منظمة التحرير القاعدة الوطنية للنضال الفلسطيني ..

بقلم :  سري القدوة

لقد شكل انعقاد المؤتمر الوطني الفلسطيني الأول الذي عقد في القدس حدثا مهما في التاريخ الفلسطيني المعاصر انتج بيت الفلسطينيين جميعا والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الوقت الذي عجز فيه المجتمع الدولي عن التصدي للتمدد الاستيطاني وكانت الحاجة الى ان يتحمل الفلسطيني الخطر الداهم وبات الشعب الفلسطيني بحاجة الى مؤسسات تمثلهم وتدير شؤونهم في مواجهة هذا الدمار والخراب الذي نتج عن احتلال فلسطين واليوم التاريخ يعيد نفسه الان وبنفس وتيرة الاستيطان يسعى الاحتلال الى محاولات القفز عن منظمة التحرير الفلسطينية والسعى الي ايجاد بدائل لتمرير ما يسمى صفقة القرن القائمة على ضم الضفة الغربية ومصادرة الحقوق الفلسطينية وسرقة تاريخ ونضال الشعب الفلسطيني وتأتي الذكرى الـ 56 لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في ظل ظروف قاهرة وصعبة للغاية فمخطط الاحتلال لا زال قائم والاستيطان يبتلع الارض الفلسطينية والظروف القائمة هي الاصعب والأخطر ضمن المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية ومثلما كانت الظروف صعبة وحساسة حين تم إنشاؤها في 28 أيار/ مايو عام 1964 مما يزيد اليوم من المسؤولية الواقعة على عاتق الفصائل الفلسطينية مجتمعة وضرورة الالتفاف من قبل الجميع حول المنظمة وحماية تاريخها والموروث الحضاري والنضالي والدفاع عن الحقوق الفلسطينية من مؤامرات التصفية.

وتشكل الذكرى الخامسة والستون لتأسيس وانطلاقة منظمة التحرير الفلسطينية التحدي الكبير بالنسبة لها فهي تواجه مخطط صفقة القرن وسلسلة من مؤامرات التصفية والتبعية والاحتواء وتلك المؤامرات التي يقودها تكتل اليمين العنصري الاسرائيلي مما يتطلب ضرورة العمل على اكثر من جبهة وفي عدت مستويات وأهمها الاستمرار في فضح هذا المخطط الذي يقوم به الاحتلال ومؤامرات صفقة القرن الامريكية وخطط الضم وسياسة الاستيطان التي تقوم على انهاء وجود الشعب الفلسطيني وسيطرته على ارضه ومحاوله سلب حقوقه الوطنية المشروعة والعمل ايضا على الصعيد الدولي لضمان دعوة مختلف دول العالم للاعتراف بالدولة فلسطين وضرورة ان تتخذ الدول المؤيدة للحقوق الفلسطينية إجراءات عقابية ضد المستوطنات والاستيطان وهذا التلوث البيئي ومقاطعة كل ما يخص الاستيطان وتنفيذاً لالتزاماتها التعاقدية وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة ودعوتها إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لمعاقبة الشركات العاملة في المستعمرات الواردة في قائمة المفوضة السامية لحقوق الإنسان ووضع حد لهذا الاستيطان الغير شرعي والعمل ايضا على ضرورة مواصلة ملاحقة مجرمي الحرب من الاسرائيليين على جرائم الحرب ضد الإنسانية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني بما فيها جرائم الاستيطان والضم والعدوان على المقدسات المسيحية والإسلامية ومساءلتهم في المحكمة الجنائية الدولية وأهمية التحرك الدولي من اجل توفير الاجواء الي عقد مؤتمر دولي للسلام كامل الصلاحيات برعاية الامم المتحدة بما يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنجاز الاستقلال الوطني لدولة فلسطين وعاصمتها القدس والإفراج عن جميع الأسرى وحل قضية اللاجئين.

في ذكرى تأسيس المنظمة لا بد من اعادة التأكيد على اهمية وحدة الموقف العربي وضرورة تمسك الدول العربية بقرارات القمم العربية ومبادرة السلام العربية والعمل على مراجعة علاقاتها مع الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال في ضوء إعلان مخططات الضم والاستيطان وأهمية المحافظة على التزاماتها تجاه شعبنا الفلسطيني والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبنا الفلسطيني والعمل على تحقيق الشراكة الوطنية الفلسطينية والحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل القائم على إنجاز استقلال دولة فلسطين وعلى قاعدة تعزيز المقاومة الشعبية ودعم الصمود الفلسطيني.


سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com