المجالي يرد على فارس حباشنة ... ظلمت وعيك قبل حسين باشا ابن هزاع

الأخ العزيز فارس حباشنة ...
ظلمت وعيك قبل حسين باشا 
تحية وبعد :- 
تدري أن الرسائل في زمن (الواتس أب)  والفيس بوك , قد أهملت عمدا ..واغتالتها الليبرالية , واغتيلت أيضا باسم التكنلوجيا , ووصلنا لمرحلة طلقنا فيها ....القلم والورقة , وقد كانت رائحة الحبر شهية جدا ...لكنه الزمن الذي بعثرت فيه أوراقنا والحبر فاسمح لي أن أكتب لك هذه الرسالة بمنطق الكاتب , العارف بانحناءات الحرف على الورق ..مثل انحناءات الوريد في تجاويف الصدر ..
لقد قرأت مقارنتك بين استقالة حسين المجالي , واستقالة حسين مجلي ..وأنا لم اعتد الرد على من هو أصغر مني سنا , ولكني سأرد على من هو أكبر مني معرفة ...مازلت يا ابن عمي احترم فيك سعة الإطلاع , فأنت خريج اعرق الجامعات المغربية , وهنالك – واعترف لك- أنك نهلت من بوابات العقل ما يؤهلك لكي تكون من أكثر الصحفيين في الأردن وعيا , واقتدارا على اللغة والفكر , فأنت ابنهما الشرعي الحلال ولست مثل الطارئين ..على ثنايا الفن أو الفكر أو اللغة .
لقد وقعت في خطأ , من الصعب أن يقع فيه أمثالك ..وهو المقارنة بين الشاعر والفارس , وأنت تعرف – أخي فارس- أن الشعراء لم يصنعوا تاريخا , ولم يحملوا سيفا ..أنظر إلى المتنبي , ولا أكذب أو أو أبالغ إن قلت أنه إمام الشعر العربي كله ..الذي أجج الدنيا بقصائده , أنظر له كيف هرب من المواجهة حين ذكروه بأنه القائل ( الخيل والليل والبيداء تعرفني...) ...
الرواية التي تعلمناها أنه عاد للقتال , حين ذكروه بهذا البيت , ولكن الحقيقة تقول أن شاعرا مثل المتنبي لو عاد للقتال لما نحروا عنقه بالسيف , لابل ولى هاربا ولحقوه إلى أن أجهزوا عليه ....لوكان حسين المجالي شاعرا , وضليعا باللغة ..لما استطاع أن يكون عسكريا وضابطا , وحسين باشا ليس مطلوبا منه أن يكون كذلك ..وكما تعلمنا أنا وأنت في أصول اللغة ومحاذيرها ..أن نقرأ ما خلف النص وليس النص المجرد , كان عليك أن تتأمل في نص استقالته ..فهو وإن أخطأ في الصياغة واللغة لكنه كتبها بقلب الفارس ...هو تماما أشبه  , بمن ضرب باب مكتب عبدالله النسور بيده ..ودخل عليه , وضرب الطاولة بكفه ..وخرج بكامل فروسيته ..
بالمقابل العزيز والكبير والراحل (ابو شجاع) مهنته القومية والنضال , واللغة كانت دوما جزء أساسيا من مهنة المحاماة , ومن ثقافة القومي ...ولكنه خط استقالته بعد أن ورطوه , في التوقيع على قبول سفر خالد شاهين ...فكانت الإستقالة أشبه بوجع سرى في مشارب وريده القومي الصافي ...فقرر الرحيل من الحكومة ...بالحلم المهزوم والمكسر .
الفارس في الحياة السياسية عنيد , وصلف ومتحد ...لكن الفارس نظلمه حين نحاسبه على اللغة , وعلى الأخطاء , وعلى الصياغة ..الأصل أن نحاسبه على تاريخه , وحسين باشا المجالي ..أكبر خطيئة اقترفها بحق تاريخه , أنه قبل أن يكون وزيرا للداخلية في زمن عبدالله النسور , لأن العسكرية والناس هما مكانه وليست المكاتب ...
هل تعرف أخي فارس لو أن حسين المجالي حين خرج من الأمن العام , شكل حزبا سياسيا , هل تدرك كم من الأردنيين سيلتحقون بفروسيته ..هل تعرف أن هذا الحزب سيكون الأكبر والأقوى في الأردن لأنه استنساخ لحزب (القايش) ولثقافة العسكرية , ولروح الشهادة في سلوكه ...لكن للفارس ضربة سيف منحرفة أحيانا , وأحيانا لا تقم بلومه إن غير الرمح المسار ...
العزيز فارس ..
أنا لا أتقن فن الردح , وكم توجعت ..حين رأيت الردود عليك في إطار الهجوم على الشخص دون مناقشة الفكرة ...لم يتطرق أحد إلى لغة حسين المجالي , لم يقل أحد من الذين ردوا عليك ..أن حياة هذا الرجل كانت المسدس ..وأنه أمضى العمر مع الراحل الحسين ويده على (أخمص المسدس) ..والرصاص في لحظة أبلغ من الحرف ...أوجعتني الردود , لأنها كانت اغتيال للشخصية العسكرية الأردنية ولم تكن دفاعا عنها ...لم يقل أحد , أن الفرسان يجيدون تطويع الخيل الجامحة ..وأن الفرسان يجيدون النار ويحترفونها , ويتركون البلاغة والأحلام الرومانسية لأهلها ..لم يقل لك أحد أن حسين باشا إبن شهيد , ولكنه له شخصيته المستقلة وله خصومه وله من يحبه ...وقد قاسى في الحياة صعودا ..وتعذب بين إرثين إرث الأب الشهيد , الذي كان مشروعا سياسيا عربيا ..وإرث الخال حابس باشا الذي كان صورة العسكرية الأردنية ووجها ..,هذا الفتي حين شب على الحياة , وجد نفسه بين عملاقين ...والحياة هي ذاتها كانت ستغتاله , وترميه في غياهب الجب ..إن لم يحمل بعضا من سجايا الخال , وبعضا من خصال الدم المراق للشهيد هزاع المجالي على سفوح ..عمان التي أحبها وأحبته , لم يتطرق أحد لحسين باشا ..لم يسأل كم قست عليه الحياة , وكم عذبته النماذج العظيمة التي عاش بينها ولا يريد أن يخذلها ...وكم ضغطوا عليه , وحشروه في زوايا من النسيان ...من قال أن الفتى عاش مدللا يكذب ويكذب ويكذب فقد قاسى  وعانى من كل شيء .
الحبيب فارس ..
لقد اتهمت زورا , بأني دفعتك للكتابة ..وأنا لا أحمل ضغينة لأحد , ولو أن لدي موقف من حسين باشا فأنا أمتلك تاريخا صحفيا وجرأة للهجوم عليه ولست مجبرا أن أكلف قلما بالنيابة , وأنت أيضا في حياتك ..لم تكن من الصحفيين الذين يكتبون بالوكالة أو نيابة عن أحد , لكن مشكلتك هي ذاتها مشكلتي في الحياة ...أننا قمنا باسترداد زمن الصعاليك , وأنتجنا من التمرد على الحياة حالة ..تليق بمن مشى درب الجنوب ..والجنوب ليس اتجاها بل هو سلوك ونهج وعقيدة .
لهذا لم يحاججوك بما يليق بوعيك , واتهموني  أنا...ومحاولات التقليد تدري يا ابن العم أنها تبقى زائفة , فلا روحك تقلد ..ولا حرفي بخيباته وعثراته يقلد , ولافروسية حسين المجالي ستكرر ..
لكن أزمتنا تكمن , في غياب خطاب العقل لصالح خطاب العصبية  ....
اسلم لصديقك , واكتب كما تشاء فهذا المدى متاح لكل حبر حر وحي ..وارحل حيث اشتهيت فالفرسان ...لايحملون ضغينة لأحد , من يحملون الضغائن هم الذين ولدوا على سفحها فقط ... وأجزم أن الباشا حسين المجالي ولد على سفح السيف ..ولم يولد على سفح الضغينة .
حماك الله واسلم لصديقك 
عبدالهادي راجي المجالي

وهذا ما جاء على لسان الزميل فارس الحباشنة بعنوان :

((الحباشنة يفتح النار على حسين المجالي .. وينشر نص استقالة الجنرال الانبطاحية والمتوسلة للعودة للمناصب ..!!)) 

كتب فارس حباشنه

هذا المساء، وانا اقلب في وثائق و اوراق عثرت على نص استقالتي : حسين مجلي و حسين المجالي .
من ظلم الزمن التشابه بين الاسمين الاول و الثاني .الرجلان عاشا في زمن اردني معاصر متقارب لحد ما .
حسين مجلي استقال من حكومة معروف البخيت الثانية احتجاجا على تهريب رجل الاعمال خالد شاهين ، فيما حسين المجالي اقيل / استقال من حكومة عبد الله النسور على خلفية اتهامه التقصير الأمني .
حسين مجلي خط استقالته بحبر وطني وقومي ، وحبر سياسي زاهد بالسلطة ، و قد ورماها من وراء ورقة استقالته دون طمع ولا جشع و رغبة و حلم عودة اخرى .
وسياسي عروبي شق في رسالة الاستقالة جدران الصمت الاردني والعربي الرسمي ليقول:
ان امريكا و اسرائيل هما العدو الاول اللدود للعرب .
حسين مجلي استهل استقالته ببيت شعر يقول :
وأتعس ما في الكون في الارض
أمة تضام ومنها للذي تضام جند
حسين مجلي كتب استقالته بخط يده ، ولَم يستعن بمستشار او عاد الى ارشيف الاستقالات والإقالات الحكومية .
حسين مجلي استقال لان العدالة نحرت . و قال :قدشاركت في الحكومة على أساس ان اداء العدالة هو القضية الاعم في الوطن ، وهو قضية وطنية وأمنية ، ووجدت ان هناك قلبا للأولويات وان الخرق قد اتسع على الراتق ، وطريق الإصلاح مسدود ويستحيل التقدم على طريق مسدود .
حسين مجلي لم يكن مغرما بالفضائيات . سياسي حكيم وازن ، كلامه محسوب بالحرف، مدروس، ومرجعية لأولي الالباب .
فيما استقالة حسين المجالي كتبت محفوفة بكلام مقفى يتوسل ويرتجي العودة الى اَي منصب رسمي ، ومهما كان مستواه او موضعه .
حسين المجالي في الاستقالة ارتكب جرما أدبيا ولغويا وسياسيا . "فقرة العين "تقال من الاب الكبير والراعي الى الابن ،، وليس العكس مهما اختلف شكل ونوع العلاقة مجازا وحقيقة !
حسين المجالي مهووس بالفضائيات . ولَم لا تعثر عليه بعد اَي لقاء جملة سياسية مفيدة وصالحة ، وقابلة التداول و الاستهلاك السياسي .
منطوق ينطبق عليه أغنية اخونا المطرب اللبناني الظريف عاصي الحلاني " وانا مارق مريت ".
تشابه الاسماء كم هو ظالم ؟ فالرزاز اسمه عمر .وشتان
ما بين العمرين ! في مقام العدل والحريّة و احترام الرعاية و إقامةدولة الحق .
ما احوجنا اليوم ، والأردن يواجه تحديات مفصلية واستدارة عامودية وأفقية في الصراع العربي-الاسرائيلي لسياسيين وطنيين ورجال دولة مثل الراحل حسين مجلي .
وتاليا نص الاستقالتين :
نص استقالة حسين مجلي :
الأخ الرئيس الدكتور معروف البخيت المحترم ..
استهل كتابي هذا ببيت شعر معبر عن الحال الذي نحن فيه ، يقول "وأتعس من في الكون في الأرض أمة تضام ومنها للذي ضامها جند”.
وأضاف ” لقد شاركت بهذه الحكومة تقديراً مني أن هذه الحكومة حكومة تغيير وليست مجرد حكومة تبديل وجئت لهذه الحكومة أحمل القناعات التالية :
1 – إن المنطلقات الأساسية التي يجب في رأيي أن تحكم سياسة كل حكومة عربية هي أن التحدي الذي تواجهه الأمة العربية تحد قومي شامل لا يقف عند دولة عربية من الدول القائمة ، وإن هذا التحدي تحد ووجود لا تحدي حدود ، وأنه تحدي مصير لا تحدي مسار وعلى الأخص في المشرق العربي أو في بلاد الشام .
ين
2 – إن كل تحديد للقوى المعادية للأمة العربية ولكل بلد عربي بأنها الصهيونية و”اسرائيل” فقط وإخراج الولايات المتحدة عن كونها العدو الرئيسي والمهندس الأعظم في صنع هذا التحدي والعمل المخطط لهزيمة الامة العربية مجتمعة إنما هو تحديد جاهل أو متجاهل أو مكابر .
3- إن الأردن بموقعه خط الدفاع الأخير عن المشرق العربي والجزيرة العربية وهو البلد المستهدف أولاً ومباشرة من قبل العدوان التوسعي الأمريكي الصهيوني المبيت.ويشترك مع الأردن في ذلك بحكم الموقع سوريا ولبنان.
4- إن المخططات الأمريكية ليست معنية بالدفاع عن كيان الأردن ونظامه ولا تتناقض في شيءتجاه الأردن مع المخططات الصهيونية.
5- في مواجهة التحدي المصيري الشامل الذي أشرت اليه فيما تقدم لا بد من سياسية خارجية عربية ودولية وسياسية دفاعية وإعلامية لمواجهة التحدي الذي يواجه الأردن والأمة العربية مجتمعة.
6- إن السياسة الدولية للأردن يجب ان تنبثق من ضرورة إدراك ان الولايات المتحدة هي عدو العرب الأول في التحدي الذي يواجه الأردن والأمة العربية,وما دامت السياسية تبنى على جهل او تجاهل او المكابرة في هذه الحقيقة فستبقى سياسية الحكم في الأردن خنجراً بيد التحالف الأمريكي الصهيوني يضربنا من الأمام والخلف.
7 – تنص المادة (45) من الدستور على أن ” يتولى مجلس الوزراء مسؤولية إدارة جميع شؤون الدولة الداخلية والخارجية” ، والسؤال المطروح الان على الجميع : هل يقوم مجلس الوزراء بما يأمره الدستور أن يقوم به ؟.
8 – لقد اجتهدت وشاركت في الحكومة على اساس أن آداء العدل هو القضية الاهم في الوطن وهو قضية وطنية وقضية أمنية ، فوجدت أن هنالك قلباً للأولويات وأنه قد اتسع الخرق على الراتق وأن هنالك فجوة واسعة جدا بين الطموحات والامكانيات وأن طريق الاصلاح مسدود ويستحيل التقدم على الطريق المسدود.
9 – كان اجتهادي أن هنالك أردناً جديداً يمكن أن يبنى على أسس جديدة ويمكن أنني اخطأت في الاجتهاد وخوفاً من أن تبتلعني سياسات نقيضة لقناعاتي فإنني اقدم لكم استقالتي.



نص استقالة حسين المجالي :
دولة رئيس الوزراء
تحية طيبة وبعد ،،
إنني وإذا خط قلمي هذا استقالتي من عضوية مجلس الوزراء لاؤكد لكم بأن قلمي هذا لم يحد عن الحق في يوم من الأيام ولن يحيد ولم يكتب لي بأنني في يوم من الأيام كنت لأواجه احالك الظروف بادارة الظهر أو بالتنصل من واجباتي او ألقي بأعباء مهامي على الآخرين، فالحمدلله كنت وما زلت وسأبقى الوفي ابن الوفي لهذا البلد ولقادته التي هي بضع مني وانا بضع منها ، سكنت الفؤاد وتربعت على عرش وجداني .
دولة الرئيس
ارجو دولتكم التكرم برفع استقالتي هذه ولأسباب شخصية لحضرة مولاي وسيدي وقرة عيني جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وأعزّ ملكه ، معاهداً الله الواحد الأحد أنني الجندي الوفي لجلالته سأبقى ما دام الدم يجري في عروقي وما دمت اتنفس عبير ونسمات مملكة الهاشميين المظفرين.
حمى الله المملكة الأردنية الهاشمية وحمى سيدي ومولاي جلالة الملك المعظم.
تحريراً بتاريخ 17/5/2015م
حسين هزاع المجالي