حمادة فراعنة يكتب .. صديقي النائب "اليهودي" الذي لم ألتقيه ..


حمادة فراعنة
تم نشره الأحد 7 حزيران / يونيو 2020. الدستور. 

لأول مرة أرى النائب عوفر كسيف على منصة برلمان المستعمرة الإسرائيلية الكنيست، لأول مرة أسمعه، واليوم بعد أن شاهدته على الشاشة وسمعت ما قال، شجاعاً واضحاً نحو موضوعين: الأول أن الشعب الفلسطيني كما أطلق عليه أنه الشعب الأصلاني أي الأصيل، صاحب الأرض الذي تعرض للتهجير والقتل والتشريد والاحتلال، والثاني أن المستعمرة دولة احتلال تمارس القتل والاضطهاد والظلم للشعب الأصلاني، وبعدما شاهدته وسمعته فهمت لماذا سبق للجنة انتخابات برلمان المستعمرة، رفض ترشيحه لعضوية البرلمان.
لقد سبق وأن رفضت لجنة الانتخابات ترشيحه لسببين:
الأول لأنه يعتبر سلوك الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني شبيه بسلوك النازيين ضد اليهود في أوروبا، وهذه من المحرمات تشبيه الصهيونية بالنازية.
والسبب الثاني أنه يؤمن بحق الشعب الفلسطيني المشرد بالعودة إلى بلده ومدنه وقراه التي سبق وأن طُرد منها عام 1948، حق اللاجئين بالعودة إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبيسان وبئر السبع، وهذه من المحرمات العظيمة.
بسبب هذه المحرمات رفضته لجنة الانتخابات المشكلة من ممثلي الأحزاب التي لها تمثيل في البرلمان برئاسة أحد القضاة، ولأن أغلبيتها صهيونية عنصرية فاشية متطرفة تم رفضه من قبلها، ولجأ إلى المحكمة التي ردت على لجنة الانتخابات بالتأكيد على حقه في الترشيح لأنه لم يرتكب فعلاً مادياً إرهابياً، وأن ما يقوله مجرد رأي حتى ولو خالف مواقف الأغلبية، وحصل على قرار من المحكمة وترشح ونجح وأصبح عضواً في البرلمان عن القائمة البرلمانية العربية العبرية المشتركة، مرشحاً من قبل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.
عوفر كسيف وقف على منصة البرلمان وقال:
«هنا يوجد شعب، الشعب العربي الفلسطيني، وهو الشعب الأصلاني، ومن لا يذكر ذلك، إما جاهل أو كذاب، أو مزيج من الاثنين، شعب محتل من المستعمرة التي تُهجر وتسلب وتدمر وتقتل الشعب الأصلاني، دولة محتلة تقتل بدم بارد كما حصل مع إياد الحلاق الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتبقى ذكراه خالدة، الجريمة البشعة لم ترتكبها الشرطة فقط، بل أيضاً من يشجعون على القتل الذين يسمحون بإطلاق النار، وأعطوا ومازالوا يمنحون الشرعية لقتل الأبرياء، إنني أوجه أصابع الاتهام لرئيس الحكومة وللوزراء وبشكل خاص لوزير الأمن الذي يسمح بسفك دماء الأبرياء».
عوفر كسيف حل نائباً في البرلمان بديلاً عن رفيقه دوف حنين النائب الشيوعي السابق الذي تخلى عن موقعه طوعاً في القائمة البرلمانية العربية العبرية المشتركة، لصالح ترشيح رفيقه عوفر كسيف الذي أصبح نائباً عن الحزب والجبهة عبر القائمة البرلمانية المشتركة.
بهؤلاء الإسرائيليين من القومية العبرية، أصدقاء الشعب الفلسطيني الذين يؤمنون بعدالة قضيته، وشرعية نضاله، وحقه في العودة، واستعادة ممتلكاته على أرض وطنه، بهؤلاء شركاء النضال ضد الصهيونية والاستعمار والاحتلال، سينتصر الشعب العربي الفلسطيني ومشروعه الوطني الديمقراطي، وتتم هزيمة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
لقد انتصر الجزائريون بنضالهم ووقوف أغلبية الفرنسيين إلى جانبهم، وانتصر الفيتناميون بانحياز الرأي العام الأميركي وتضامنه معهم، مثلما حققت المقاومة اللبنانية هدفها، بفعل ضرباتها الموجعة لقوات الاحتلال ومظاهرات مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين طالبوا بالانسحاب من لبنان.