فرصة أمام الحكومة لتبييض الصفحة .. بقلم / عمر ضمرة

عمر ضمرة
لماذا لا تقرر الحكومة تخفيض أسعار النفط المكرر المباع إلى المواطنين في ظل هذه الظروف ؟! خاصة أنها لن تخسر أي شيء من الضرائب التي كانت تحصلها ، والتي تعد من أعلى الضرائب المفروضة على مشتقات النفط  مقارنة بدول العالم ، بل على العكس من ذلك تماما فان الحكومة تستطيع أن تكسب المزيد من الشعبية وتربح سياسياً ، في ظل توقف عجلة الاقتصاد وتوقف وسائل النقل من حافلات ومركبات نتيجة حظر التجول في هذه الفترة .

 ان الطلب على النفط انخفض بشكل لافت للنظر ، بالتزامن مع الهزة الصحية التي أصابت العالم بأجمعه ، اثر انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد " كوفيد19" ، وبالتالي توقف العديد من المصانع والشركات عن العمل ، في إطار الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها عددي من دول العالم لمنع انتشار عدوى الفيروس بين المواطنين .
 إلا أننا تابعنا ، أن قلة الطلب على النفط ، رافقها زيادة  غير مبررة في الإنتاج من قبل المملكة العربية السعودية ، الأمر الذي هوى بأسعار النفط إلى أسعار لم تكن يوما في وارد الحسابات ، ما يضع الحكومة في مواجهة مباشرة مع المواطن الأردني ، حيث لم تكن أسعار البنزين والديزل المباع من الحكومة للمواطنين مقنعة ولم تكن مبررة ، مقارنة بأسعاره عالمياً .

 وهنا علينا تسجيل تقديرنا الكبير للأداء المتميز الحكومة، بصرف النظر عن بعض الهفوات هنا أو هناك ، وتقديرنا لأداء الدولة الأردنية العميقة سيما القوات المسلحة الأردنية الباسلة والأجهزة الأمنية كافة ، في ظل مواجهة الأزمة العالمية المتعلقة بجائحة فيروس كورونا المستجد " كوفيد 19" ، حيث تم اتخاذ إجراءات احترازية وقائية تفوقت على عديد من دول العالم المتقدم .

ما على رئيس الحكومة عمر الرزاز وفريقه الوزاري ، إلا اتخاذ قرار بتخفيض أسعار البنزين  المباع ، على الأقل في الشهرين القادمين ، إذ لن تخسر الحكومة أية أموال ، ولا يفقدها هذا القرار أية ضرائب ، بفعل حظر التجول كما ذكرنا سابقاً ، فهل تستطيع الحكومة اتخاذ قرار سياسي يكسبها مزيداً من الشعبية وتحقيق مكاسب سياسية قد تستطيع استثمارها لاحقاً ، بعد الانتهاء من الظروف الصعبة التي يعيشها العالم أجمع ؟  فهل تغتنم الحكومة هذه الفرصة في هذه اللحظة الحاسمة ؟ سؤال برسم الإجابة ؟