مقال هام للذنيبات " مناعة القطيع، قدر لا بد منه "


أول من تحدث في مناعة القطيع، هو رئيس وزراء أعرق دولة ديمقراطية، وقانون، وحقوق إنسان، في العالم (بريطانيا)، ولم يهاجمه أحد في بريطانيا، ولا في دول الغرب الديمقراطية، باعتبار أن الرجل يبدي وجهة نظرٍ، لها ما يبررها، وهي أن يأخذ المرض دورته الطبيعية، ومن يشفى من المرض تتكون لديه مناعة، تحميه وتحمي من حوله.
لكن يومها تحول الرجل إلى مسخرة، من قبل وزراء حكومات، متخلفة، لا تقيم لحقوق الإنسان وزناً، ولا تفرق بين حقوق الإنسان، وحقوق البهائم، متسائلين عن الإستهتار بأرواح البريطانيين التي ستزهق بالمرض.
حتى بلغ الأمر بوزير أردني مستنير، أن يتهكم من رئيس وزراء بريطانيا العظمى دون أن يسميه بالإسم قائلاً:( لن نكون مثل بعض الدول التي ستتبع سياسة مناعة القطيع).
ماذا ترون اليوم؟ : بريطانيا وأسبانيا وفرنسا وإيطاليا وأمريكا، وروسيا، يبدو أنها تجاوزت المرحلة الصعبة، بانحسار المرض في هذه الدول.
فأين نقف نحن؟
نحن بعد ما يقرب من أربعة شهور من الإنهاك الإقتصادي، أكلت الأخضر واليابس في بلد مدين، منهك أصلاً، ها نحن لا زلنا نقف واجمين، ننتظر رحمة ربنا، وغداً، أو بعد غدٍ، سنوجه دعوة مفتوحة للمرض للدخول من أوسع الأبواب، فلا يعقل أن تبقى أبوابنا مغلقة في وقت، يفتح العالم كله أبوابه مشرعة، في وجه السياحة، والرياضة ودورة الإقتصاد، وحركة البضائع، والأيدي العاملة عبر الحدود، وعودة المغتربين، لأوطانهم، دون حظر أو حجر .
سيقول قائل: ألم يطبق العالم كله أنظمة الحظر والحجر في بعض المراحل؟ أقول نعم، ولكن أوضاع هذه الدول وقدرتها على التحمل مختلفة، كما أن ذلك لم يكن من أجل تجفيف وتنشيف المرض، كما قيل لنا، وإنما من أجل التخفيف من أعداد الاصابات لتبقى تحت السيطرة العلاجية، وفي حدود إمكانات الدول، أما منع المرض من الدخول للبلد، أو تجفيفه فهذا يدخل في باب الخيال والجهل، أقولها آسفاً، حتى وإن كان من تحدث بها هم  العلماء.
في الختام : بعد أن نفتح البلد خلال الأيام القادمة، وإذا لا سمح الله ارتفع عدد الإصابات كما تنبأ الدكتور نذير عبيدات، فنحن الأردنيين لا نطمح باعتذار حكومي عن السياسة الفاشلة، ولكن نأمل أن يقدم أولئك الذين تهكموا من  الرئيس البريطاني إعترافا بالخطأ الفادح.

د.غازي الذنيبات