فلسطين على حدِ السيف ..!

بقلم د. عبدالرحيم جاموس 
تبقى فلسطين دائما ذات وضع استثنائي  خاص لامثيل له في المنطقة والعالم ،لما تتعرض له من ظلم الإحتلال وجوره المستمر ، الذي يلحق اذاه الدائم والمستمر  بالشجر والحجر والبشر دون استثناء ، واليوم في ظل كل هذة السياسات العدوانية التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل الإحتلال تأتي جائحة كوفيد 19 لتزيد الطين بلة ، ورغم ضعف الإمكانيات المادية التي تعاني منها اصلا السلطة الوطنية بسب الإحتلال ونهبه وهيمنته على الإقتصاد الفلسطيني إلا ان السلطة الفلسطينية قد بادرت الى جملة من الإجراءات الإحترازية والوقائية  في وقت مبكر لمجابهة تفشي وانتشار الوباء وقد حققت في ذلك نجاحا مهما  لغاية الآن يحسب لها في ادارة الازمة ومواجهة الجائحة  ، لكن الوجه الآخر  الذي لابد من التوقف عنده ايضا ان تلك الإجراءات الإحترازية والوقائية  كان لها التأثير الإقتصادي البالغ على دخل الأفراد وخصوصا فئة العمال وهي الفئة الأوسع في المجتمع الفلسطيني بكافة اماكن تواجده داخل فلسطين التاريخية  وخارجها  في مخيمات الشتات ،  والسلطة الفلسطينية محدودية الدخل  كما يعرف ويعلم الجميع انها تعتمد في دخلها  الأساسي على  الدعم المقدم من الدول المانحة الشقيقة والصديقة وبعض الضرائب   التي تحبيها مباشرة او بواسطة الاحتلال  لاتغطي نفقاتها في الاوضاع الإعتيادية الطبيعية ، فما بالك في ظل الأوضاع الوبائية العامة التي يمرُ فيها العالم و فلسطين جزء منه  ، والتي تحتاج الى رصد مبالغ اضافية  اولا لدعم نظامها الصحي ،وثانيا لمعالجة الآثار على الجانب الإجتماعي والإقتصادي ،الناتجة عن جملة الإجراءات  الإحترازية الوقائية المتخذة ....وهي لا تخفى  لا احد من الأشقاء والأصدقاء ،  وبالتأكيد أن ظروف جميع الأشقاء والأصدقاء باتت استثنائية إلا ان وضع فلسطين اكثر حساسية وتضررا بسب استمرار العدو في اجراءاته العدوانية حتى في ظل انتشار وتفشي الجائحة مما  يزيد الطين بلة .
ففلسطين  تقف على حدِ السيف  في مواجهة ازماتها المركبة  الصحية الوبائية والإقتصادية والإجتماعية ...
حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من استمرار صموده في وجهه الإحتلال وتعسفه وحتى يقوى على مواجهة الجائحة دون سقوط النظام الصحي لسلطته الوطنية وتلافي الإنهيار الإقتصادي  لإقتصاده الضعيف اصلا  يحتاج الى دعم اضافي  يمكنه من من استمرار الصمود ومن استمرار النجاح في مواجهة هذة الجائحة وتقديم الدعم  للفئات الإجتماعية المتضررة ودعم مؤسساته الإقتصادية  من الإنهيار  فلا بدَ من مساعدات عاجلة في هذا الشأن من الأشقاء والأصدقاء .. ومن هنا جاء نداء رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية  للبنك الإسلامي للتنمية لتقديم دعمٍ عاجل للسلطة كي تتمكن  من مواجهة هذة الأوضاع الإستثنائية .
وأود الإشارة ايضا الى اوضاع الفلسطينيين في المنفى وفي الشتات وخصوصا  في المخيمات في سوريا ولبنان والتي هي الأخرى تمر بأوضاغ استثنائية لا تقل سوءا عن اوضاع الفلسطينيين في فلسطين بل أكثر حدة خصوصا في ظل تقلص خدمات وكالة الانروا في السنوات الأخيرة ، فهم بأمس الحاجة لتقديم الدعم   المباشر لحمايتهم من الفقر  ونواتجه ومن المرض والوباء في ظل انتشار هذة الجائحة ... 
إن الشعب الفلسطيني وقيادته يتطلعون اولا للموسرين من ابناء فلسطين ان يدركوا اهمية واجبهم في التصدي لهذة المحنة، كما يتطلعون للدول الشقيقة والصديقة ان تقدر هذة الظروف الإستثنائية وان تقدم دعمها الذي يعين الشعب الفلسطيني على تجاوز هذة المحنة وتحدياتها، إضافة الى التحديات التي تفرضها مواجهة الإحتلال سواء في القدس اوفي قطاع غزة او في الضفة الغربية كما  في مخيمات الشتات  في سوريا ولبنان خاصة..
تبقى فلسطين دائما على حدِ السيف مادام الإحتلال جاثما وما دام التشرد سائدا.
د. عبدالرحيم جاموس 
عضو المجلس الوطني 
 21/04/2020
Pcommety@hotmail.com