كورونا يجمد الدماء في عروق لاعبي الأردن

يترقب لاعبو كرة القدم الأردنية، معرفة ملامح مصير الموسم الكروي المتوقف تماما، بعد أن يتم القضاء على فيروس كورونا الذي جمّد مسيرتهم إلى إشعار آخر.
ويشعر لاعبو الكرة الأردنية بكثير من القلق على مستقبلهم خلال المرحلة المقبلة، وخصوصا فيما يتعلق بعقودهم ورواتبهم، بعدما ألمح الاتحاد الدولي "فيفا" في بيان أصدره مؤخراً، إلى إجراء تعديلات في هذا الملف.
ويرصد في التقرير التالي ملامح التأثير المادي والفني على لاعبي الكرة الأردنية جراء توقف المسابقات المحلية بسبب تفشي فيروس كورونا.
أزمة مادية
ويعاني لاعبو كرة القدم الأردنية خلال الموسم الحالي، من صعوبات تتمثل بتحصيل رواتبهم ومقدمات عقودهم.
وأعلنت الأندية المحترفة عن معاناتها من ضائقة مالية خانقة جراء تأخر حصولها على مستحقاتها المالية، وعدم القدرة على تأمين شركة راعية من قبل اتحاد اللعبة للمسابقات المحلية، أسوة بالمواسم السابقة.
وبحسب المؤشرات الأولية، فإن أزمة فيروس كورونا، يتوقع أن تزيد من حجم الصعوبات المالية التي تعاني منها الأندية الأردنية، ما سيلقي بظلاله السلبية على اللاعبين.
وينتظر أن تطالب الأندية الأردنية لاعبيها بشيء من التضحية، وتقديم تنازلات نسبية تتعلق برواتبهم، في ظل الظروف الراهنة وغير المسبوقة التي تعصف بكرة القدم، ليس على الصعيد المحلي فحسب، وإنما على صعيد العالم.
تحديات وصعوبات
تتقدم سلسلة التحديات التي ستواجه لاعبي الكرة الأردنية، القلق من التعرض لإصابات محتملة لغيابهم الطويل عن التدريبات الجماعية والاكتفاء بالتدريبات المنزلية وهو ما يؤثر على جاهزية اللاعبين ويجعلهم عرضة للإصابات مع أي مجهود شاق.
وكانت سعادة لاعبي الكرة الأردنية كبيرة مع بداية العام الحالي الذي شهد عودة الحياة للملاعب بعد توقف استمر 8 شهور، حيث أقيمت بطولتي الدرع وكأس السوبر، ومن ثم انطلقت الجولة الأولى لبطولة الدوري.
وبدأ اللاعبون بعد خوض سلسلة من المباريات، بالدخول تدريجيا في الأجواء التنافسية واكتساب لياقة المباريات، ومنهم من بدأ يقترب من الوصول للجاهزية المأمولة.
بيد أن توقف النشاط من جديد جراء تعليق الأندية المحلية مشاركتها في بطولة الدوري مطالبة بالحصول على مستحقاتها المتأخرة من اتحاد اللعبة، ومن ثم تجميد النشاط الرياضي بسبب فيروس كورونا، أعادهم لنقطة الصفر.
مصير مجهول
ولا يعرف لاعبو الكرة الأردنية إلى متى ستستمر مدة تجميد النشاط الرياضي، حيث يلتزمون منذ أسبوعين بالاجراءات الاحترازية الحكومية والمتمثلة بالبقاء في منازلهم، والاعتماد في رفع جاهزيتهم على ممارسة التمرينات الرياضية الفردية.
وأعلن لاعبو الكرة الأردنية وعبر تصريحات سابقة أدلوا بها ل، أن التمرينات الفردية في المنازل لن تفي بالغرض، بل سيكونوا بأمس الحاجة للدخول بمرحلة إعداد جديدة ومرهقة بدنيا ونفسيا.
ويساور الاعتقاد غالبية لاعبي الكرة الأردنية، أن دخولهم في مرحلة إعداد جديدة لا يعد كافيا للوصول إلى الجاهزية الكاملة، ما قد يجعلهم يظهرون في المباريات الرسمية بمستويات قد لا تلقى القناعة الجماهيرية، وتعرضهم لانتقادات مستقبلية.
والتراجع المتوقع للاعبين على المستوى الفني والبدني، من شأنه أن يقلص من قيمتهم السوقية، وربما يحد من طموحاتهم التي ترتكز غالبا على التألق وخطف الأنظار، أملا في تأمين فرصة احتراف خارجية.
تقليص المباريات
ويبرز من ضمن التحديات المنتظر أن تواجه لاعبي الكرة الأردنية، قيام اتحاد كرة القدم بعد تخطي أزمة كورونا، بتقليص عدد مباريات مسابقاته المحلية لإنهاء الموسم الحالي سريعا.
وقد يلجأ الاتحاد لهذا الخيار من أجل تعويض المدة الزمنية التي استغرقها التوقف الاضطراري، ليحافظ على روزنامة مسابقات الموسم المقبل لتقام في موعدها المحدد، وهو خيار وارد الحدوث.
ولن يصب تقليص عدد المباريات بالنسبة للاعبي الكرة الأردنية في مصلحتهم، وسيحد كثيرا من وصولهم للجاهزية المطلوبة، مما يشكل لهم تحديا آخر في مسيرتهم الكروية.