بقلم / الدكتور فايز أبو حميدان

القلب هو أقرب عضو إلى الرئة ويعمل مع الرئة بشكل ديناميكي ووطيد فتبادل الدم المزود بالأوكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون لا يتم إلا بالعمل المتناسق والمتناغم بين هذين العضوين في الجسم وأي خلل في أحدهما يؤثر على الآخر، وبما أن مرض الكوفيد 19 يصيب الجهاز التنفسي وخاصة الرئة فهذا له علاقة مباشرة مع القلب ويؤثر على عمله.

فالتهاب الرئة وانتشار الفيروس في الحويصلات الهوائية ودخوله الى الأوردة والشرايين المحيطة بأنسجة الرئة يؤدي الى إخراج سوائل الدم الى الرئة مما يجعل التنفس صعب ويشعر المريض بالغرق وضيق التنفس فوجود سوائل في الرئة وصعوبة التنفس تتطلب من القلب ضخ الدم بشكل أقوى الى الرئة وذلك لانحصار وضيق الأوردة والشرايين من والى الرئة والناتج عن الالتهابات مما يتطلب ضخ عالي من القلب، كما ان تجلط الدم في بعض الشرايين يعيق هذه الوظائف التي يقوم بها القلب ويتحمل القلب أيضا أعباء تفعيل نظام المناعة وهناك احتمالية وارده فإما يصاب القلب بتلف في عضلاته نتيجة تكون تجلطات دموية مما يؤدي أيضا الى انخفاض نسبة الأوكسجين المرسلة الى الخلايا او ان الفيروس يقوم بنفسه بالإغارة على خلايا القلب والتكاثر بها وإحداث التهاب بها وإتلافها.

لقد لوحظ عند مرضى الكوفيد 19 الماكثين في العناية الحثيثة زيادة نسبة الجلطات الرئوية وجلطات الكلى وهذا يعود لان الفيروس يصيب خلايا الجدار الداخلي للأوردة والشرايين Endothel Cells

لذلك تنخفض حالات الوفاة لمرضى الكوفيد 19 الذين يحصلون على مميعات الدم أثناء الإقامة في العناية الحثيثة كما هو الحال في ألمانيا والتي سجلت اقل عدد وفيات لمرضى العناية الحثيثة في العالم. رغم الارتفاع الكبير بعدد الإصابات وارتفاع عدد المصابين من كبار السن والمدة الطويلة التي أقاموا بها في المستشفى. 

يضاف الى كل هذه الأمور حدوث مضاعفة هامة وهي ارتفاع ضغط الدم الناتج عن التهاب الأوردة والشرايين وارهاق القلب والتهاب الرئة والذي يؤدي الى الضخ العالي ومن اهم منظمي ضغط الدم المستقبل ACE2 والذي يستعمله الفيروس للدخول الى الخلية ونقص هذا المستقبل بسبب الفيروس يزيد من ارتفاع ضغط الدم وأضعاف عمل القلب وإرهاقه