الدبلوماسية الأردنية جهد متراكم ونتائج ملموسه ..
بقلم د.ردينة العطي
بالنظر الى الأحداث التي تعصف في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أفرزت بتجلياتها عمق الأزمة التي تعصف في مرتكزات الحقوق المدنية ووضع العالم امام سؤال هل يحق لدولة غربية متقدمه أن تعاقب دول ومنظمات وأفراد على قاعدة عدم احترامها لحقوق الإنسان فهل هذا الشعار ينطبق على السياسة الخارجية الأمريكيه أم لا ؟!
إن الأحداث الأخيرة جعلت الولايات المتحدة في زاوية الاستهداف من خلال ما أفرزه الصراع العرقي والعنصري والتي أوضحتها صدفة كاميرات التواصل الأجتماعي أو بشكل أدق الإعلام الأهلي حول عنف الشرطه ضد كل من يتسم بسواد البشره كما حدث مع فلويد فالعنصريه هي جزء لا يتجزء من فكر الولايات المتحدة الأمريكية ومن منطلقاتها التعبويه هذه المقدمة حتى نصل إلى نتيجة مفادها أن الجهد الدبلوماسي الأردني والذي ركز على خطورة الكيان الصهيوني وعنصريته لا ترتكز على مبادئ شكليه إنما تنطلق من أن التعامل العنصري الصهيوني سمته الأبرز الأرض والإنسان وآخر هذه السمات هو مايتداول حول قضية ضم الضفة الغربية بأجزاءها وضم غور الأردن وهو البحر الميت الى الكيان الصهيوني وهذا يعني بالضبط قطع التواصل الحدودي بين الأردن وفلسطين وهو مشروع جاء بمباركة أمريكية وإقليمية تصدى له الأردن على الصعيد الدبلوماسي بشكل لم يسبق أن عرفته الدبلوماسية الاردنية من نشاط استثنائي أرتكز على تحشيد دولي وأدى إلى نتائج ملموسة وذلك من خلال ما راكمت الدبلوماسية الأردنية من نجاحات ومن خلال التنسيق المباشر مع منظمه التحرير الفلسطينية فقد أتخذت الأتحاد الأوروبي ودول عدم الأنحياز وروسيا والصين ومنظمة التعاون الإسلامي قرارات برفض المشروع الصهيوني بالضم وتطور الموقف إلى تهديد الكيان الصهيوني بعقوبات إقتصادية في حال المباشرة بتطبيق هذا المشروع وقد بينت الأحداث الأخيرة ازدواجية المعايير التي تعتمدها الإدارة الأمريكية في علاج المشاكل المتراكمة في الشرق الأوسط مستهدفة دائما الحلقة الأضعف في الصراع والوقوف إلى جانب الأستبداد والعنصرية والفصل العنصري مما جعل كل دول العالم تدين هذه المعايير وتبعث برسالة إلى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بأن على هذه الدول أن تنظر الى حل أزمتها الداخلية القائمة على الفصل العرقي ومن ثم يمكنها أن تكون حامية لحقوق الإنسان وحامية للمساواة بين الأعراق والأجناس وهذا بالضبط ماتصبو إليه الدبلوماسية الأردنية في دعم الموقف الفلسطيني والتي يقودها بأقتدار وحزم شديد وبشفافيه ووضوح تام جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المفدى الذي بعث برسالة مفادها أن الأقتراب من ترجمة مشروع الضم الصهيوني هو أقتراب من المعركة الكبرى التي سينتصر فيها التلاحم الأردني الفلسطيني لامحالة .