مشاكل وحلول ووطن ومواطن ..

انطلاقا من واقع أن الأردن يمر بأزمات خانقة تتطلب حلولا من نوع غير نمطي وخارجٍ عن مألوف التفكير التقليدي الذي أثبت على مدى عقود أنه لا يقدم ولا يؤخر عندما يتعلق الأمر بحل أزمات الأردن المستعصية سواء في السياسة أو في الاقتصاد أو في الإدارة أو في مكافحة الفساد..

وفي ضوء ما رأيناه على مدى عديد الدورات الانتخابية من تهافتٍ المئات على الحظوة بمواقع متقدمة في مجلسِ أمةٍ يُفترض أنه يمثل إرادة شعب، دون أن يلتزم المتهافتون حتى بالحد الأدنى مما وعدوا به ناخبيهم الذين أوصلوهم إلى سدة المؤسسة التشريعية..

وإدراكا منا لحقيقة لا مفر من الاعتراف بها مفادها أن الوطن ينزلق نحو الهاوية في شتى المجالات إن لم يتم الإسراع بتقديم حلول هي أشبه بالعمليات الجراحية القادرة وحدها على استئصال الورم الخبيث قبل أن يصل مستواه إلى مرحلة اللا عودة..

وتماهيا مع تركيبة ديموغرافية عمرية للشعب الأردني تشير إلى أن معظم أبنائه هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم من سن 18 إلى سن 35 سنة، ما يجعل أي حل مقترح لا ينصب باتجاه الإشراك الفعلي لهذه الفئة العمرية الواسعة في وضع الحلول لأزمات البلد من جهة أولى، وفي استهدافها بتلك الحلول من جهة أخرى، حلا لا قيمة له، ولا يعدو كونه حلا ترقيعيا يُرَحِّلُ الأزمات إلى المستقبل، لأن القاعدة التنموية العلمية تقول أن أي تنمية كي تكون مستدامة يجب أن تستهدفَ النهوض بالفئة التي تمثل قوة العمل المنتجة الأساس في البلد حاليا، والتي يجب أن تكون بمثابة قوة شريكة شراكة حقيقية في إدارة الدولة..

وحرصا مني باعتبار امثل مجموعة من شباب الأردن، حملوا على كاهلهم مسؤولية التغيير الجاد والحقيقي والعقلاني، ومهمة الاضطلاع بالمشاركة الفعلية في حل مشكلات البلاد على أسس تنظر إلى جوهر المشكلة في ضوء متطلبات مفهوم "التنمية المستدامة"..

ووعيا منا بأن النقطة المركزية في أي برنامج انتخابي يهدف إلى التعاطي الجاد مع معضلات وأزمات الوطن، هي أن يكون برنامجا انتخابيا يعده الشباب، ويستهدف النهوض بالشباب كخطوة أولى للنهوض بالوطن، باعتبارهم الركيزة الأساس التي بدونها كأداة فعل وتحريك، وبدون استهداف النظر في مشكلاتها نظرا جادا وموضوعيا، فإنه يغدو برنامجا انتخابيا نمطيا يكرر في حياتنا السياسية والتشريعية الانزلاقات نفسها والترحيلات نفسها والسقطات نفسها..

نقول: انطلاقا من كل ما سبق وفي ضوءه فإننا نحن كفريق "إعمار وطن" قد أخذنا على عاتقنا أن نتقدم بالبرنامج الانتخابي، الذي سنعرضه على الشعب الأردني بدءا من شبابه بالدرجة الأولى، ليكون هو برنامجنا الذي سنتقدم من خلاله للانتخابات النيابية القادمة

عبدالرحمن أسامة عكنان