط الزملاء .

 ان المطلوب من الحكومة والوزير العضايلة ان  يتعاطوا مع ملف الاعلام فوق الاعتبارات الضيّقة  وان تستفيد هذه الحكومة وصناع القرار في الاردن  من ماجرى في العالم العربي حيث كان الاعلام الرسمي والخاص المدافع الشرس عن الدول  التي حصلت بها  اعمال فوضوية وتدخلات خارجية  فاذا ما تم تدمير الاعلام فأن ما سيواجه البلاد هو الفراغُ "المعلوماتي "وستسقط الدولة في فراغ  يقود الى المجهول.

 والوزير العضايلة يبدو انه لم يسمع عن عذابات اهل الاعلام الذين تلاحقهم المطالبات المالية عبر التنفيذ القضائي بسبب عدم قدرتهم على تسديد اجور منازلهم او بسبب القضايا التي رفعت ضدهم بسبب القوانين التي وضعتها الحكومات بصورة مشددة ، او هو لم يسمع عن الملاحقات من التنفيذ القضائي لاصحاب المؤسسات الاعلامية الذين تم اغلاق  مؤسساتهم بسبب منع الاعلانات عنهم ، فتحولوا الى مطاردين في الشوارع والامثلة عديدة .

المطلوب  اليوم هو منع التدخل بالمؤسسات الاعلامية وان يتم اطلاق يدها بالعمل ودعمها بدل تدميرها حتى وأن خالفت سياسات هذه الحكومة او تلك  فلا يعقل ان يتم تدمير مؤسسة لانها كشفت بعض من استولوا على اراضي الدولة وخاصة في دابوق او العقبة او المفرق ، ولا يعقل ان يتم تدمير مؤسسة لانها طالبت بالحريات العامة ،فالشفافية شعار اطلقته كل الحكومات ولكن ارض الواقع كانت تقول العكس ،لذلك لابد من دراسة احوال الاعلاميين ومؤسساتهم قبل طرح اي شعار ، حتى نصل بمثل هذا اليوم   الخميس لنقول  للوزير العضايلة ... "هلا بالخميس  هلا بالحكومة...  وهلا بالعضايلة" .
Zazzah60@yahoo.com