شكرا لوزارة الثقافة .. بقلم / د. حسين العموش

اجترحت وزارة الثقافة حالة جديد للتعامل مع الشأن الثقافي،وأبدعت في الوصول الى الجمهور المستهدف،بعد إطلاقها لمسابقة (موهبتي في بيتي ) وهي المسابقة التي جذبت آلاف المتابعين والمشاركين من أصحاب المواهب الفنية والأدبية.

تجربة رائدة استخدمت أدوات التكنولوجيا الحديثة للربط بين الموهبة والوزارة،واعتقد أنها حققت ما لم يتحقق بسواها من المبادرات التي ظلت حبيسة الفكر المنغلق لسنوات خلت.

ولعل من ايجابيات جائحة كورونا اعتماد آليات ووسائل جديدة للوصول الى الجمهور المستهدف،وهذا ما فعلته ببساطة وزارة الثقافة، التي عرفت طريقا سهلا وميسرا للوصول الى جيل السوشال ميديا والإنترنت،مما ساهم في مشاركات فاعله لشباب أردنيين ظهرت مواهبها ووصلت لها الوزارة بسهولة.

بعيدا عن جلد الذات ولكي نضع الأمور في نصابها،لنقول للمبدع أبدعت،وللمقصر قصرت،فانه حقيقة ان وزارة الثقافة أبدعت في هذا العمل الكبير،والإبداعي الذي يتناسب مع توقيت ووسائل ساهمت في نجاح المبادرة.

لا أجامل حين أقول ان وزيرا مثقفا من حجم الدكتور باسم الطويسي الذي قبل التحدي،وساهم في نجاح مؤسسات وطنية قبل تسلمه لوزارة الثقافة ما كان ليقبل ان يكون وزيرا مارا من أمام الثقافة،فأبدع في عمله،وقدم نموذجا من الانجاز والفعل على الأرض،بعيدا عن تنظير المؤتمرات ومؤتمرات التنظير.

غير ان هذا العمل يضع الوزارة ووزيرها أمام التحدي،لإنجاز ملفات وطنية كبيرة تنهض بالفعل الثقافي وتقدم وصفة  سهلة وميسرة تواكب العصر وتصل للمثقفين وتحاكي إبداعهم.

لقد أظهرت هذه الجائحة ان الفعل الثقافي الوطني المنتج لم يعد ترفا،وان على المؤسسات الثقافية،وعلى رأسها الوزارة،ان تفكر خارج الصندوق،وان تقدم منتجا مختلفا يتماهى مع الأدوات والوسائل الحديثة عند التعاطي مع الشأن الثقافي.

وعلى المؤسسات الثقافية الأهلية والحكومية الأخرى ان تجد لها حلولا للوصول الى الناس،فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن لرابطة الكتاب والمركز الثقافي الملكي ودائرة المكتبة الوطنية،والمؤسسات الأخرى ان تستثمر جلوس الناس في بيوتهم،وان تشركهم في ندوات ولقاءات عبر التطبيقات الحديثة،فقد كان الجمهور يأتي إلى هذه الأماكن سابقا،لماذا لا يكون العكس،بحيث يأتي أصحاب الندوة او الأمسية او حفل التوقيع الى الناس في بيوتهم.

العالم يتغير في كافة النواحي،والثقافة جزء من هذه التغيرات،علينا ان نتغير معها،وان نواكب كل ما هو جديد،طالما ان لدينا طرقا ووسائل تساهم في اختصار المسافة بين المرسل والمستقبل.

مرة أخرى شكرا لوزارة الثقافة ولوزيرها ولأمينها ولكوادرها