المجالي يرد على دولة الكباريتي .. لا نريد المزيد من (اللطم)

حسان سلطان المجالي 

دولة الاستاذ الكباريتي لم يأتي بأمر جديد سوى مصطلح مفاده (وقع الفأس بالرأس) ..!
فالواقع الاقتصادي قبل وبعد جائحة كورونا كان في الأصل مترهلاً وفي أسوأ حالاته،  وما زادته الفترة الماضية وما هو قائم لغاية اليوم إلا المزيد من الانهيار وليس فقط وصفه بالأسوأ ..!!
الكباريتي ومن خلال حسه الوطني وخبرته الكبيرة قد (دق ناقوس الخطر) وقدم عدة مقترحات لحلول هي في الأساس كانت بين أيدينا منذ سنوات طويلة ، مثل روح الدستور والميثاق الوطني ، وبرامج ما يعرف بإقتصاد الاعتماد على الذات ، والذي سمعنا عنه منذ عشرات السنين لكنه لم يطبق منه إلا الشعارات والعناوين الإعلامية ،، وما كان يمارس في الواقع والحقيقة العملية مقابله هو مجموعة برامج خبيثة وممنهجة أدت إلى تدمير القطاعات الإنتاجية الحيوية والتي كان من الممكن النهوض فيها لتحقيق حالة الأعتماد على الذات مثل قطاعات الزراعة واستصلاح الأراضى والصناعات الغذائية والمشاريع المتوسطة والصغيرة المتنوعة ...!!!!
حالنا اليوم اقتصاديا يشبه واقع المثل البدوي القائل: (العليقه عند الغارة ما تنفع) ،،، و الحلول التي يصدح بها أشخاص في وزن السيد الكباريتي لن تكون وصفات سريعة ، ولا حتى بيان أو خطة عمل حكومية سواء لهذه الحكومة أو لمن تأتي من بعدها ،،، وهذا ليس رسم لصورة قاتمة،  أو القصد منه تحطيم للمعنويات وإفقاد الثقة في الدولة وأجهزتها وقدرتها كما قد يعتقد البعض ، بقدر ما أنه الواقع الذي لا يمكن تجاوزه إلا بإعادة النظر وفوراً بالإجراءات الاقتصادية التي تتبناها الحكومة الآن  ،، والتحول سريعاً ووفق قرارات وحتى أوامر دفاع إلى الدعم المطلق للمشاريع الزراعية القائمة واستقطاب غيرها ،، 

وكذلك المباشرة بالدعم الفوري لكافة المشاريع المتوسطة والصغيرة ، وتذليل الصعاب التي تواجهها خاصة  (البيروقراطية الحكومية منها) لتنطلق بكل سلاسة وإنتاجية ،،، 
ومن ثم الإعلان رسميا وعالمياً بأن الأردن وخصوصاً مدينة (العقبة) هما (ملاذ آمن) عالمياً سواء لاستقطاب رؤوس الأموال والمشاريع،  أو لتنشيط قطاع السياحة والإقامة كما هو الحال الذي طبق في العديد من الدول التي يشبه وضعها الصحي والإجراءات الوقائية فيها ما تم تحقيقه وإنجازه في الأردن ، وبما تم تحقيقه من سمعة يجب استثمارها بالشكل الصحيح ...!!

لا نريد المزيد من (اللطم) على واقعنا ، لأننا قبل الأزمة الحالية لم نكن نعيش في (إقتصاد سويسرا) ،، فالمواطن الأردني كان وما زال يعاني ومنذ سنوات اقل ما يكمن وصفها بأنها كانت عجاف ،، لذلك لن يضيره ما سيحدث بعد ذلك حتى لو كان الأسوأ لا قدر الله ،،،، 

ولكن ، ولأنه يستحق الأفضل ، فلا يد أن نستثمر ما بعد وخلال الأزمة ، بحيث نتعلم منها التجربة ونبادر إلى تغيير الأنماط السلوكية والنهج الاستهلاكي والبرامج الحكومية التي اعتمدت طوال سنوات أسلوب الفزعة والتنظير  ،، وذلك ليتحقق لنا بعون الله وجهد الجميع مقولة : 
رب ضارة نافعة ...!!

وحمى الله الأردن  .