الفقر والمسؤوليات ستزداد والفرص ستتاح ..
بقلم الدكتور / فايز أبو حميدان
النقاش حول التأثير طويل الأمد لجائحة كورونا سوف يبدأ في الأيام الأولى بعد الانفتاح التدريجي وبدء عجلة الإنتاج في الدوران أي بعد ذهاب هذا الكابوس.
فالدول ضخت الاف المليارات من اجل عدم الدخول في ازمة اقتصادية ومالية وذلك لدعم السوق المالي والشركات والافراد وخاصة محدودي الدخل ولكن هذه النقود لا تسقط علينا من السماء والحكومات والدول لا تملك في العادة مصانع وشركات استثمارية إذا من اين ستأتي هذه الأموال؟ الجواب سهل كلنا سنساهم في سدادها فالدولة سوف تقدم بعض الإعفاءات الضريبية وقد تستغني عن بعض ممتلكاتها ببيعها الى القطاع الخاص والمستثمرين وستفتح أبواب الاستثمار وحرية التجارة لإيجاد فرص عمل للمواطنين مما يمكنهم من الشراء وإنعاش السوق ودفع عجلة الإنتاج ورفع الدخل الضريبي للدولة وكل هذا لإعادة الوضع كما كان عليه. كما ان على الدولة مراقبة المصاريف بدقة والحد من التبذير واهدار المال العام.
ان تسديد الأموال التي ستتكبدها الدول نتيجة الجائحة لا يتم الا عبر ادخال هذه المصاريف والتي تعتبر ديون على الدولة والشعب الى الميزانية السنوية المقررة أي علينا تسديدها على سنوات متعاقبة وهذا سيؤدي الى نقص في الانفاق على مشاريع متعددة في البلد كانت مدرجة ضمن خطط قديمة أي علينا مراجعة الميزانية الحالية لعام 2020 وتعديلها بما يتناسب مع الظروف الحالية.
على المواطن شد الاحزمة والتخلي عن أمور كثيرة اعتاد عليها اثناء فترة الانتعاش، وعليه دراسة المصاريف والنفقات بشكل واقعي وصادق " ومد الارجل على طول الفراش الذي يملكه "وخاصة أصحاب الدخل المحدود وينصح بالابتعاد عن العيش عبر تسهيلات بنكية لا يمكن تسديدها لاحقاً وخاصة في الفترة الأولى بعد انتهاء هذه الجائحة.
اما ميسوري الحال وأصحاب الدخل المرتفع فعليهم تحمل مسؤوليات أكبر من خلال تقبلهم ضرائب إضافية تفرض على الأغنياء والشركات الكبرى والبنوك على ان لا يؤدي هذا الى هروب رؤوس الأموال الى دول أخرى تعتبر ملاذاً امناً لاستثماراتهم أي علينا ان نمسك بالعصا من المنتصف كما يقال بالعامية.
ان طرق التوفير للفرد متعددة وكثيرة وعلينا اكتشافها وعدم التعنت والتعصب وانتهاج أسلوب حياة جديد والذي سيكون لفترة زمنية وجيزة.
ان ما كتبه الأخ الكاتب ماهر أبو طير قبل عدة أيام في مقاله " هبوط اضطراري لن يستثني احداً" صحيح مع عدم موافقتي على بعض الأمور التي طرحت ولا اوافقهُ على الأسلوب القاسي الذي لا يريد بعض الناس سماعه اثناء المحنة كما انني ادعم موقفه بان الوضع قبل الكورونا يختلف عنه بعد الكورونا وعلينا التفكير من جديد كيف سنعتمد على أنفسنا في حل الصعوبات القادمة؟ سواءً كانت اقتصادية، اجتماعية او حتى صحية فاذا اردت ان تعرف ما خلف بيتك عليك النهوض والتحرك حول البيت لترى ما خلفه أي علينا تغيير ما اعتدنا عليه واختيار أسلوب ونمط حياة يتسم بالمرونة والموضوعية والقناعة والرضا بالقليل فكل الازمات الاقتصادية في العالم تبعها انتعاش اقتصادي وتطور في التجارة والصناعة ونشوء فرص كثيرة.
ان ازمة كورونا قد أظهرت طاقات كامنة عند شعبنا وحكومتنا وقيادتنا وكنا مثال يحتذى به امام دول العالم وهنا تكمن فرصتنا والتي يجب استغلالها.