صفيره يكتب .. هذا ما جعل الأردن دولة عُظمى

خاص / حسن صفيره
لا يختلف اثنان على أن الأردن يتمتع بديموقراطية عالية جدآ وان حامي هذه الحرية وصائنها هو جلالة الملك المعظم ولعل من الإنصاف ايضآ ان نذكر بأن رئيس وزرائنا عمر الرزاز نشأ وترعرع في بيت يعشق الأحزاب والسياسة والتعددية كما يحب حرية الرأي ويحترم الرأي الآخر وللامانة فأن اغلب وزرائنا الحاليين ايضآ على درجة عالية من سعة الصدر وتقبل الأفكار ان كانت من صحفيين واعلاميين او من أصحاب اختصاص ومواطنين ولنا في ذلك تجارب شخصية مع معظمهم.

فريق العمل الوزاري يمر الان بمرحلة من مراحل الزمن الفريد ولا يوجد فيه خبرة او دراية او تجارب سابقة لا لشيء بل لأنها جديدة وحديثة وشرسة ليس على بلدنا فقط بل على العالم اجمع ولم يمر الكون بمثل هذه التجربة الا قبل 100 سنة وتحديدا في عام 1920 وقد كان العالم مع النمط الشرير وهى الانفلونزا الاسبانية التى كانت كارثة بشرية وتجاوز ضحاياها أكثر من 100 مليون إنسان وسط عجز عن إيقافه وحينها كانت المعايير مختلفة والمعطيات متفاوتة عن ما نحن فيه الان وحتى رئيسنا ووزرائه ونحن جميعآ لم نكن بعد مخلوقين على هذه البسيطة لنكتسب الخبرة والمعرفة والتجربة العملية. 

لنعترف جميعا بأن هنالك في هذه الفترة بعض القرارات الخاطئة ولنسلم أيضا بحدوث اختلالات وتخبطات حكومية تُعد ولا تُذكر ومن الممكن أن تؤثر في سلبيتها على جزء من قطاعات ومجموعات وافراد ولكن بالنتيجة والتي يجب أن نؤمن بها ايمانآ قاطعآ بعدم تقصد الحكومة في الايذاء والضرر لكائنٍ من كان بل على العكس فأن ما يهمها ان يكون الإنجاز في عهدها ليسجل لها ذلك في التاريخ وبالعودة فأن ما يُبرر ارتباك الحكومة هو المسؤولية الأدبية والاخلاقية والوظيفية الكبيرة الواقعة عليها وعلى شخوصها في كيفية الحفاظ على حياة وصحة أكثر من 10 ملايين أردني من خطر ولوج هذا الفيروس لهم وتفشيه بينهم  والذي عجزت عن الحد من خطورته وانتشاره وتأثيره كبرى الدول المتقدمة طبيآ وعلميا وتكنولوجيآ. 

 الاستفتاءات المتكررة في مراكز الدراسات الداخلية تعطي درجات عالية من رضى المواطنين على اجراءات الحكومة في مكافحة المرض رغم قساوتها على الوطن والمواطن والتأثير الاقتصادي على الجميع كما أن حكومتنا اكتسبت سمعة خارجية طيبة وممتازة وتحظى باشادة المجتمع الدولي والعالمي وصُنفت بين افضل خمسة دول في نجاحهها بمكافحة الفيروس ولهذا كله فلا ضير بان يكون هنالك هفوات وزلات يجب علينا جميعا أن نحتملها ونتجاوزها ليس من باب مجاملة الحكومة بل لان الظرف الحالي أصعب من ان نفرد الطاولة للمحاسبة ونفتح السجلات للتدقيق على الكبيرة والصغيرة ونهاجم عمل لجان الأزمات واستمرارية العمل والأوبئة والتصاريح . 

كل ما ذكرنا ومن الممكن أن نذكره في الجهد والإنجاز الحكومي يقف خلفه ملك انسان داعمآ ومساندآ وموفرآ لكل عناصر النجاح للوصول إلى الهدف والذي كان واضحا لدى الجميع عندما قال جلالته "ما عندي أهم من سلامة المواطن الأردني" وبالفعل فقد ارتبكت الحكومة ساعة اتخاذ قرار الحجر للعائدين من الخارج فكان الحل ملكي بحجز فنادق الـ 5 نجوم لهؤلاء وتوفير افضل الخدمات وحفظ كراماتهم وكان الأمر الهاشمي أيضا بأجلاء ابنائنا الطلبة ورعايانا من الصين كما تم توفير معدات وأجهزة وادوات الفحص والوقاية بفرمان ملكي وغيرها الكثير الكثير والتي يضيق المكان لكتابة كافة تفاصيله خصوصا في جولات الدعم اللوجستي في الميدان لأفراد جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية وجولات سمو ولي العهد على القرى والبوادي والمخيمات يحمل بين ذراعيه طرود الخير ويسلمها للعائلات التي تقطعت بهم السبل جراء الحظر الوقائي وكانت أنفاس أميرنا المحبوب تملأ المكان. 

ختامآ دعونا معشر الأردنيين ان نكون جميعا على قدر مستوى الحدث وعند ثقة قائدنا وملهمنا ولنصطف جميعا خلف حكومتنا وننفذ قراراتها وتوصياتها دون انتقاد او تذمر او جلد ذات وبعيدآ عن "فزلكات" بعض الفيسبوكيين وجيش الذباب الألكتروني فنحن في مرحلة أحوج إلى التعاضد والتكاتف لنثبت لكل العالم انتمائنا وولائنا وحبنا لوطننا وليسجل التاريخ ان هنالك شعبآ قوي يقوده ملك هاشمي ويحميه أجهزة امنية وجيش عربي وفريق وزاري وطني تخطى الصعاب وخاض أشرس معركة مع أخطر فيروس وانتصر فيها نصرآ عجزت عن الوصول اليه اعتى الدول واستحق لقب المملكة الهاشمية العظمى .