البطاينة " فوضى الحكومة الاعلامية والمشهد المضطرب "

تحتم علينا إدارة الأزمة التعامل مع كورونا بمنهج علمي مدروس وليس من خلال سياسة الفعل ورد الفعل ، فالأمر جلل ويتعلق بمصير البلاد وسلامة مواطنينا !! فالتصريحات الإعلامية المسؤولة لها دور كبير في ذروة وقت الأزمات ، حيث انها تُعالج الأزمة وتتناولها بصورة موضوعية اخذة في الحسبان ابعادها المختلفة سعيًا للوصول إلى تُنقذ البلاد وتقنع العباد.
 
فهناك بين تصريحات إعلامية تُعالج الأزمة وتصريحات أخرى وتكون أحياناً بنية صافية لكنها تدفع باستمرار الأزمة وتغذيتها !! فنحن في مرحلة تتطلب تنظيم المشهد الاعلامي للدولة ليكون قوياً ويستطيع الدفاع عن القرارات الصادرة عن إدارة الأزمة ، فلا يمكن لأي مجتمع يعاني من أزمة أن يطمئن ويرتاح دون وجود إعلام مسؤول وقادر !! والشائعة ايضاً لا يخلو أي مجتمع منها وتجدُ انتشارها في ظل الأزمات لان الأزمات تُشكل ارضية خصبة لها !!! فالإعلام هو مكون رءيسي من مكونات استراتيجية مواجهة الأزمة وهو أحد الوسائل التي تؤثر في تشكيل اتجاهات الراي العام.
 
فالرسالة الإعلامية الصادرة عن الحكومة لا بد ان توثير أهتمام الناس !! فالارتباك والتشتت والارتجالية تُضيع البوصلة نحو الهدف ، !!! فالمشهد كان منذ البداية يتجلى فيه الثقة بين المواطنين والحكومة من خلال إعلام مسؤول تعامل مع الأزمة بوعي شديد !! فالتنسيق الكامل بين أطراف إدارة الأزمة سيجنبُ البلاد حالات التوتر والتشكيك !!
 
فالإعلام في هذه الأيام هو إعلام مواجهة واعلام طوارىء ويتناول الأحداث من زوايا مختلفة في وصف مجريات الأزمة ونقل المعلومة بسرعة لإحاطة الناس بما يجري من احداث.
 
فمشكلتنا مع محاربة الفيروس لم تبدأ فعلياً ، فالارتباك الذي شاهدناه امس لا يعني أن هناك مشكلة في إدارة الأزمة بل هو اجتهاد خاطىء ينم عن طيب وحسن نية.
 
فلا نُحبذ في خلال إدارتنا للازمة ان نرى مشهد مضطرب ، وما نسعى له بأن يكون إعلام الأزمة مؤثراً كما كان منذ بدايته ، ولا بد من إجراءات حازمة لتقنين أية تصريحات هنا وهناك والاكتفاء بالناطق الرسمي للحكومة والمسؤول عن ملف الاعلام !!!! فضبط المشهد لا بد منه فهناك إعلام مضاد محلياً وخارجياً ، وأزمتنا هي ذات طابع فجائي وعميقة وبالغة التأثير !! فالتنسيق والتعاون بين المسؤولين يعطي فريق الأزمة فرصة اكبر من المرونة والسيطرة على الرسالة الإعلامية للدولة في خضم إدارة الأزمة وازالة أي سوء للفهم متعلق بالأزمة وإدارتها.