أنه حقير وسافل وهذا أوان الجد وليس الولدنة ..

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
في هذا الزمن الصعب الذي يمر به الوطن قد تكشف معادن الرجال والنشميات من أبناء الوطن ، نحن الأن في معركة حقيقية قد تؤثر على كل مناحي حياتنا الإقتصادية والإجتماعية  والبشرية والتعليمية .

الحروب يا إخواني دائما تؤدي الى نقص في الأنفس والأموال وقد تؤدي أحيانا أخرى  الى خسران اراض وأوطان ، وعادة يكون فيها العدو معروف بتعداده واسلحته وطرق مهاجمته ، وأيضا تحكم العدو قواعد وضوابط دينية وأخلاقية وقواعد دولية قانونية في التعامل مع المقاتلين والأسرى وأبناء المتحاربين .

اما حربنا هذه في معركتنا اليوم فإن عدونا غير مكشوف الخواص ولا تعرف له لغاية الأن اي اسلحة لمهاجمته،  والخلاص منه . فهو مجهول العدد والتركيبة وهو فتاك أيضا يفتك بالأنفس والأموال ،ولا يمكن لنا محاربته بالهجوم عليه ولا بالمنازلة معه بأرضية المعركة وانما تكون مواجهته فقط بالدفاع من خلال الهروب منه أو الإبتعاد عنه ، وجعله وحيدا يأكل بعضه بعضا في أرضية المعركة .

إن الحكومة الأردنية وإن كانت قد تأخرت في اتخاذ بعض الإجراءات عند انتشار هذا المرض والتي لو  كانت قد اتخذتها لكان من شأنها عدم استغلال هذا العدو السافل الحقير أجساد الزائرين والسواح والضيوف القادمين الى وطننا و الى بيوتنا ومنازلنا ليقضي علينا واحدا واحدا .

الحكومة ووزيرا الإعلام والصحة كانا فرسانان بكل معنى الكلمة ولكنهما كانا بدون أحصنة ليقاتلون فيها هذا العدو السافل ، وهم الأن بحاجة الى أسلحة دفاعية تتمثل بالخيول مننا نحن  الإحصنة الشعبية .

فلنكون نحن  لهؤلاء الفرسان الخيول الذارية ذات الأقدام القادحة وهم الذين لغاية الأن لم يقصروا في محاربة هذا العدو الحقير .

الكرة في ملعبنا نحن الشعب الآن وذلك يكون من حيث الشفافية في الإفصاح عن النفس إن  كانت مصابة او الإفصاح عن  الإحبة المصابين أن وجدوا او اشتبهنا بإصابتهم .
حربنا مع هذا العدو هي معرفة مكانه وحصره في الأماكن التي يتواجد بها وعدم الاختلاط به أو معه ، فإن تمكنا من ذلك الأمر فإننا نكون قد هزمناه ، لا نريد نزالا معه ونحن لا نملك السلاح الذي يقضي عليه وبينما هو يمتلك بحوزته عدة أسلحة فتاكة تأتي على المرضى وكبار السن ، وكما تحدثت لكم سابقا فإنه حقير يرعبنا بالفتك بكبار السن والمرضى أولا ثم يحاول النيل من الأخرين ضعاف النفوس والمستسلمون له .

نحن الأن كحكومة وشعب في خندق واحد يجب ان نلتزم ونثق ببعضنا البعض وبأنفسنا كذلك ، ولنتجاوز كل الأمور الخلافية السابقة بيننا في هذا الوقت .
وحقيقة اود ان أشكر الحكومة التي وإن تأخرت في بعض القرارات ولكنها أخيرا ارتقت الى مستوى التعامل مع هذا العدو من خلال إنشاء أماكن  للحجر في البحر الميت وبعض الفنادق في عمان ، وإغلاق المقاهي والاجتماعات العامة وتقييد الكثير من بعض المنافذ التي قد يدخل علينا ومنها هذا العدو الكوروني .

اللهم احم الوطن وأبناءه واحم الإنسان في كل مكان من شر هذا الداء 
اللهم أمين يا رب العالمين