النائب السابق ردينة العطي : لنحتفل باستقلالنا وهويتنا وقيادتنا وعلمنا وجيشنا وأجهزتنا ..
لن أستعرض في سياق هذه المقالة مسيرة البناء والتحديات والمعارك العسكرية والسياسية والاقتصادية وآخرها البيئية والصحية والتضحيات الكبرى التي يواجهها وطننا الحبيب الذي رسخ فينا انتماء وعقد وصال لا ينفصل ففي هذا المجال كتب الكثيرون.
من هذه الزاوية سأسلط على جزء نسبي من الضوء على إحدى مرتكزات وثوابت رسالة وطننا الحبيب والتي صمدت بشكل لم يسبق له مثيل أمام كل الضغوط تحت غطاء أن التحولات السياسية تفرض تحولات في الثوابت وهذا ما رفضه الأردن بظل قيادته الهاشمية على مدار التاريخ فكيف في ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين الباني.
هذه الثابتة هي فلسطين فالأردن يعتبر أن كل المتحولات وكل السياسات الخاضعة للتحليل والمراجعات النقدية هي مسلمات سياسية ولكن فلسطين خارج أي معادلات ومتغيرات فالقضية الفلسطينية بالنسبة للهاشميين لا تعتبر قضية ذات بعد سياسي بحت يأتي حلها خلال التوافقات إنما هي قضية دينية أولا واجتماعية وعروبية وهذه الأبعاد لا يمكن أن تتماها وتلك التحولات وهذا ما عكسه جلالة الملك في رده على مخططات الدولة الصهيونية في ضم الأراضي الفلسطينية وذلك ليس من باب عدم استعداد الأردن لاستقبال موجة لجوء جديدة كما تحاول بعض الأبواق المشبوهة في الترويج له أن هذا الموقف نابع من الثوابت والخطوط الحمر للشعب الأردني وقيادته الهاشمية الفذة والتي لن تقبل أي استهداف غير إعلامي في المساس بقواعد الاشتباك التي رسخها الأردن مع الكيان الصهيوني والتي مازالت تحت غطاء المس في الثوابت.
عندها يكون التحذير واضحا جليا بفتح كل الخيارات وإعادة تدوير أوراق القوة التي يملكها وطننا الحبيب وهي كثيرة بل كثيرة جدا.
في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نقف عند السؤال الكبير هل الأردن مهدد وجوديا او مهدد كهوية وكرسالة أو مهدد بإستراتيجيته القومية التي تبقي الكيان الصهيوني خارج أي معادلات إقليمية؟
الجواب نعم الأردن مهدد بكل ما ذكر وأن هذا التهديد الوجودي مرتبط تماما برسالته الدينية والعروبية قبل السياسية لذلك فان الذكرى الرابعة والسبعين لاستقلال الوطن تذكرنا أن هذا الاستقلال مازال يتعرض لمخطط إعادة فك وتركيب جيوسياسي للمنطقة تتمحور نتائجه على إلغاء الهويتين الأردنية والفلسطينية ولازالت هنالك الكثير من العقبات الكبرى في مشهد المواجهة.
من هنا أنني أدعو إلى الالتزام ولو بالحد الأدنى المتاح للتعبير عن المغزى من إحياء الذكرى 74 للاستقلال وهو التمسك بالثوابت وبالخيار الوطني الجامع المعبر عنه بالعلم الأردني.
ولهذا أدعو كل بيت وكل فرد أن يرفع علم الأردن عاليا شامخا تعبيرا عن التحدي وعن الإجماع الوطني حول العلم كرمز لكرامة كل أردني يعتز بقيادته الهاشمية الوصية الوحيدة على مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى والحارس الأمين على المقدسات المسيحية.. انني أدعو كل أصدقائي وأحبتي الى الاحتفال بالرمزية الجامعة علمنا رمز هويتنا, ووجودنا