الاستقلال .. شرعية الإنجاز الذي وصل حدّ الأعجاز .. بقلم / د. حازم قشوع
يحتفل الشعب الاردني الوفى المعطاء بعيد الإستقلال المجيد ، ويضيىء شمعه اخرى من منارات الانجاز فى مسيره النهضه والتنميه ، وهو يؤكد صدق عزيمته وصلابة ارادته بالمضى قدما تجاه ، فضاءات اوسع من التقدم والعطاء ،
تنير الدروب نحو آفاق المجد ، وسمو الرفعة ، وعلا المنزلة .
والشعب الاردني هو يستذكر فى هذا المقام بني هاشم الأطهار فانه يؤكد التفافه حولهم فهم من حملوا راية المجد التاريخية وراية التوحيد الدينية وراية الثورة العربية إلى أن ولدت للأمة منارتها بإستقلال الدولة الاردنيه ، عندما رسمت منطلقاتها من خطوط الضاد وعبرت عن رسالة الأمة بالحفاظ على مكانتها فى كل اللحظات التاريخية الخالده ،
وها هو جلاله الملك عبدالله الثاني ، حامل راية الامه ، ووريث مجد الثورة وحامي حمى القدس والاقصي ، يعيد كتابة التاريخ بمواقفه القوميه الثابته فينتصر للحق العربي وقضيته المركزيه ، ويعمل من اجل نصرة النظام العربي قضاياه ، ويعزز من محتوى مكانته ورسالته ليكون أحد
المحاور الرئيسية المشكلة للحالة المركزية الإقليمية ، وهو بذلك انما يقوم بتعزيز اوتاد الامه لتكون حاضره على
المسرح الجيوسياسي فى المرحله القادمه .
وفي مسعى طليعي ومحمود يعمل جلالة الملك على تحصين بيت الامه من واقع التجاذبات السياسيه ، التى تحاول تقطيع اوصال الجسم العربي فى إطار تحالفات اقليميه تبعدها عن مركز الوحده ومنطلقاتها الواحده ، بينما تحاول قوى اخرى على فرض واقع جديد باستخدام منطق القوه بترسيم مناطق حدود ونفوذ جديده ، غير ابه بكل الاصوات التى نادت بضروره الالتزام بقرارات الشرعيه الدوليه وضرورة الحفاظ على امن المنطقه وسلامة مجتمعاتها ،
وعلى الرغم من ادخال المنطقه والاردن فى عواصف التغيير ودوامات الارهاب ومناخات كورونا ، ومحاوله التاثير على واقعه ومواقفه وقوامه ، الا ان الاردن بفضل قياده جلالة الملك كان يخوض كل تحدى برؤيه استشرافيه و اراده
شعبيه ونصره موضوعيه ، اضافه الى قراءه سياسيه دقيقه واستراتيجيه عمل حصيفه ، استطاع الاردن بفضلها من تحويل كل منعطف عصيب الى منطلق قويم ، عندما برهنت هذا السياسات المتخذه مقدار نجاعتها ، وقوة تاثيرها على واقع الاحداث كما برهنت الاستجابه الشعبيه مقدار الانتماء وقيم الولاء الذى جسده المجتمع الاردني من واقع حالة الالتفاف الشعبى حول قيادته. بطريقه جليه ، حيث كان معه فى كل محطه مفصليه كانت تعترى مسيرة الوطن ورسالته ، وهذا ما جعل الاردن ينتصر على ذاته فى كل محطه خاضها او تحدى واجهه .
ولقد كان للجيش العربي والمؤسسات الأمنية كما للمؤسسات الصحيه والمدنيه كبير الاثر فى تجاوز المحن الاقليميه وفى تحصين المناخات الوطنيه والمجتمعيه وفى الارتقاء بمستوى الانجازات بفضل توجيهات جلالة الملك ومتابعاته الحثيثة
مما جعل النموذج الاردنى يسجل علامه فارقه بين النماذج العالميه فى درجه تعاطيه مع وباء كورونا ومناخاته .
عندما استطاع الجيش العربي والمؤسسات الامتيه من
تقديم نماذج عمل اردنيه ، مزجت ما بين نموذج العزل المناطقى والحجر المنزلى واسلوب مناعة القطيع المقننه ،
وما رافقها من اجراءات اتخذت من الانضباطيه والاستقصائيه عنوان من الالتزام والاتزان بالتطبيق منهج ، ومن تحقيق اسمى معاني الاستجابه الشعبيه الهدف ، مما جعلها تشكل نموذج اردنى فى التعاطى تم تقديمه كنموذج فى امريكا والمانيا والدول العربيه.
حيث نجحت استراتيجيه الدوله التى حملت شعار سلامة الانسان تاتي اولا ، ومن خلال سياساتها الوقائية والعلاجيه فى تحقيق الدرجه الصفريه فى معامل المنعه والدرجه الكبيره
فى ميادين العلاج محققه بذلك انجاز اردنى بشهاده دوليه ، ومعززه بذات السياق من مناخات المصداقيه والثقه بين المواطن وحكومته وبين المواطن ومؤسساته الدستوريه ، ضاربه اروع الامثله فى ميادين الاستجابه الشعبيه .
ولان ذكرى الاستقلال هذا العام تاتى متزامنه مع
ذكرى مئوية البيعه ، وركن شرعية الانجاز هذا العام ازهرت نتائجه ، وتعزز محتواه ، وبرهن نجاعته ، واصبح الأميز
فى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ومسيرته المباركه ختى بات يشكل الركن الرابع الذى يمكن اضافته الى الاركان الثلاثه التاريخيه و الدينيه والثوريه لشرعية نظامنا السياسي ، فان عيد الاستقلال هذا العام ومئويته كان لابد ان يقرن بشرعيه الانجاز ومحتواه ، ليضاف هذا الركن الرابع الى رسالته .
عندما استطاع جلالته من اجتياز المرحله الاستثنائيه وما واكبها من احداث جسام فى مرحلة الربيع العربى و محطاتها الناعمه والفظه والتى جاءت برياح التغير والتغيير ، عندما تعامل الاردن مع هذه المناخات وفق استراتيجيه استشرافيه احترازيه واحتوائيه تفاعليه ، مقدما ذاته الوطنى والقيمي نموذجا رائدا ، فى الحفاظ على مناخات الحريه والتعدديه بإجرائه للانتخابات النيابيه التى كانت هى الاولى فى المنطقه ظل الربيع العربى ومحافظا على قوام التعدديه وحالتها من خلال استيعاب الكل التعددى فى الاطار الجامع الوطنى ، وهذا ما ينتظر من الاستمرار بنهجه فى اطار مناخات كورونا ليقوم الاردن بإجراء انتخابات مع بدايه العام القادم ليؤكد اجتيازه المرحله وهضم المجتمع الاردنى لمناخات التأقلم ، وهو ما يأكد من مدى قدرة الاردن على اسيعاب المنحيات والتعاطى مع المنزلقات حتى الدوليه منها بصلابه اراده وعميق استجابه .
كما استطاع الاردن من التعامل بنجاح مع اسقاطات ظلال نظريه الاحتواء الاقليمي و مناخات الوباء ، وما رافق الطائره الاردنيه فى اجواء المسيره من تحديات صحيه وامنيه وسياسيه كانت صعبه ومتداخله ، الا ان كابتن الطائره الاردنيه وفريقه تعاملوا مع هذه الاجواء بحرفيه و استطاعوا ان يقدموا نموذج فى التعاطي فاق كل التوقعات ، عندما تمكنوا من الحاله الظرفيه و هبطوا بالطائره الاردنيه بسلام محافظين على سلامة الامتعه والركاب معا ، وسرعان ما اشتبكوا سياسيا عندما حطت طائراتهم بسلام وآمان من
اجل سلامه الامه ومن اجل قضيتها المركزيه .
ولعل شرعيه الانجاز التى يريد ترسيمها جلالة الملك
عبدالله الثانى بابعادها الخمسه ، بات بحاجه الى إرادة توظيف موضوعيه ، تقوم على دعم مساراتها وتجسيدها
حيز الواقع ، الامر الذى يتطلب تصميم نماذج عمل مقرونه بخطط تنفيذيه تقوم على تنفيذ ومتابعة مسارات و مناهج العمل الديموقراطي التعددي للحياه العامه وروافعها المدنيه ، و ايجاد منظومه عمل للاقتصاد الانتاجى واطواره ، واستراتيجيه تعليميه للتعلم المعرفى ومساقاته ، ومخطط شمولي للامركزيه الاداريه ونهجهها .
بعد ما إستطاع جلالة الملك من اطلاق جميع المسارات المؤديه الى تحقيق مستويات اعلى من الانجازات النسبيه وتعظيم روافعها بهدف الوصول بالمجتمع الاردنى الى طور المجتمع المتقدم ، ومنزعلى هذه الارضيه فان الامر بات يتطلب من ايجاد هيئه مرجعيه للعمل الاستراتيجي للدوله تقوم على تصميم هذه الإستراتيجيات وبلوره نماذج العمل
فى كل المساقات ومتابعة مخططات تنفيذها وبيان الجدوال الزمنيه اللازمه لعمليات الانجاز ،
عيد.الاستقلال هذا العام ، يحمل نكهه خاصه ومضمون
استثنائي اذ انه ، ياتي متزامن مع ذكرى مائه عام من
بيعه الامه للهاشميين ، كما انه ياتى فى خضم انتصار
الاردن فى المرحله الاولى لمعركته مع كورونا الوباء ، وهذا
ما يجعل من اعياد الاستقلال هذا العام تحمل نموذج فى الاحتفال ذو طابع مختلف ، تمزج فيه الاحتفالات وفق تغبيرات مناخ كورونا ليؤكد فيه الشعب الاردنى تاكيده
على شرف البيعه وتعزيز ربط عقده الوثاق المجتمعيه
على هذا الاساس ومن على ارضيه وطنيه تحمل مضامين منطلقات الرساله والبيعه .
فان الاردنيين وهم يؤكدون بيعتهم للعرش السامي بمناسبة مئويه البيعة ، فانهم يعاهدون جلالة الملك غلى بالتزامهم بالعهد ، ، عهد الأوفياء للرسالة التي حملوها الغر الميامين من بني هاشم الأطهار فى الحفاظ على راية الأمة ورسالتها الضاربه فىعبق التاريخ ، فإن لكل مرحلة متطلبات والمرحلة التاريخيه التى نعيش تستوجب أن نكون جنوداً اوفياءً للوطن ورسالته حيث نعمل بإخلاص وتفان من اجل الحفاظ على قدسية الأمان وفى تعزيز مبادىء الثبات على المنطلقات الوطنية التي تنطلق منها رسالتنا فى الحفاظ على الوطن ومقدراته ونهجه ومنجزاته والأمه ودورها ورسالتها التليدة .
ان المجتمع الاردنى وهو يحتفل فى اعياد االاستقلال ويحيي مئويه البيعه ، وينهى بنجاح مناخات السلامه الوقائيه التى اسقطتها كورونا ، ويصبوا من اجل تحقيق تطلعاته بالتنميه واماله بالنماء ، ويعمل من اجل دعم عجله الاقتصاد الوطنى ، فانه يعظم من مناخات الانجازات التى تحققت فى العهد الميمون لجلالة الملك عبدالله الثانى ، ليامل ان تتحقق على يدي جلالة الملك عبدالله الثاني تطلعات الشعب الاردنى التى بينها جلالة الملك فى رؤياه ، وان يحقق الاردن ما يصبوا اليه من دور سياسي ومكانه استراتيجيه تكون قادره على نصره المسائله الوطنيه والقضايا السياسيه ، من اجل رفعة الوطن والسلامه الاتسانيه ، وكل عام واردن الخير بخير ،
د.حازم قشوع
.