خالد الزبيدي يكتب : اتبع الفعل بالقول ..
خالد الزبيدي
تصعيد الاعتداءات الصهيونية على المقدسات في القدس الشريف تجاوز كل الحدود بينما نرى مواقف النظام العربي الرسمي مخجلة البعض منها كمن يدفن رأسه في التراب، والبعض الآخر يحتج ويندد ويرفض الإعتداءات الصهيونية دون ان يتبعها بإجراءات على الارض، فالجانب الصهيوني لا يأبه كثير لكلا الموقفين وما بينهما، وان الرسائل المؤثرة يفترض ان تتبع بقرارات تشكل ردا وفق برنامج سياسي يرد على اطماع العدو الذي لايرى امامه من يرد عليه ويوقف سياساته الرعناء.
مجلس النواب في جلسة خصصت لدعم القدس وفلسطين طالب الحكومة بإجراءات على الأرض، تبعث من خلالها برسالة إلى العالم مفادها بأن دولة الاحتلال لازالت تمثل الظلم والتطرف والاحتلال، وهي من يضعف الاستقرار في المنطقة وان أفعالها تستدعي التجريم والمحاسبة، واعلن نواب ان السلام مع الاردن مهدد بسبب المماسات العدوانية للمحتل البغيض، وتمسك الاردن بحل الدولتين والقدس عاصمة الدولة الفلسطينة والالتزام بحق العودة والتعويض للفلسطينيين.
القمع الصهيوني بحق الفلسطينيين، والاطماع والأحلام المريضة لليمين الصهيوني في الاردن تستدعي ردا حقيقيا على شذاذ الآفاق، بدءا بطرد السفير الصهيوني من الاراضي الاردنية والطلب من السفير الاردني العودة الى عمان، وتعليق الإتفاقيات الإقتصادية، وتقليص اي تعاون ثنائي الى انى مستوى، فالاردن لديه الكثير من الاوراق يرفعها في وجه اليمين الصهيوني الذي تمادى الى حدود انتقدها الغريب والقريب، وينتقدون هذا الصمت والارتخاء العربي غير المسبوق.
فالقطاع الخاص مطالب اليوم اكثر من اي وقت مضى وقف التبادل التجاري مع الكيان الصهيوني، فالاردن ليس بحاجة لاي من السلع والمنتجات كيان غاصب يناصبنا العداء سرا وعلانية، وان ممارساته اليومية التي تؤكد اننا في فلسطين والاردن نعيش معركة مفتوحة مع الكيان الصهيوني ومؤسساته، لذلك علينا الاعداد لما هو قادم وقد لايكون بعيدا، وعلينا عدم الالتفات كثيرا الى معاهدة السلام التي اصبحت خلفنا وممارسات ومواقف العدو تؤكد ذلك، تنكر اليمين المتطرف للإتفاقيات مع الجانب الفلسطيني قد يمتد الى تجاوز شامل على إتفاقيات وادي عربة.
حرق المراحل والتجاوز على حقوق الفلسطنيين والعرب هي شكل من اشكال شراء الوقت لفرض واقع جديد على المقدسات والاراضي الفلسطينية يصعب التفاوض عليه او بعضه، لذلك حان الوقت ليشكل الاردن رأس قاطرة للجم عصابة تل ابيب المدعومة من ترمب وفريقه الذي يخسر المعركة تلو الاخرى داخليا ودوليا، فالرد على الكيان الصهيوني متاح قد يرى البعض صعوبة في البداية لكن النتائج ستكون مثمرة.