الدفاع المدني والطفلة المتوفاة


بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه

تأثرت كثيراً بوفاة الطفلة التي هرع والدها لانقاذها... وكان التأثر أكثر إنها طفلة صغيرة  لم ترى من الحياة قيد انمله ولذويها احلام كثيرة ينتظروا تحقيقها لها..

ورصدت على مواقع التواصل الاجتماعي سيل من البوستات بعضها متألم لوفاتها كما تألمنا جميعاً... و الغالبية العظمى منهم شنوا هحوماً شرسا بلا هوادة على الدفاع المدني الذي تأخر ولم يصل إليها بالوقت المناسب لانقاذها....حسب زعمهم... 
جهاز الأمن العام وعد بفتح تحقيق شفاف للوقوف على حيثيات ذلك متوعداً باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والادارية بحق المقصرين من منتسبيه اذا ثبت ذلك..

لا داعي للهجوم الكاسح من قبل الحاقدين على جهاز الأمن العام والمتربصين به وبشخوصه لغايات وأهداف رخيصة نابعة من كره لكل من يرتدي شعار الأمن... كذلك على من يهرفون بما لايعرفون... و جهلة العقل والناعقون بما يقرأون دون تدبر وتمحيص ودلائل وبراهين... وشقائق الببغاوات يرددون ويتبنون آراء وأفكار الناعقون الحاقدين دون وعي وبجهل مع سبق الاصرار والترصد.

فالانسان العاقل الراشد المتزن ينتظر ما تفضي اليه تحقيقات الأمن العام ثم يبدي رأيه حول ذلك بمهنية وانسانية وحقائق لا رمي التهم جُزافا...

قذف التهم والصاقها بجهاز عريق وإحدى مديرياته(الدفاع المدني) لايجوز  ويجرمه القانون... فإذا كان هنالك تقصير  عدد من عناصره سيحاسبوا حسابا عسيرا ولكن ان نصف جهاز كامل بالتقصير على مبدأ السيئة تنسف كافة حسنات ومثالب الجهاز... هذا يقودنا إلى أن وراء الأكمة ما وراءها..

علينا دائما أن نتتبع الحقائق لا الاقاويل للتأكد من صحة اي شكوى او مظلمة... فالقول سهل وكيل التهم أسهل... لكن اثباتها هو الاصعب...

بداية  سيفتح تحقيق بذلك  وسيتم التأكد من ساعة البلاغ للدفاع المدني... ثم سرعة الاستجابة للبلاغ... آخذين بعين الاعتبار المدة الزمنية للدفاع المدني للاستعداد بمعداتهم التي تستهلك وقتا للتجهيز ثم المسافة التي سيقطعها فريق الإسعاف من مبنى الدفاع المدني حتى مكان الشكوى... آخذين بعين الاعتبار حالة الطريق والظروف المحيطة بها حتى الوصول إلى مكان الشكوى...

أضف إلى ذلك أن الطبيب الشرعي سيشرح الجثة (بهذه الحالة او غيرها) لمعرفة زمن الوفاة... هل هو قبل الاتصال بالدفاع المدني ام بعده... لأن ذلك سيحدد مسؤولية الدفاع المدني عن الوفاة... بعد النظر بالبلاغ من ساعة الاتصال حتى الوصول واحتساب المدة الزمنية الدقيقة لساعة الوصول وهي المدة المتعارف عليها ( مدة الاستجابة) حسب حسابات الدفاع المدني...

ونفترض  مسبقاً ان عناصر الدفاع المدني قصروا في واجبهم تجاه الطفلة - رحمة الله عليها - هذا لايعني ان نكيل التهم لجهاز الدفاع المدني بأكمله... فالجهاز قدم ومازال يقدم خدمات إنسانية وطبية واجتماعية جليلة لا ينكرها الا حاقد وجاحد وآخرها أزمة الكورونا هذا الوباء الذي يتعوذ منه شياطين الإنس والجن...

انا على ثقة تامة ان جهاز الأمن العام سيتعامل مع الوفاة بكل مهنية تحقيقية عالية وبشفافية وحيادية تامة... لأنه جهاز يحترم نفسه اولا ويحترم الخدمات الجليلة التي يقدمها للمواطن بجودة عالية ثانيا.. وثالثا يحترم المواطن الذي هو أساس وجودهم وديمومة عملهم منطلقين من مقولة راحلنا العظيم جلالة الملك الحسين - طيب الله ثراه- (الإنسان أغلى ما نملك) كهدف استراتيجي حققوه ويسعوا للمحافظة عليه..

على المتربصين بجهاز الأمن العام ومنتسبيه... الحاقدين... الجاحدين... الببغاوات... الهارفون بما لايعرفون او يفهمون... التريث... وفسح المجال لجهاز الأمن العام يقول كلمته المبنية على تحقيقات شفافة يساندها طب شرعي يحدد زمن الوفاة.. وهل يتحمل الدفاع المدني احد اسباب الوفاة للتأخره ام لا ... إلى ذلك الحين عليكم أيها الحاقدين الكف عن البوستات الهجومية.. والإعلام غير المسؤول الذي قد يدين صاحبه ويلاحقه قانونيا لاساءته  للدفاع المدني ومنتسبيه وتحميله سبب الوفاة مسبقاً  قبل صدور امر قضائي بذلك...

فالحذر الحذر من كيل التهم ونعت الجهاز بالتقصير لأن غداً لناظره قريب... والمسؤولية القانونية ستحاسب كل هارف وحاقد وجاحد وأكثرهم حسابا الببغاوت....
رحم الله الطفلة والهم ذويها الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون... وللحديث بقية.
# د. بشير الدعجه