تحسن نوعية الهواء في الأردن

رغم الانعكاسات الايجابية للحد من النشاط الاقتصادي على تحسن نوعية وجود الهواء في أماكن محددة من العالم، والذي يعد كأحد الاجراءات المبذولة لمكافحة وباء فيروس كورونا، لكن يصعب تقييم اثاره على تركيزات غازات الاحتباس الحراري، وفق ما أكدته المنظمة العالمة للأرصاد الجوية.
ورصدت محطات مراقبة نوعية الهواء المحيط العائدة لوزارة البيئة انخفاضاً في التراكيز اللحظية للأغبرة والجسيمات الدقيقة العالقة بقياس 10 ميكرون، أو أقل حيث تقع ضمن المعدلات الطبيعية في أغلب مواقع الرصد، كما تشير المؤشرات إلى أن نوعية الهواء جيدة في أغلب مناطق في المملكة.

وكانت الحكومة قد اتخذت عدة إجراءات للتعامل مع انتشار فيروس كورونا في المملكة من بينها تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى المملكة، باستثناء حركة الشحن التجاري، والعمل بوسائط النقل العام والعمل في بعض المنشآت في ظل تزايد عدد الإصابات.

الا أن الاجراءات تلك التي اتخذتها الحكومة ودول في العالم وأن "أي انخفاض قد يرافقها في الانبعاثات نتيجة للأزمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا كوفيد ١٩ ليس بديلاً عن العمل المتضافر في مجال المناخ، فمستويات ثاني أكسيد الكربون في محطات الرصد الرئيسية أعلى حتى الآن مما كانت عليه العام الماضي”، وفق المنظمة ذاتها.

وأشارت المنظمة، في تقرير صادر عنها أمس، الى أنه ” لا يجب التقليل من شأن التحديات الصحية العالمية الهائلة والخسائر في الأرواح نتيجة جائحة فيروس كورونا كوفيد ١٩، لكن الوقت قد حان للنظر في كيفية استخدام حزم الحوافز الاقتصادية لدعم التحول على المدى الطويل إلى ممارسات عمل وأخرى شخصية صديقة للبيئة والمناخ.”

وأوضحت، وفي تصريحات على لسان أمينها العام بيتيري تالاس أن "التجربة تشير السابقة إلى أن انخفاض الانبعاثات في أثناء الأزمات الاقتصادية يعقبه ارتفاع سريع. ونحن بحاجة إلى تغيير هذا المسار”.

وواصل حديثه قائلاً "إن العالم يحتاج الى إبداء وحدته والتزامه بالعمل المناخي وبخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أسوة بما يفعل لاحتواء جائحة فيروس كورونا، فالفشل في التخفيف من تغير المناخ يمكن أن يؤدى الى مزيد من الضحايا البشرية والخسائر الاقتصادية خلال العقود القادمة.”.

والانبعاثات هي ما يذهب إلى الغلاف الجوي، أما التركيزات فهي ما يبقى فيه بعد مجموعة معقدة من التفاعلات بينه وبين الأغلفة الحيوية والأرضية والجليدية والمحيطات.

ويبقى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والمحيطات لقرون عديدة، وهذا يعني أن "العالم ملتزم بالتصدي لاستمرار تغير المناخ، بغض النظر عن أي انخفاض مؤقت في الانبعاثات بسبب جائحة فيروس كورونا”، وفق ما جاء في تقرير المنظمة ذاتها.

وتمتص المحيطات زهاء ربع مجموع الانبعاثات، والغلاف الحيوي للأرض، بما في ذلك الغابات والنباتات التي تعمل بمثابة "مصارف” للكربون، ربعاً آخر.

وبطبيعة الحال، ووفق ما أشار اليه التقرير فإن :الغلاف الحيوي للأرض يستوعب كمية من ثاني أكسيد الكربون تماثل الكمية التي يطلقها على مدار السنة في دورة موسمية، ولذلك، فإن المتوسط العالمي لمستويات ثاني أكسيد الكربون سيزداد بشكل عام حتى نيسان وأيار.

ووفقاً لدراسة نُشرت في المجلة العلمية نيتشر كلايمت، خلال الفترة ذاتها، فقد "أعقب الأزمة المالية العالمية في 2009-2008 زيادة كبيرة في الانبعاثات في الاقتصادات الناشئة والمتقدمة، وارتفاع في كثافة استخدام الوقود الأحفوري في الاقتصاد العالمي”.