هل الصين بريئة من الاتهامات ..؟


بقلم الدكتور فايز أبو حميدان 

الاتهامات المتبادلة بين الصين وامريكا تم التطرق لها في مقال خاص سابقاً ولكن مراعاة تسلسل الاحداث وكتمان الصين وتأخرها في الإعلان عن انتشار الفيروس بالإضافة الى مجموعة الأخطاء المتتالية في إدارة الازمة جعلت انتشار المرض سهل وسريع وإمكانية السيطرة على الوباء ثم الجائحة صعباً للغاية.

فقد أعلنت جريدة Morning Post  الصينية ان أول إصابة وهي ما يسمى" الحالة الصفر"  كانت لشخص عمره 55 عاما  في 17/11/2019 وقد تعافى من المرض، كما أعلنت الصين في 08/12/2019 ان اول 7 حالات إصابة كانت في 26-29/12/2019 مع العلم ان الطبيب الصيني لي وينليانغ قد قام بالاتصال وتحذير زملاء له في بداية شهر كانون الأول 2019 من فيروس جديد ثم قام بنشر بعض المعلومات عبر الانترنت مما دفع الحكومة الصينية لإجباره على توقيع وثيقة بعدم النشر وقد توفى بسبب نفس المرض في 07/02/2020 كما تم اختفاء عدد من رجال الصحافة في 19/04/2020 منهم Chen Mai  و Cai Wei  مع صديقته الصحفية  Targ والذين اسسوا مبادرة ضد الرقابة 2049 Terminus وتم عبرها نشر عدة مقالات حول جائحة كورونا ، كما وردت معلومات استخباراتية انه تم اعتقال 5100 شخص خلال الأسبوعين الأوائل من انتشار المرض وتم اعتقال صحفي من التلفزيون الصيني          Li Zehma  بعد نشره اعداد الموتى في ووهان .

وقد أبلغت السلطات الصينية منظمة الصحة العالمية بوجود إصابات بالتهاب رئوي غير معروف سببه وانه غير معدي وذلك في 31/12/2019 مما دفع المنظمة الى ارسال وفد طبي للبحث في الموضوع واعلن مسؤول الطوارئ في اللجنة الوطنية للصحة الصينية لي كون في 13/01/2020 ان إمكانية انتقال المرض بين البشر ضعيفة جداً  وقامت منظمة الصحة العالمية في 14/01/2020 بالإعلان انه لا يوجد دلائل مؤكدة عن انتقال المرض من شخص الى اخر وقد قام رئيس منظمة الصحة العالمي Tedros في 23/01/2020 بشكر الرئيس الصيني Xi Jinping لتعاون الصين وشفافيتها واعلن ان المرض ليس مشكلة كبيرة وصعبة وفي 03/02/2020 اعلن ايضاً رئيس WHO انه لا يوجد سبب لاتخاذ إجراءات غير ضرورية تؤثر على التجارة العالمية والتنقل .

 في هذا الوقت كان عدد الإصابات في الصين 17 الف مصاب وعدد الضحايا 361 ضحية مع ان الحكومة الصينية قد بدأت في اتخاذ إجراءات سفر مشددة وحجر صحي في 22/01/2020 من والى ووهان ومنعت دخول سكان ولاية هوبي وعاصمتها ووهان من السفر الى المدن الكبرى وخاصة بكين وفي الوقت نفسه سمحت لخمس ملايين شخص منها رعايا أجانب من مغادرة ووهان الى بلادهم منهم طلاب عرب و430 امريكي وقامت مدينة ووهان بتنظيم حفل بمناسبة راس السنة الصينية في 26/01/2020 شارك به 40 الف مواطن إضافة الى تحرك 100 مليون شخص بمناسبة الأعياد الى مناطق سكنهم او لزيارة اهاليهم في هذه الأعياد.

كما أعلنت الصين في 11/01/2020 عن وجود 41 إصابة ووفاة واحدة وهو علميا غير صحيح لان الخبرة المكتسبة لاحقا تظهر ان عملية نقل العدوىReproduction Rate Ro  في الفترة الأولى كان 5-7 ومن غير المنطقي ان يكون العدد بعد شهرين من ظهور المرض بهذا الكم القليل بل كان اعلى بكثير يضاف الى ذلك ان الصين قد قامت في شهر ابريل 2020 الى تعديل عدد الوفيات في مدينة ووهان الى الضعف تقريباً. قامت الصين بحذف مقالات ودراسات علمية من مواقع الكترونية ومنعت نشر اية معلومات عن المرض ووضعت ضوابط حكومية على التعاون الأكاديمي والبحثي بين الجامعات الصينية والجامعات الأخرى. اما بالنسبة للمكالمة الهاتفية بين الرئيس الصيني والرئيس الأمريكي في نهاية كانون الثاني لعام 2020 فقط طمأن الرئيس الصيني زميله الأمريكي بان الأمور تحت السيطرة.

يوجد في مدينة ووهان المختبر الوطني للسلامة البيولوجية ومعهد ووهان لأبحاث الفيروسات الذي يحتوي على قسم خاص بالخفافيش تم البدء في بنائه عام 2003 وتم تسليمه من الحكومة الفرنسية الى الحكومة الصينية في عام 2015 حيث قام فريق فرنسي ببنائه وتجهيزه وهو مختبر خاص تم تدشينه عبر تبرعات من دول متعددة بقيمة 44  مليون دولار كانت مساهمة الولايات المتحدة الامريكية به 7.1 مليون دينار وعند زيارة مجموعة من الباحثين الامريكان للمعهد في عام 2018 مع موظفين من السفارة الامريكية وتقديمهم تقرير الى السلطات الامريكية كان ملخصه " معهد ووهان للفيروسات غير امن وتدابير السلامة لديه متدنية ".

كما صدر مقال في جريدة أسترالية Daily Telegraph حول تقرير سري مكون من 15 صفحة من ما يسمى العيون الخمسة وهو ملخص لتقرير صادر عن مخابرات أمريكية، بريطانية، كندية، فنزويلية واسترالية يتهم الصين بانها نقلت المرض عبر معهد ووهان للفيروسات بطريق الخطأ وقامت بإخفاء الحقائق واتلاف وثائق في المعهد و صرف نظر العالم والتستر عليه.

لقد اعلن 13 عالم حول العالم ومنهم علماء صينيين في مجلة  Medical Revenue XIW بان عدد حالات الإصابة سيكون اقل بـ 95% لو أبلغت الصين العالم مبكراً بهذه الجائحة كما ان منظمة الصحة العالمية قد استقصت معلومات خاطئة أدت الى اتخاذها  قرارات متأخرة في التحذير من هذا المرض.

هذا كله دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى اتهام الصين بنشر المرض وقد طلب تشكيل لجان تحقيق عالمية بمشاركة أمريكية في 19/04/2020 والذي قوبل بالرفض من قبل الجهات الصينية فأُعلن لاحقاً ان سياسة التعتيم والتضليل والاستهتار التي تتبعها الصين يجعل أصابع الاتهام تتجه لمعهد ووهان للفيروسات.