الجنرال "حسين المجالي" الحنكة والحكمة .. وتجربة شرطة امريكا

زهير العزه
قبل سنوات وفي خضم "هجمة" ما كان يعرف بالربيع العربي" الخريف"، وعندما حاولت مجموعات من المحتجين اقفال دوار  الداخلية ، كلفني دولة الرئيس الدكتور معروف البخيت بالاتصال بالقوى اليسارية والقومية من اجل التفاهم معها على عدم اتخاذ مثل هذا القرار، الذي سيعمل على التأثير على حياة الناس  باعتبار ان دوار الداخلية عقدة ربط بين انحاء المملكة ، وفعلا ذهبت الى هذه القوى المشاركة في اعتصام الداخلية للحديث معها حول الموضوع ،وكان من الطبيعي ايضا اجراء اتصالات مع الامن العام الذي كان يحرس المحتجين وعلى رأسهم رئيس الجهاز مدير الامن العام  انذاك الجنرال حسين المجالي .

الجنرال المجالي الذي تقبل مهمتي بكل رحابة صدر ، وبكلام لطيف يجمع بين الخلق العظيم والادب الجم قال ليس لدينا اي مانع المهم ان لا يسمح باستغلال مطالب الناس من اجل نشر الفوضى  خاصة ان بعض المطالب  والشعارات خرجت عن حراك الناس السلميين كما قال ،" وكل الدعم لك"، ثم تابع  ولك ان تتابع مع العميد طايل المجالي " اللواء فيما بعد " مساعد مدير الامن العام  باعتباره المناوب في ذلك اليوم ، وكان بإمكان الجنرال ان يرفض المهمة ، او ان يمنعني من الوصول الى قلب تجمع المحتجين خاصة وان ألامن  كما قلت كان يطوق المكان من كل الاتجاهات .

وبعيدا عن تفاصيل ما جرى فيما بعد ،فقد جمعتني جلسة امس مع بعض الزملاء ممن يعملون بالشأن العام ، وكان الحديث حول على ما يجري في الولايات المتحدة الامريكية ومسؤولية الشرطة الامريكية عن الاحتجاجات التي إن استمرت ستؤثر على الولايات المتحدة داخليا وخارجيا ،واستذكرنا في هذه الجلسة او اللقاء ما قام به الجنرال حسين هزاع المجالي من تصرف ينم عن حكمة وذكاء ووطنية ،عندما اجترح اصطلاح الامن الناعم بدلا من المفهوم السائد المعروف بالامن العنيف في التعامل مع الاحتجاجات وكيف جعل رجال الامن يتقربون من اخوتهم المواطنين باعتبار ان ما يجري على رأي المثل الشعبي "اهلية بمحلية " ،ومضت الاحداث وما رافقها من اعمال ، وتجاوز الاردن الازمة دون ان تسجل أعمال عنف وعنف مضاد ، كما حصل في دول عربية عديدة كان من نتائجها انهيار الامن وخراب للدول وهي تعاني لغاية الان .

والواقع ان تجربة الجنرال المجالي في الامن العام هي تجربة تستحق الدراسة ،خاصة والعالم  " الحر" اليوم يشهد فضائح ما قامت وتقوم به الشرطة في تلك البلدان بحق الشعوب ، حيث ظن البعض منا ان هذه الدول واجهزتها اكثر تحضرا في التعامل مع  المواطن ، لكن احداث مقتل المواطن الامريكي جورج فلويد كشفت القناع الزائف وعرت هذه الدول واجهزتها الشرطية .

والسوال المطروح اليوم ما الذي دفع شخصية امنية كالجنرال حسين هزاع المجالي يتخذ قرار التعاطي مع الاحداث بما رافقها من اعمال احيانا خارجة عن المألوف، وخارجة عن طبيعة مجتمعنا.؟ ،بالتأكيد ان المراقب المنصف   المحايد سيجد الجواب في  وصف واحد ،هو ان المسؤول مهما كان موقعه اذا ما شعر انه ينتمي الى شعبه ويعيش معه ، ويعرف همومه  وقريب منه ، سيتصرف كما تصرف الجنرال حسين هزاع المجالي ،ولذلك نقول ما احوجنا اليوم الى مسؤولين يكون التقرب من المواطن والشعور معه هو الشعار الذي يحرك ويدير عملهم ، لا ان يشعر هؤلاء أن الوظيفة هي عنوان للاستعلاء والتكبرعلى المواطن .

حسين هزاع المجالي الذي ورث عن والده حب وطنه هو من مدرسة آمنت أن الانسان اغلى ما نملك هي مدرسة الراحل الكبير المغفورله الملك الحسين بن طلال رحمه الله ،ومدرسة الملك المعزز عبد الله الثاني التي ترى ان العمل من اجل المواطن هي غاية الحكم وهدفه ،فهل يتعض بعض المسؤولين؟ وهل يدرك بعضهم الاخر ان المواطن الاردني لديه ذاكرة حساسة وسيذكر دائما محاسن من يعملون لاجله او العكس ..حتى وأن ابتعدوا عن مواقع المسؤولية  ..؟ 

Zazzah60@yahoo.com 
0776728081