من على سفينة الأحلام .. انا لست بطلاً بل قمت بواجبي _ بقلم/ الدكتور فايز أبو حميدان
اميـــــــــــــرة الالماس
بقلم الدكتور فايز أبو حميدان
انه اسم سفينة الاحلام والتي توجت قصص الابطال فهي سفينة سياحية بريطانية من الدرجة الأولى تديرها شركة Princess Cruises تم بناؤها عام 2002 من قبل شركة ميتسوبيشي تحتوي على 1350 كبينة وشقق فاخرة وبلكونات فهذا الفندق العملاق والعائم يبحر في المناطق الأسيوية وأستراليا.
كان على متنها 3700 سائح وقبطان استقلها احد السياح والبالغ من العمر 80 عاما من ميناء يوكوهوما متجها الى هونكونج وتبين بعد ذلك اصابته بفيروس الكورونا SARS- COV 19 فبعد قضائه خمسة أيام على متن هذه السفينة غادرها وبعد ذلك تفشى مرض الكوفيد 19 بشكل سريع بين ركاب السفينة وقد تم حجزها في ميناء ناها بجزيرة اوكيناوا من 19/1/2020 الى 4/2/2020 ومن ثم سمح لها بالإبحار نحو المياه الإقليمية اليابانية للعودة الى يوكوهوما وتبين في البداية إصابة عشر اشخاص بنفس المرض وكانت تحوي عدداً كبيراً من كبار السن ومن جنسيات مختلفة.
وعند وصولها الى الهدف أعلنت وزارة الصحة اليابانية الحجر الصحي على جميع راكبي السفينة لمدة 14 يوماً ورغم اخذ كافة الاحتياطات الا انه قد أصيب 621 شخص بالعدوى كان منهم 132 من افراد الطاقم وفي بداية اذار تم اخلاء السفينة وعودة الركاب الى بلادهم وكان اخر مغادر الكابتن جينارو ارما Genaro Arma والذي اُبلي بلاءً حسنا حصل به على وسام الشرف الإيطالي من رئيس الدولة سيرجيو ماتيرالا فهذا الرجل وفريقه قاموا بالعناية بأكثر من ثلاثة الاف شخص بطريقة مثالية ومنظمة حيث مكث كل منهم في كبينته وكان يحصل على طعامه في غرفته ويتم العناية الصحية بكل فرد وقد ظهرت علامات التضامن والمحبة بين الناس حيث كان أصحاب الغرف التي تحتوي بلكونه يتم منحها للآخرين لبضعة ساعات لمشاهدة والتمتع بأشعة الشمس وكان الكابتن يبعث الامل في نفوس الركاب والعاملين ويشرف بنفسه على ابسط الأمور وقام بتوزيع الورود والشوكولاته في يوم الحب على جميع الركاب لقد استطاع إيقاف الخوف والرعب في نفوس الركاب والعاملين وكان يخبر الناس عن كل المستجدات عبر مكبرات الصوت ومن الجمل التي كان يرددها " العالم ينظر الينا وهذا سبب ان نظهر قوتنا" .
هناك عُرف منذ غرق السفينة الامريكية Central American عام 1857 هو ان الكابتن اخر شخص يغادر السفينة لذا غادرها الشاب جينارو ارما بعد اخلاء 3700 شخص حاملاً حقيبته ووجهه مغطى بكمامة وكانت عبارته الأخيرة " انا لست بطلاً بل قمت بواجبي "