ردا على ابو طير .. (إن تشعل شمعة خير من ان تلعن الظلام) فالأردن العظيم بقيادته وشعبه وجيشه وأجهزته سينتصر بعون الله ..
خاص : المحرر
قرأت مقال الزميل ماهر أبو طير والذي نشره في جريدة الغد وأعادت نشره بعض المواقع الإلكترونية بتمعن وما احتواه من تشاؤمية وتحليلات سوداوية ونظرة مستقبلية ظلامية وكنت أتمنى على الزميل العزيز ان يطرح افكار إيجابية ونصائح إرشادية للحكومة وللعامة وان يزرع فينا الأمل والمستقبل بدل الاحباط والانهزامية الذي اوجدنا فيه وهو الصحفي والكاتب والمحلل الذي يتابعه عدد لا بأس به من القراء .
الزميل ابو طير جعلنا نتوه بعجلة اقتصادية مفرغة وكأن الأردن هش وبنيانه من كرتون او "شيبس" وسرح بخياله ليحدثنا عن تغيير حاصل لا محالة للأردن ولم نعرف منه المدى الذي شطح تفكيره به ونسي او تناسى ان هذا الوطن ثابت كالجبال وجذوره ممتدة إلى أعماق الأرض وعلمه بارتفاع يطال السماء عزة ورجولة وشموخ رغم مواجهته لاعاصير ومنعطفات سياسية وعسكرية وخاض حروب أقوى وأشد ضراسة وفتكآ من الكورونا واستطاع بفضل الله ان ينتصر فيها ويرفع رايات المجد والعز في كل الميادين وساحات الوغى.
نعم ايها الكاتب "المخضرم" واضع تحتها الف خط واتباعها بمليون علامة تعجب نحن شعب عاطفي وسنفرح لفتح بقالة او محل خلويات واكسسوارات وسنضغط على الحكومة للسماح ببيع القطايف في رمضان اتعلم لماذا لأننا نتعامل مع الوطن ككاين وقِبلة فنحن نعيش فيه مثلما هو يعيش فينا وفرحتنا وسعادتنا بأن نستعيد حياتنا الطبيعية ولو بنسبة اقل مما كنا فيها فمشروعنا وهدفنا ليس مرابح تجارية ولا رواتب فلكية توضع في ارصدتنا ولا مكافئات شهرية ة نجنيها من كلمات نكتبها على أوراق الصحف ومنابر المواقع الإلكترونية وليس لدينا اهداف لمناصب نعتليها او مقاعد نجلس عليها بل هي أسمى واجل من هذا وذاك حيث اننا نريد أن نتغزل بالوطن وبشمسه وسمائه ومطره وابوابه المشرعة ومجاذيفه العاملة واسواقه المملؤة بالحياة والروح فقط هذا ما نريده وما نصبوا اليه ومنتهى طموحنا وامنياتنا ان يبقى الوطن سالمآ معافى حتى لو اختصر طعامنا على زيت سحم الكفارات وزعتر جنين وملح غور الصافي .
وتحدثت فيما نشرت عن قرب الكساد العظيم والبطالة الكبيرة بعد عودة المغتربين من الخارج وأخذت في تهيئة الرأي العام لمعضلة كبيرة على الأبواب وكأنك لم تقرأ تاريخ الاردن جيدآ الذي فتح ذراعيه للمهجرين من فلسطين الحبيبة في عام ٤٨ واتبعها بأستقبال النازحين منها في عام ٦٧ وكانت احداث العراق في بداية التسعينات واستقبل الآلاف منهم وجائت نكبة الأشقاء السوريين وكان الحضن الدافيء لأكثر من مليون ونص سوري عربي واستوعب الأردن واهله كل هذه الهجرات رغم نقص الموارد والمياه الا انه أبى إلا أن يكون المضياف العروبي الأصيل فكيف لك ان تتوقع وتتنبأ بأن يضيق الوطن بأهله وناسه من المغتربين الذين سيتقاسم الأردني معهم لقمة العيش كما فعلها مع الفلسطيني والعراقي والسوري والليبي واليمني والكويتي وبقي قويآ شامخآ لا تحركه مطامع ولا مكاسب ولا تغريه دولارات برائحة الانكسار والانهزام.
اتفق معك في أننا مجبرين على إعادة الحسابات الحياتية ومتطلباتها وتكاليفها وتقليص حجم ميزانيات المصروفات المنزلية والشخصية وهذا ديدن الأردني الذي تكيف وسيتكيف مع الظروف وسيربط الأيرادات بطرق صرفها وأولوياتها ولتعلم يا عزيزي ان سر قوة الأردن هو شعبه المترابط المتراص واجزم بأنه ستكون هنالك مبادرات كبرى وتلاحم بين الملاكين واصحاب العقارات وبين المستأجرين سواءآ في المحال التجارية او في المنازل فهذا الشعب ولد واحدا موحدا يشعر كل منا بالآخر وستمضي عجلة اقتصادنا مثلما مضت سابقآ وبأشد قوة وصلابة ومنعة.
بقي ان نقول بأن الأردن بخير وسيبقى بخير ورعاية آلهية وان وجود الهاشميين وعلى رأسهم سيد القوم وتاج رأسنا الملك المفدى قبطان هذه السفينة المبحرة إلى شط الأمان شاء من شاء وأبى من أبى وهو الذي يوجه ويتابع ويبعث فينا الأمل دائمآ بقوله اننا سنتجاوز هذه المحنة وسنخرج منها أقوى من أي وقت مضى ونحن نثق بقائدنا وبكل ما ينطق به.
كما أن لدينا حكومة وطنية استثنائية استطاعت ان تبهر العالم بحسن تدبيرها وسيطرتها على انتشار أخطر فيروسات الأرض وشهد لها القاصي والداني بذلك ولا يمكن أن ننسى ايضا جيشنا الأبيض من اطباء وممرضين وكوادر مساندة والتي تعمل ليل نهار من اجل سلامتنا ووقايتنا من المرض ومتابعة وعلاج كل من كان حظه سيئآ ودخل جسمه هذا الخبيث .
ومثلما هي حكومتنا كان جيشنا العربي المصطفوي يرابط في هذه المعركة ومعه الأجهزة الأمنية في الشوارع والازقة وعلى أبواب المستشفيات ومداخل الحدود والمعابر ولهم جميعا نقول عافاكم الله وادامكم سندآ وذخرا لهذا الوطن اما انت يا صاحبي الذي لم التقيه قط فأنصحك أن تشعل شمعة خيرآ من أن تلعن الظلام.
أدام الله الوطن وشعبه وقيادته وجيشه وأجهزته من كل داء جسدي وفكري وعاشت مملكتنا الأردنية الهاشمية العظيمة.