عمداء كليات طِبٍّ أردنية للملك: الشِّدة ستزول بدعمكم وتخطيطكم المسبق لمثل هذا اليوم

حصد الأردن وساكنوه في حربهم مع وباء فيروس كورونا المستجد الاهتمام الملكي بطبِّهم على امتداد تاريخ الدَّولة الأردنية منذ مئة عام، الذي وصل إلى ابتعاث مئات الأطباء إلى الخارج كلفة دراسة الواحد منهم نحو 200 ألف دينار؛ ليأتوا بكل جديد لصِّحة الأردنيين، ويواجهوا اليوم جنبًا إلى جنب مع بقية أجهزة الدّولة جائحة العصر، إذ طمأنهم جلالة الملك في خطابه أمس بأنَّها «شِدَّة وبتزول».
جلالة الملك عبد الله الثَّاني، قال إنَّ الأردنيين في المقدِّمة بين الأمم، لم يكن هذا القول من فراغ حسب ما قال عمداء كليات طب أردنية في الجامعات الحكومية لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أمس السَّبت، وإنَّ الاهتمام الملكي تمثل ببناء كليات طب في غالبية الجامعات بدأ في ستينيات القرن الماضي، وما زالت تنمو وتتوسع وتتمدد في بقية الجامعات وكل المحافظات حتى اليوم.
وأضافوا أنَّ كليات الطب وجدت اهتمامًا ملكيًا كبيرًا كان سببًا فارقًا اليوم في مواجهة وباء كورونا، ففي كلية طب واحدة اليوم تم ابتعاث 27 طبيبًا للحصول على الدَّرجات العليا في التَّخصصات الطِّبية كلفتهم الإجمالية تصل إلى 6 ملايين دينار، بالإضافة إلى أنَّ كلية أخرى تُخرِّج 400 طبيب كلَّ عام على امتداد 50 عامًا منذ نشأتها، واليوم جاء دور الحصاد والوقوف مع الوطن.
عميد كلية الطِّب في الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور إسلام المسَّاد قال لـ»بترا» إنَّ حديث جلالة الملك كان له الأثر الكبير على كل الأردنيين، وهنا كأكاديميين نعمل في تأسيس وإنتاج أطباء الأردن، نؤكد بلغة الأرقام أنَّ الاهتمام الملكي عبر سنوات طويلة هو الأساس والسبب في وصولنا إلى هذه النتيجة التي جعلت الملك يفتخر بهذا الشَّعب.
وأضاف إنَّ كلية الطِّب في الجامعة الأردنية تأسست قبل نصف قرن، وكانت نتيجة نظرة ملكية ثاقبة للملك الرّاحل الباني الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وبدأت بعدد من الخريجين وهي اليوم تُخرِّج 400 طالب في العام الواحد، وتضم كلياتها 200 عضو هيئة تدريس متفرغون بشكل تام لإنتاج الأطباء في التَّخصصات كافة، وتستقطب 170 عضو هيئة تدريس من الخدمات الطبية الملكية، ووزارة الصِّحة والقطاع الخاص بتكاتف مشهود يؤتي أكلَه في هذه الحرب المفتوحة مع فيروس جديد.
وأكد أنَّ الاهتمام الملكي، جعل هذه الكلية جاذبة للطلبة من دول خارجية، حيث يمثل 30 بالمئة من طلبتها من هذه الدول، مما يشكل دليلًا واضحًا وصريحًا على التَّطور الطِّبي الناتج عن سياسة ملكية حكومية مبدعة وبامتياز يتم الوصول إلى حصد نتائجها في كل أزمة تواجه الدَّولة.
وانتظرت «بترا» حتى انتهاء محاضرة عن بُعد لعميد كلية الطِّب في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الاستاذ الدكتور نائل عبيدات، وسألته عن الخطاب الملكي وكلمات جلالة الملك عبد الله الثَّاني للأردنيين، فقال إنَّ الفخر بمثل هذه القيادة أن يجتمع دكتور وطلبته عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد، ويتم شرح حالة طبية لمئة طالب، ما كان ليتحقق لولا هذه القيادة وتوجيهاتها للحكومة بتوفير الدَّعم، ولذلك فخر الملك بالأردنيين جاء نتيجة بذل وعطاء من قِبله لسنوات امتدت طويلًا.
وأضاف كان خطابًا ملكيًا رائعًا، بثَّ التفاؤل في وقت صعب على العالم أجمع، وأكد للجميع أنَّها ستزول حتمًا، وفي ظل المعطيات السَّابقة فنحن في المقدِّمة، فكلية الطِّب بهذه الجامعة تحتل المرتبة 176 على مستوى كليات الطِّب في العالم، حسب تصنيف شانغهاي العالمي.
وأكد، أنَّ الاهتمام الملكي أسس كلية الطب في جامعة العلوم منذ 30 عامًا، بدأت بتخريج عدد محدود من الأطباء، واليوم وصلت إلى 680 طبيبًا سنويًا يتمتعون بمهارات نوعية، وتضم 200 عضو هيئة تدريس، من بينهم 40 يحملون درجة «فل بروفيسور»، وينتشر عدد كبير منهم في جامعات ومستشفيات عالمية كبرى.
ونوه إلى وجود 40 مبتعثًا اليوم بالتخصصات كافة بمختلف الدول العريقة للدراسة العليا، وأنَّ الكلية تتطور وتتقدم اليوم، حتى في هذه الأزمة لم يتوقف التعليم بها، فالبنية التَّحتية الرَّقمية متوفرة وما كانت إلا بفضل النظرة الملكية الثَّاقبة.
ولفت إلى أنَّ الخطاب الملكي يجعل الجميع يتوحدون؛ لتحقيق الرؤية التي تجنب الأردن الوباء والمحن في أي ظرف وزمان، ولم يكن حديث الملك للأردنيين إلا نتيجة لكل العطاء الذي قدَّمته هذه القيادة عبر السنوات الطويلة الماضية من عمر الدَّولة الأردنية.
وأشار عميد كلية الطِّب في الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور درويش بدران، إلى أنَّ الطُمأنينة التي بثَّها جلالة الملك عبد الله الثَّاني أمس في نفوس الأردنيين لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج سياسة الدَّولة وهو على رأس قيادتها، ولغة الأرقام تتحدث، فكلية الطب في الجامعة الهاشمية رُغم حداثة تأسيسها إلا أنَّها اليوم خرَّجت إلى القطاع الصِّحي الأردني 1548 طبيبًا، ويجلس على مقاعدها 1875 طالبًا، هم اليوم مشاريع أطباء قادمة.
وبين أنَّ من حقِّ كليات الطِّب في الجامعات الحكومية أن تفخر بهذه القيادة الهاشمية النبيلة للأردن، فقد أثمر تخطيط هذه القيادة إلى ابتعاث 27 طبيبًا؛ للحصول على شهادة الدكتوراه من أعرق الجامعات في كلٍ من كندا وبريطانيا وأمريكا واستراليا وألمانيا، تتراوح كلفة الطبيب الواحد فيهم 150-200 ألف دينار ويدرسون لفترة زمنية تمتد بين 2 – 4 سنوات.
ولفت إلى أنّ توجيهات جلالة الملك جعلت عدد أعضاء هيئة التَّدريس في كلية الطّب بالجامعة الهاشمية 100 عضو، بينهم متخصصون بالأحياء الدَّقيقة، وعلم الفيروسات، ويجري الآن العمل على 9 أبحاث متخصصة بفيروس كورونا المستجد، والعمل يجري على قدم وساق في كل لحظة والجميع اليوم يحصد نتيجة الاهتمام الملكي الذي يفخر به الشَّعب أجمع.
وأكد عميد كلية العلوم الطبية التَّطبيقية في الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور محمود أبو غوش أنَّ 90 عضو هيئة تدريس و1700 طالب و12 مبتعثًا للخارج، كلهم جاءوا نتيجة الرِّعاية الملكية الدائمة للطِّب، وما قاله جلالة الملك في خطابه وفخره بالأردنيين ما كان ليتحقق لولا كلِّ الرِّعاية بهذا الشَّعب صحيًا واجتماعيًا وسياسيًا واقتصاديًا.
وأضاف، أنَّ الفخر الملكي يقابله شكر وعرفان شعبي، فالدَّولة رُّغم معاناتها الاقتصادية إلا أنَّها تملك قطاعًا طبيًا نوعيًا، وقد استطاعت أن توفر الدَّعم لكلِّ طاقاته الطِّبية، التي غادرت الى بلاد الغرب وعادت بشهادات علمية مرموقة، وهي اليوم تستغلها في وقاية الأردن وساكنيه من وباء فيروس كورونا المستجد.
ونوه إلى أنَّ التَّعليم عن بُعد والاجتماعات كلها عن بُعد ولم تتعطل الأبحاث العلمية، ويقوم الأكاديميون اليوم بالبحث في جائحة كورونا وسُبل التَّعقيم الجيد، وكل ذلك جاء بما قدَّمه جلالة الملك من دعم للقطاعات الطبية كاملة والتي تفخر اليوم بكل هذه الحكمة التي اوصلتنا إلى أن نتعامل بشكل مؤسسي وعلمي مدروس مع وباء عالمي لم تقم به دول كبرى انتشر وسيطر على سكانها فيروس كورونا.
وختم الأكاديميون المتخصصون حديثهم لـ»بترا» بتوجيه رسالة إلى الملك تقول: إنَّ الشِّدة تزول لأنَّ الدَعم والتخطيط كان مسبقًا ولمثل هذا اليوم، وأنَّهم على كتف واحد مع القوات المسلحة والحكومة والأجهزة الامنية والشَّعب حتى تعود الأردن من جديد وتعمل بها عجلة الإنتاج ويعود الوضع إلى ما كان عليه سابقًا وأفضل وإكمال الحياة تحت قيادة هاشمية حكيمة.