الواقع الفلسطيني وحرب الشائعات وصناعة الكذب ..
بقلم : سري القدوة
أصبحت الشائعات وصناعة الكذب بمثابة الوسيلة التى يتبناها قطاع كبير من نشطاء الفوضى لتحقيق مآربهم السياسية وأهدافهم الحزبية الضيقة وإطماعهم في بث الفتن وخلق حالة من عدم الاستقرار لخدمة أهدافهم وعلى رأسها نشر الفوضى في المجتمع عبر زعزعة الثقة بين ابناء الشعب الواحد مستغلين مساحة الحوار وتبادل الآراء عبر وسائل ومواقع التواصل الاجتماعى.
ولعل الملفت للانتباه أن عدوى الشائعات لم تقتصر على زمان او مكان محدد ولكنها امتدت لتشمل العديد من جوانب الحياة حيث تسعى أجهزة مخابرات الاحتلال وعملائها على تأجيج الحراك والعبث بالساحة الفلسطينية عبر بث أخبار مغلوطة ترتبط بقرارات حكومية مرتقبة ومواقف يتم تفسيرها وربطها بأجندات خاصة وربط الاحداث وتحيليها وإضفاء وجهة النظر الخاصة عليها ودس السم في الدسم مستغلين اهمية الاصلاح السياسي والتطور الاقتصادي من اجل تقديم وجبات دسمة لقارئ ينتظر وينظر الى كل ما هو جديد من اجل النيل من المشروع الوطني الفلسطيني وضرب الوحدة الوطنية وخدمة الاجندات الخاصة بهم من خلال سيطرتهم على بعض المجموعات وتقديم حقائق مغلوطة ووضع سيناريوهات محتملة تخدم أجندتهم الأمنية الخاصة وتتساوق مع الاحتلال الإسرائيلي وأجهزه مخابراته.
ان تلك المخططات الدنيئة تخدم اهداف الاحتلال الاسرائيلي من استمرار مخططه التصفوي للشعب الفلسطيني وتتنكر للحقوق الفلسطينية وتدعم بزور الانشقاق والفرقة على الصعيد الفلسطيني فهم يعملون على محاربة وملاحقة المحتوى الوطني والنضالي الفلسطيني وبالوقت نفسه يعممون ويشاركون تلك الافكار الخبيثة التي تساهم في استمرار حالة الفوضى والضياع ويدعمون الشائعات الكاذبة والإخبار المفبركة عبر مجموعات تتبع لهم ويسيطرون عليها لنشر السموم لإحكام سيطرتهم فهذه الاساليب القديمة اصبحت الان في متناول الجميع بل يتم استغلال التطور عبر وسائل الاعلام الجديد لتطوير أساليب بث الاشاعات وإشعال نيران الفتن وخلق حالة الارباك على مستوى الوعي الفلسطيني وضرب مفهوم الوطنية وخاصة بين ابناء الجيل الصاعد.
ويمثل استخدام الشائعات لزعزعة الاستقرار الامني والسياسي على الصعيد الفلسطيني من خلال التدخل المباشر لأجهزة مخابرات الاحتلال وسيطرتها على وسائل الاعلام الجديد حيث كانت سببا رئيسيا فى استمرار حالة الانقسام الفلسطيني والتى دفعت بالبعض وأصحاب الاجندات الخاصة الي استمرار بث الصراعات الدموية والفوضى مما يترتب على ذلك من انهيار سياسي ووطني ومجتمعى نتيجة غياب التواصل الاجتماعي بين ابناء الشعب الواحد وسيطرة فئات مشبوهة على مجريات العمل الوطني والتي تحمل اجندات خارجية ومع اهمية التنويه والانتباه انه ومن خلال متابعة مجموعات التواصل الاجتماعي والواتس اب يتضح لنا ان هناك حملة كبيرة لتشويه القيادة الفلسطينية وهجوم كبير وتخوين وإخبار مفبركة كاذبة من مواقع مشبوهة مأجورة تتبع لأجندات خارجية للنيل من الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية.
وفي هذا النطاق نؤكد ضرورة متابعة الاخبار من مصادرها الرسمية والتأكد من صحتها وعلى أهمية أخذ المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تروج لمعلومات كاذبة بهدف التشويه والإساءة للمشروع الوطني الفلسطيني والتي تخدم فئات معينة باتت واضحة ومعروفة للجميع ولذلك لا بد من الحذر الشديد وعدم التعاطي مع هذا النوع من الفبركة وصناعة الكذب من هذه المواقع المشبوهة التي يديرها بعض المرتزقة والخارجين عن الاجماع الوطني ويحملون اهداف رخيصة في استمرار حالة الضياع وفقدان البوصلة وعدم الاكتراث لما يحدث على الساحة الفلسطينية من مخاطر التهويد ومصادرة الحقوق الفلسطينية.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com