يهودية وقومية دولة الاحتلال الإسرائيلي .. بقلم : سري القدوة

بقلم  :  سري القدوة

تتوالي الكوارث الصهيونية منذ ان بدا التخطيط الفعلي لاحتلال فلسطين التاريخية وحلت النكبة الكبرى عام 1948 حيث أقدم الاحتلال خلال السنوات المتعاقبة على شن الحروب في محاولة للسيطرة على الأرض واقتلاع الشعب الفلسطيني منها وهم فشلوا بذلك ولم يتمكنوا من تشريد شعب فلسطين وتواصلت أوجه النضال والكفاح بإشكاله المتعددة من اجل نيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير وسطر الشعب الفلسطيني اروع صفحات النضال بتاريخه المعاصر ليكتب صفحات الثورة ويوميات نضاله لتكون نبراسا للأجيال القادة المستمرة بطريق الكفاح من اجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق طموحاته في العودة وتقرير المصير.

إن اخطر ما يمكن ان يواجهه الشعب الفلسطيني اضافة الى مخططات صفقة القرن هو سعي تكتل اليمين العنصري لدى كيان الاحتلال تطبيق وإقرار قانون الدولة القومية اليهودية حيث يكرس العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي ويدعو وبوضح لممارسة الارهاب والتطرف العنصري واستهداف للأقليات وقطع الطريق أمام عودة ابناء الشعب الفلسطيني الي اراضيهم وبذلك يعمل كيان الاحتلال على تدمير العلاقات الدولية ويفرض عنصرية الدولة وهو يجزر الارهاب الديني والتطرف من خلال إقرار هذه القوانين والتعامل بها وبتغطية من الولايات المتحدة الامريكية حيث يسعى الي تكرار ما حدث خلال النكبة عام 1948 بتهجير ابناء الشعب الفلسطيني الصامدين في الاراضي الفلسطينية وممارسة الإرهاب بحقهم. وباتت الأحزاب الإسرائيلية تتبنى وتعمل على تنفيذ ما تطرحه الاحزاب العنصرية المتطرفة التي تتجاهل فيها الدولة الفلسطينية وتتنكر لوجود  فلسطين التاريخي وتتعامل وكأنها غير قائمة وأهلها غير موجودين وان دولة الكيان الاسرائيلي وطن للشعب اليهودي وبالتالي لا يوجد مجال للنقاش ولا مفاوضات بعد ان يتم طرح مثل هذا التوجه من قبل التكتل العنصري لدى الاحتلال فتتجاهل حقيقة ملكية الأرض لأصحابها وتتعامل مع انه لا وجود أساسا للشعب الفلسطيني ويجب التخلص منه وإبعاده بكل الطرق من خلال مشاريع ضم الاراضي الفلسطينية والتخلص من الشعب الفلسطيني لضمان التوسع اليهودي والسيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية دون وجه حق او مستند قانوني وبعيدا عن ما أقرته الشرعية الدولية ومعتمدة بذلك على الموقف الأمريكي الذي بات يشكل الغطاء الوحيد لدولة الاحتلال في ظل استمرار توسع قاعدة التأييد الدولي للحقوق الفلسطينية من مختلف دول العالم .

الشعب الفلسطيني هو من يملك الارض وعندما احتلت فلسطين وتم اعلان دولة الاحتلال وإقامة كيانه المزعوم على الأراضي الفلسطيني ودمروا القرى والمدن وسرقوا التاريخ معتقدين انهم بذلك سينهون القضية الفلسطينية حيث كان الشعب الفلسطيني يبلغ تعداده ابان الهجرة بنحو مليون ونصف وبقى هذا الشعب متمسكا في حقوقه التاريخية وصامدا على أرضه وأما الان يبلغ تعداده بثلاثة عشر مليون نصفهم صامدين ومرابطين على الارض الفلسطينية إما لاجئين أو تحت الاحتلال ومع حلول عام 2030 سيكون تعداد الشعب الفلسطيني ما يقارب العشرين مليون ولا بد لهذا الشعب ان يعود الى أرضه مهما استمرت المؤامرات وكبرت التحديات فحق العودة هو ملك للأجيال ولا يمكن لمن كان ان يتنازل عن هذه الحقوق التاريخية الفلسطينية وفي ظل ذلك لا بد من المجتمع الدولي اتخاذ مواقف واضحة وصريحة من هذا التحول العنصري الخطير وأهمية التدخل ووضع حد لممارسات الاحتلال العنصرية والتهويدية وضمان تطبيق حق العودة فهذا الحق لن ولم يسقط بالتقادم وهذا الشعب العظيم مستمر جيلا وراء جيل يخوض ثورة الحرية والبطولة والفداء.



سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com