" شحنة الليمون”.. تطورات دراماتيكية تنذر بسحبها من السوق

شهدت شحنة الليمون التي أثارت علامات استفهام حول شبهة "التلاعب بشهادة المنشأ”، تطورات دراماتيكية ربما تصل الى حد سحب الكميات من الاسواق، خاصة وان المعلومات الأولية التي ظهرت من خلال لجنة التحقيق بوزارة الزراعة تؤكد "أن الشحنة دخلت على مراحل، احداها تم ارجاعها، بعد أن تبين بأن هناك تلاعبا بشهادة المنشأ وغير مستوفية للشروط الصحية” وفق مساعد الأمين العام للتسويق أيمن السلطي.
يذكر أن وزارة الزراعة منعت استيراد المواد الغذائية من الخضار والفواكه من الصين بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الوزارة أنه لم يتم إدخال أي كمية من الليمون المشكوك في منشأها، أكد تجار في سوق المركزي، لـ”الغد”، "ان معظم الليمون الموجود في السوق المركزي حاليا هو ليمون صيني حيث تم التلاعب بشهادات المنشأ في دبي وتم تبيدل العبوات وإدخالها على اعتبار انه ليمون قادم من جنوب افريقيا”.
وقالت "الزراعة”، في بيان أمس، إن إجراءات الوزارة تتطلب معاينة كل الارساليات المستوردة في المركز الحدودي الاول والتحقق من بطاقات البيان المثبتة على العبوات وعلى الثمار بشكل لا يمكن التلاعب به ومطابقتها مع شهادات المنشأ وباقي الوثائق الرسمية الأصيلة المرفقة، وبعد ذلك يتم استكمال الإجراءات بعد انتهاء فترات الحجر المطلوبة حسب بلد المنشأ، فضلًا عن فحص العينات بمختبرات الوزارة للتأكد من مطابقتها للمواصفة القياسية الأردنية وخلوها من اي آفات نباتية تمنع إدخالها.
وبينت أنه بخصوص الارساليات التي تم إعادة تصديرها من المركز الحدودي فقد كانت ذات منشأ جنوب افريقي ومرفقه بشهادات صحية نباتية
( Phytosanitary ) غير مستوفية لشروط الاستيراد الموجودة على رخص الاستيراد، وعليه يتم ارجاعها بسبب نقص الوثائق.
بسام مصلح، أحد تجار السوق المركزي، أكد "أن شحنة الليمون الموجودة بالاسواق حاليا على اعتبار انه ليمون افريقي قد دخلت الى الاردن عبر 16 برادا من دبي، بسعة 25 طنا لكل براد”، مبينا "انه تم التلاعب ببلد المنشأ لسلعة الليمون في منطقة دبي وتغير الصناديق وإعادة تعبئتها والتلاعب بأوراق المنشأ انها قادمة من جنوب افريقيا”.
وأوضح "ان معظم الليمون الموجود حاليا في السوق المركزي هو ليمون صيني وليس افريقي ومعروف لدى جميع من هو التاجر المستورد تلك الشحنة، التي تحتوي على الليمون الصيني، وكيف تم تلاعب في أوراق المنشأ في دبي”، مضيفًا "هي الآن محفوظة في برادات ويتم تنزيل يوميا منها إلى السوق المركزي ويباع على انه افريقي”.
وتابع مصلح "أن المتضرر الاكبر من هذا التزوير هو المواطن الذي لا يميز بين الليمون الافريقي من الصيني بعد التخلص من الاوراق التي تكون حول كل حبة ليمون وتغير الصناديق”.
وأشار إلى "أن الشركة الأم في جنوب افريقيا، أوضحت في بيان أنها لم تصدر أي من منتجاتها من الليمون إلى الدول العربية، وستقاضي مستوردي الشحنة الذين استعملوا اسمها وماركتها المسجلة”، مؤكدًا "أن دول الخليج رفضت ادخال هذا الصنف من الليمون الصيني وكذلك العراق وليبيا، حيث تم اكتشاف أنه ليمون صيني وليس افريقي، وانه تم التلاعب في شهادة المنشأ”، معربًا عن استغرابه ” كيف دخل الاردن 16 برادا، يحمل ذلك الليمون؟”.
رائد المحسيري، تاجر في السوق المركزي، قال "إن معظم الليمون الموجود حاليا في السوق المركزي هو ليمون صيني دخل من دبي، بعد التلاعب في اوراق المنشأ وتغييرها على أنه ليمون افريقي”، مضيفًا "تباع كرتونة الليمون الصيني، ذات الـ15 كيلوغرام، بـ14 دينارًا، فيما تباع نفس الكرتونة من الليمون الافريقي بـ18 دينارًا”.
وكان السلطي قال، لـ”الغد”، ول من أمس، إنه تم تشكيل لجنة تحقيق بشأن الشحنة لغايات معرفة تفاصيلها ومصدرها، حيث تم إعادة 5 برادات من شحنة الليمون، وذلك لانها غير مستوفية للشروط الصحية، موضحًا أن جزءا من الشحنة التي قدمت للاردن عن طريق دبي كانت مستوفية للشروط وتم التأكد من شهادة المنشأ. وكانت مصادر أكدت لـ”الغد” أن شحنة الليمون الموجودة بالاسواق على اعتبار انه ليمون افريقي قد دخلت الى الاردن عبر 16 برادا من دبي، بسعة 25 طنا لكل براد، مشيرة إلى أنه يوجد حاليا 8 برادات على الحدود الاردنية من تلك الشحنة و12 برادا بين الحدين لنفس الشحنة.