المسؤولية المجتمعية لشركة البوتاس .. نموذج يُحتذى
شراري كساب الشخانبه
الشركات الوطنيه الكبيره مثل الفوسفات والبوتاس كانت وما تزال الامال معقوده عليها لتشغيل العماله الوطنيه ولتحقيق المزيد من الإنتاج وعوائد عاليه من التصدير والأرباح.
قبل فترة طويلة كنا في قرية من قرى الكرك الشماء في مناسبة "عزاء" وبحضور معالي نائب رئيس الوزراء المهندس علي السحيمات حينها أطال الله في عمره، وكان من الحاضرين شباب يعملون في شركة البوتاس، سأل معالي السحيمات عن أوضاع شركة البوتاس، فاجابوا أنها في تطور مستمر على أمل أن تحقق الآمال المرجوه مثلها مثل شركة البوتاس في فلسطين المحتلة،والتي كانت حينها تحقق ما يقدر بسبعة مليار دولار في العام. تعجب نائب الرئيس بالفارق الهائل بين ربح الشركتين اللتين من المفروض أنهما متشابهان، وأذكر أنه اهتم كثيرا بالموضوع ولمح بأنه سيبحثه في جلسات الحكومة.
وتدرجت أعمال شركة البوتاس بمساهيميها العرب والمواطنين الشرفاء والشركاء الأجانب. شركة البوتاس كانت أرباحها لفترات طويلة أرباح متواضعة ولم تصل لارباح مثيلاتها، إلى أن جاء معالي المهندس جمال الصرايرة في المده السابقه قبل الحكومة الأخيره، وكانت عوده حكيمه؛ حيث سار في المسار الصحيح لتتزايد الارباح السنوية ويحصل العاملين على رواتب مجزية. لكن الأهم الذي حققه رئيس مجلس إدارة الشركة أنه حولها لشركة "وطن" من شمال الأردن لجنوبه، شركه ملتزمه التزام أخلاقي ومجتمعي نحو التنميه المستدامة، وذلك من خلال تقديم الدعم المالي المباشر للقطاع الصحي للمستشفيات، ودعم البلديات والجمعيات الخيرية والهيئات والنوادي الشبابية. لم تبخل إدارة الشركة على أي جهة وقطاع تنموي، فكانت مثل ونموذج في تحمل المسؤولية المجتمعية،فلقد ساهم الدعم المادي الذي قدمته الشركه في تلبية احتياجات الكثير من المناطق، كما وساندت وزارات ومؤسسات مختلفه. لذا فإن الدعم الذي تقدمه البوتاس قادر على صنع تنمية حقيقية في مجالات متعددة. واليوم أكبر دليل، ففي وقت الشده وفي هذه الظروف القاسية، يخرج علينا رجل "الشدايد" ويقدم للوطن بما يوازي نصف تبرعات المتبرعين الذين يشكرون على دعمهم الوطن بصمت وبهمه عاليه.
كل يوم نسمع ان أغلب رؤساء دول العالم يستنجدون لمواجهة الكارثة حيث ترصد الدول المليارات لمواجهة نقص الأجهزة والمعدات الطبيه للتصدي لتلك المأساة.
كما حال تلك الدول، فهو حال الأردن الغالي، نحن بحاجة ماسة لدعم قطاع الصحة، ودعم عمال المياومة وإنها معاناتهم، ودعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أيضا نحن مقبلون على وضع اقتصادي دقيق ونحتاج لتظافر جميع الجهود، ونحتاج وقفة رجال "الشدايد " لنخرج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة. هناك دائمآ أمل بوجود نماذج وطنية نفتخر بها،وحمى الله الأردن والإنسانية جمعاء.