الضمان والاستعراضات"الكرتونية" شيء من الكرامة في زمن "كورونا"

زهير العزه

أطلقت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي مساء الثلاثاء  الماضي  بتوجيه ومتابعة من فريق إدارة الأزمات الذي يرأسه مدير عام المؤسسة الدكتور حازم الرحاحلة خدمة إلكترونية جديدة لاستقبال طلبات الحصول على مساعدات عينية تستهدف عمال المياومة ممّن تأثروا بالأزمة الراهنة، وكذلك المواطنين غير المقتدرين فوق سن السبعين، هذا بحسب الخبر الذي نشر على لسان الناطق الرسمي باسم الضمان الاجتماعي الصديق موسى الصبيحي .

والواقع ان ادارة الضمان التي اتخذت قرارات تصب في صالح اصحاب المؤسسات وخاصة الكبرى منها القادرة ماليا وتشكر عليه حفاظا على هذه المؤسسات ،لم تلتفت مبكرا لمعاناة عمال المياومة او الذين تعطلوا بسبب القرارات الخاطئة للضمان والذين تركوا من قبل المؤسسة والحكومة معا ، بحيث لم يجدوا ما يسدون رمقهم او رمق اطفالهم .

ان الاستعراض الاعلامي او" الشو" الذي تقدم به ادارة الضمان نفسها لصانع القرار بأعتبارها مؤسسة حريصة على مصالح الناس  لن نختلف عليه ومن حق هذه الادارة ان تتحدث عن انجازاتها ولكن بنفس الوقت يجب ان لاتضخم هذه الانجازات التي هي اصلا موجودة بالضمان قبل وصول المدير الحالي لموقعه هذا ، وليس من المقبول ان تنسب كل ما يقدمه الضمان لهذه الادارة  وبالتالي ان الادارة الحالية التي وكما جاء بمنشوراتها الاعلامية عليها ان تتحسس الاخطاء والخطايا التي ارتكبت بحق بعض المشتركين وجعلتهم عرضة لمهب العوز والاحتياج  ،وكذلك العمل من خلال نافذة للضمان وليس من خلال صندوق المعونة الوطنية حيث من المقرر ان يتم تقديم دعم عيني للمحتاجين من عمال المياومة وكذلك المواطنين غير المقتدرين فوق سن السبعين.

ان ثقافة توزيع "الكراتين" او الطرود الغذائية كما يحلو للبعض تسميتها ، تظهر كم هو حجم الانغماس الذي يعيشه المسؤول في بلادنا تجاه حاجة الناس بحيث يحاول عن قصد او  دون قصد ان يستعرض هو او مؤسسته  امام الاعلام  وهو يقدم الدعم " الكرتوني " لهذا المحتاج او ذاك ما يؤدي الى اظهار الناس وكأنهم متسولين على اعتاب مؤسسة المسؤول فيها  ليس اكثر من موظف عابر للطريق وواجبه خدمة الناس بسرية تامة وصمت .

ان المواطنين الذين التزموا بالقرارات  الصارمة والتي اتخذت من قبل الحكومة من اجل مصالح الناس ،يجب ان لا تنعكس عليهم القرارات في جانب منها بسبب تصرفات بعض المؤسسات ومدرائها الى حالة من  التخيير بين خيارين اما  الموت بضربة كورونا او الموت  من الجوع  ، ذلك لان العديد بل الكثير من العمال من مختلف المهن لن يقبلوا ان تزورهم مجموعة من البشر لتوزع عليهم" الكراتين" ما يفقدهم الكرامة والعزة والعفة التي يتحلون بها .

الدراسات تقول ان اكثر من مئة وخمسين الف عائلة هي من اسر العمال والمتعففين وهذا الرقم يزيد عند حساب الاسر كأفراد، وبالتالي لا يمكن ان  يتركوا  للفقر والحاجة هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية يجب ان تقدم لهم المساعدة وفق ظروفهم وبعيدا عن الاستجداء على ابواب صندوق المعونة الوطنية وخاصة من خلال  الطرود او المساعدات"الكرتونية " او العينية كما سماها بيان مؤسسة الضمان، حيث ان المعونة هذه ستصل للمنتفعين من المؤسسة ماليا  والمسجلين  اصلا او ممن سيسجلون الان ، بشرط توفر ظروف  تنطبق على المنتفعين من المعونة كما هي التصريحات الصادرة عن الضمان والمعونة ، و لن تصل للاسر العفيفة اية مساعدات او دعم من خلال هذا الاجتهاد .

المطلوب اليوم ان تساعد  هذه المؤسسات من له فرصة في النجاة عبر اجراءات " تجلسهم " في بيوتهم  لكنها تؤمن لهم في المقابل " الدعم المالي وفق اليات تحفظ كرامتهم ، ودون الاستعراض الاعلامي الذي صدع رؤوسنا .

 zazzah60@yahoo.com