كورونا ..العبء المخفي



كتب رئيس جمعية أطباء الأطفال الاردنية الدكتور باسم الزعبي - تقدر منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات الناجمة عن الانفلونزا الموسميه في موسم  شتاء هذا العام  في العالم بحوالي نصف مليون وفاه ( 650 - 290الف) رغم انتشار المطعوم ووجود العلاج كما ويقدر عدد الاصابات بالانفلونزا سنويا بحوالي 500 مليون.

ويقدر عدد الوفيات سنويا في العالم بسبب امراض القلب والاوعيه الدمويه ب18 مليون والسرطانات 9.5 مليون والسل 1.18 مليون والايدز 950 الف والملاريا 618 الف . 
في حين بلغ عدد الوفيات من الكورونا في العالم حتى الان حوالي 240  الف حالة والاصابات حوالي 3.4  مليون حالة مثبته. 

ورغم ان اعداد الحالات لا زالت كبيرة في اوروبا وامريكا الا ان هذه الدول بدات تخفف من اجراءاتها لانها بدت تلمس الاثار السلبية للاغلاق على مناحي الحياة المختلفه الاجتماعيه والاقتصاديه والتعليميه والسياحية والرياضية وحتى الصحية نفسها فلا يعرف عدد الوفيات والاضرار الصحية الناجمه عن الامراض الاخرى وخاصة امراض القلب في ظل الشلل الذي تعيشه الدول وحالة الاغلاق  ففي بريطانيا انخفض عدد مراجعات الطوارىء ودخولات الحالات الحادة  ومنها النوبات القلبيه بنسبة 30% وهو ما يسبب قلقا لدى الاطباء حول مصير هؤلاء المرضى وازدات الوفيات غير الناجمه عن الكورونا بنسبة كبيرة تصل الى 20% اواكثر من ذلك في ظل تضاعف عدد الوفيات عن نفس الفترة من العام الماضي فيما انخفضت الحالات المشخصة بالسرطان بنسبة 75% بسبب انخفاض المحولين والمراجعين وفي الهند اكبر بلد يحوي مرض السل قدرت نسبة الذين لم يواصلوا المعالجه ب17 % على الاقل فيما تراجعت عمليات غسيل الكلى وتعطل تطعيم الاطفال بشكل كبير في انحاء العالم وازدادت حالات العنف الاسري بنسبة 50% (21% في سياتل و300% في الصين)  واستغلال واضطهاد الاطفال الى ثلاثة اضعاف في المملكة المتحدة. 

من جهة اخرى تشير الدراسات الى ان نسبة الوفيات من الكورونا الحديثه قد تكون اقل بكثير مما كان معروفا
حيث تشير التقديرات القادمة من مناطق مختلفه في العالم الى ان عدد الاصابات في الكورونا هي اكثر من الحالات المعلنه بعشرة اضعاف الى 85 ضعف ففي نيويورك لوحدها قدرت الاصابات حسب النتائج الاوليه للمسح الذي اجري على عينة  من السكان ب2.7  مليون اصابه مما يعني ان نسبة الوفاة هي  0.5%  اي خمس حالات من كل الف اصابه وفي دراستين في ولاية كاليفورنيا في لوس انجلس وسانتا كلارا  اشارت النتائج الاوليه للمسح المجرى على عينة من السكان الى ان عدد الاصابات قد تكون اكثر من العدد المعلن ب 20 الى 85  ضعفا مما  يعني ان معدل الوفاه هو  1.2 الى 2  من كل الف اصابه وفي بريطانيا تراوحت تقديرات غير مدعمه علميا ان الاصابات تصل ما بين 20 الى 50 بالمئه من السكان.

 وهذا طبعا اقل بكثير من النسب المعلنه اعتمادا على الحالات المشخصة والتي تقدر ب 7% في مجمل الاصابات المعروفه في العالم واكثرها في اوروبا حوالي 10% تنخفض في اسيا الى 3.5% و4% في افريقيا و5 % في امريكا الجنوبيه.

اما بالنسبة للدول العربيه فالمؤشرات تدل على ان نسب الوفيات اقل بكثير من  معدلها في العالم فهي في المعدل حوالي 2 بالمئه من المصابين واذا اخذنا  التقديرات السابقه تصبح النسبه في حدها الاقصى 
2 من كل الف حالة ومن المفيد ذكره انه كلما زادت عدد الفحوصات المخبريه كانت النتائج اكثر دقه ولذا فاعتقد ان افضل ما يمثل المنطقة العربيه هو الدول الخليجيه  الاكثر اجراءا للفحوصات المخبريه وهي الامارات ( وهي تقريبا الاولى عالميا في نسبة اجراء الفحوصات لعدد السكان ) وقطر والبحرين والكويت ونسبة الوفيات في هذه الدول هي ما بين اقل من 1 من كل الف مصاب  في قطر الى 8 حالات من كل الف مصاب في الامارات وتلي تلك الدول جيبوتي ثم عُمان ثم الاردن. 

اما  تاثير اجراءات الاغلاق على الاقتصاد  فهي هائله واثارها بدأت تكبر ما سينعكس سلبا على كل القطاعات الاخرى  ويخشى خبراء  كثيرون ومنهم صندوق النقد الدولي ان يكون ذلك الاسوأ على الاقتصاد العالمي منذ الكساد العظيم الذي حدث قبل 90 عاما وفي الولايات المتحدة لوحدها وقع الرئيس الامريكي على مشروع قرار بتقديم 2.2   تريليون دولار  للحد من تداعيات الكورونا قبل شهر فيما اوصى الاتحاد الاوروبي باجراءات مشابهه تصل كلفتها الى 3.2 تريليون يورو وفي بريطانيا قدرت مؤسسات اقتصاديه ان الدخل القومي البريطاني سينخفض في الربع الثاني من العام  في حال الاغلاق الكامل بنسبة 35% وفي حال الاغلاق الجزئي بنسبة 10% اما في القيود البسيطة فالتاثير بحدود 5% وقدر ان الاغلاق سيضر بالدخل القومي الامريكي بنسب تتراوح بين 14 الى 35% في الربع الثاني من هذا العام وقد تصل البطاله الى 20-30% حتى شهر حزيران القادم  وفي الصين حدث انكماش في الاقتصاد في الربع الاول من العام هو الاول  منذ عام 1992 فيما توقع ان لا يحقق اقتصاد اسيا اي نمو هذا العام  وفي افريقيا يتوقع ان يخسر نصف العاملين وظائفهم وقد تصل خسائر الطيران لوحدها في العالم الى  113 مليار دولار وهو مثال على التبعات الواسعه على الاغلاق وهو ما جعل العالم يبدأ بالتراجع عن اجراءاته الاغلاقيه المتشدده.