عاشت البشرية وتحيا الإنسانية

د.حازم قشوع — وحد وباء كورونا الذي يجتاح البشرية جمعاء، العالم اجمع، عندما جعل من جميع المجتمعات تنبذ خلافاتها البينية وتبايناتها السياسية، وتنتفض من اجل القضاء على هذا العدو الخفي، الذي يتربص بحياة الانسان دون تمييز، ويهدد حالة الاستقرار العالمي دون تباين، بين مجتمع وآخر، الامر الذي جعل من البشرية تعمل ضمن تشابك معرفي واحد، وتعاضد لوجستي موحد، من اجل الحد من سرعة انتشار هذه الجائحة التي تجتاح العالم، وايجاد الوسيلة الكفيلة في ردمها.
ولان مسألة القضاء علي هذا الوباء، لا تستطيع القيام بها دولة دون مشاركة غيرها من الدول، او مجتمع دون تضافر جهوده مع المجتمعات الاخرى، لطبيعة تشكيلات العدو الخفي في العودة وسرعة الانتشار، فان ذلك يحتم على الجميع تنسيق الجهود وتوحيد المجهودات ضمن قالب انساني معرفي واحد، وأرضية كونية مشتركة، قادرة على تحسين فرص الاستجابة، فان الاولويات باتت واحدة والعدو غدا مشتركا، والتحدي أصبح واضحا في العناوين والتوجهات.
واليوم وإذ، تقف البشرية امام هذا العدو المشترك، وتسخر كل الطاقات من اجل ردم جيوبه، وايجاد العلاجات الناجعة عن آثاره، وتحضير اللقاحات الوقائية المانعة لتأثيراته، فان العالم مدعو لتشكيل تحالف دولي من اجل مكافحة هذا الوباء، ودعم امكانية تشكيل الجيش الابيض من اجل الحد من فرص تنامي المناخات البيولوجية التي قد تتفاقم نتيجة اصطناع مركبات هجينة او امكانية ظهور حالات طبيعية، فان سلامة الانسانية ليست بيد دول بعينها، بل بيد البشرية جمعاء.
والأردن وهو يقوم بدوره تجاه شعبه ومجتمعه، للحد من سرعة انتشار هذا الوباء، من خلال اختزال جيوبه، وردم محتواه، في مسعى وقائي يستهدف الوصول إلى نقطة التعادل التي اصطلح على تسميتها بالآمن النظيف، فانه بذلك ليشارك العالم في اختزال هذا الوباء ومقدما بذات السياق كل قدراته المعرفية وطاقاته البشرية في خدمة نهج الانسانية وصون حياة البشرية من اجل التخفيف من وطأة هذا الوباء علي البشرية وثقل ظله علي الانسانية جمعاء، فان الشعب الأردني سيبقى يردد بسيمفونية مشتركة مع العالم اجمع، عاشت البشرية وتحيا الإنسانية.