فـرصتـنـا .. بقلم / أحـمـد غـنيـمـات

بقلم / أحـمـد غـنيـمـات  
لقد شاءت الاقدار ان تقلب حياتنا رأسا على عقب  تقلب  التشتت والضوضائية  الى سكينه واستقرار وهدوء. 

فالعالم يعيش أياماً استثنائية وظروف طارئه بكل تفاصيلها لعلها  تكون فرصه لنا لتغيير واقعنا و الكثير من معتقداتنا وعاداتنا  فرصتنا للتعديل والتغيير لننقذ انفسنا ومجتمعنا  دون ان نخسر شيئاً بل  على العكس سنكسب المزيد من استثمار الوقت والجهد والمال. 

فرصتنا للتقدم  وان  نعيد السكينة لاسرنا وعائلاتنا  وايضا بيئتنا التي ارهقناها من الانبعاثات الملوثه. 

ففي مجال المناسبات الاجتماعية من افراح واتراح  واحتفالات متنوعه فالتبذير واطلاق العيارات النارية واغلاق الشوارع واصوات الموسيقى المرتفعه والمزعجه وايضا الدعوات العشوائية للمعازيم  كل هذه العادات تحتاج منا  لتأمل ووضع مقترحات معالجة  لتكون اكثر انضباط  ومسؤولية.   

فرصتنا اليوم اكثر مما سبق  بأن نعدل مساراتنا في كثير من العادات وبعض المعتقدات الخاطئه،  نقتصد في تكاليف الزواج  ونبتعد عن التبذير وغيرها  من العادات السيئة.
فظاهرة غلاء المهور التي تسبّبت في زيادة معدلات العنوسة لدى الاناث  والعزوبية لدى الشباب، وأنتجت مأساة اجتماعية لا بد ان تتلاشى في ظل هذه الازمات التي تعيشها البشرية جمعاء. ولا بد من معالجة ظاهرة العنوسه والعزوف عن الزواج  والحل هنا بايدينا بأن نرحم ابنائنا وبناتنا من تلك السلوكيات السلبية والتي لا مصدر لها من الكتاب والسنه وصدق نبينا محمد عندما قال "  خير الصداق أيسره " فرصتنا للقضاء على العنوسة  والعزوبية بدلا  من اجبار  ابناءنا  وبناتنا  على الرضوخ لتلك العادات والضرر الناتج عنها  وهم في ريعان شبابهم وعطائهم ، جاءت الفرصه تطرق الابواب  فهل من مجيب. 

فرصتنا ان نقتصد في الصرف الباذخ على ولائم ومصاريف العزاء ، حتى لا نجبر بعض الفقراء ان يقترضون الأموال كي يتباهوا أمام الناس أثناء المناسبات الاجتماعية وهذا التقليد الاعمى وهذه العادات تسعى لاحياء الاموات وتميت الأحياء ،
فرصتنا اليوم اكثر من أي وقت بأن  ان نعمق الايجابيات ونعزز العادات الحسنه حتى يصبح آل جعفر فقط هم المعنيون بالتكريم والتقدير. 

فرصه ذهبية  لدول وحكومات العالم  ان تعزز  انفاقها على المجالات الصحية بدلا من انفاقها على الحروب وتسليح الجيوش  وان تركز على البحث العلمي وتقلل من المؤتمرات والاجتماعات وبعض التجمعات الغير مبرره. 

فرصه لان نتخلى عن بعض ما يرهقنا حتى ننعم بحياة مستقره  وقد اعطتنا هذه الازمه  الفرصه للتعديل والتبديل  بما يتناسب وظروفنا  وما يريحنا ويجلب السعاده لنا فهل نستغل الفرصه و ان لا نلتفت الى الوراء. 

فكما اعادت ازمة كورونا السكينة للأسرة والعائلة  والبيئة واعادة البشرية الى رشدها  لا بد ان تعيدنا الى  التفكر في نسيان جميع العادات و متطلبات  الحياة المرهقه لنرميها وراء ظهورنا وان نتعاهد جميعا بعدم العودة اليها في ايام الرخاء التي ستأتي مستقبلا  بإذن الله . 

فرصتنا  اتباع عادات وأساليب  وطرق جديده تعيد الانسان الى المربع الاول  وهو  ان كل من عليها فان  ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.