الصدام الكبير يتطلب مصفوفه سياسيه شفافه

بقلم د. ردينه العطي
هل هناك برنامج عمل او خارطه طريق واضحه المعالم استعداد" للتطورات السياسيه المحيطه في الوطن والتي تستهدف اردننا الحبيب ورسالته وقيمه الروحيه والقوميه والاجتماعية
أي استهداف الوجود كهوية والجغرافيا السياسيه  لماذا تغيب أو تغيب خارطه طريق سياسية ويكتنفها الغموض مع ان المخاطر المحدقه في الملف السياسي مخاطر وجوديه 
واذا ماقارنا بالأستجابه السريعه والشفافه
التي اعتمدت في مقارعه جائحة كورونا من أجل النجاح في الملف الإقتصادي الذي أرتكز على إفرازات معركتنا مع كورونا والتي أدت الى صناعه مصفوفه إستجابه أي ( الملف الإقتصادي)
لماذا هذا الغموض في الرد ؟!
لماذا هذا الانتظار للمستجدات السياسية؟!
وتطور الأوضاع عند الآخر أي إنتظار تحولا" في العامل الموضوعي دون الأخذ بعين الإعتبار الإستعداد الذاتي
وأقصد هنا التحولات التي يراهن عليها بأن التطورات السياسية عند الغير ستؤدي الى لجم الكيان الصهيوني عند تنفيذ برنامج الضم وآثاره والتي اثبتت خطأها الإستراتيجي مثالا على ذلك الرهان على سقوط الحكومة الصهيونية برئاسة النتن ياهو وأنه سيخرج من اللعبة السياسية وهذا كان رهانا" خاطئا" فقد عاد النتن ياهو رئيسا"  للحكومة الصهيونية مستوعبا"  كل التناقضات الداخلية التي شابت علاقته مع اليمين الصهيوني ووضع نصب عينيه تنفيذ مخططه بضم المستطوطنات وبضم غور الأردن موظفا" التناهي السياسي الأمريكي مع هذا المشروع ومستغلا" أيضا" انشغال الدول بجاحئة كورونا والتقوقع الى الذات كعامل مركزي دون النظر الى الخارج او أي  سياسات دوليه لا تخدم مكافحة الجائحه من جانب آخر جعل المناخ السياسي مواتيا" لترجمة موضع الضم
 هنا يجب ان نقول وبكل ووضح ان هناك محاولات صهيونيه تعتمد تكتيكا سياسيا بالقضم المتدرج للأراضي الفلسطينية وذلك من اجل  إيجاد شرخ بين القياده الفلسطينية واعني هنا منظمه التحرير الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية  من خلال ماتسربه من اشاعات تعتمده أذناب الكيان الصهيوني وأبواقه الأعلاميه في المنطقة بأن هناك ضغط دولي بعدم إدراج موضوع ضم أغوار الأردن ضمن إطار مشروع الضم وأن الضم سيقتصر على مستطوطنات الضفه فقط وهذا يعني ان الكيان الصهيوني قد رضخ للموقف الأردني معتبرين ان موقف الأردن يرفض ضم الغور ولا يرفض ضم مستوطنات الضفة وهذا بعيدا كل البعد عن حقيقة الموقف الأردني الذي يعتبر ان أي ضم هو بمثابة احتلال وهو مرفوض رفضا" قاطعا" وان ما أشار له جلالة الملك في المواجهة والصدام الكبير سيكون ضد مشروع الضم بكليته بما في ذلك ضم الجولان  
من هنا فإن على كل من يراقب التطورات اللاحقة والحج السياسي للمنطقة بعد الوزير الألماني والذي عبر عن موقف الأتحاد الأوربي المتطابق مع الموقف الأردني سيلاحظ أن التركيز على تراجع الموقف الإسرائيلي باستثناء غور الأردن من الضم وهذا لتحيد الأردن من الصراع وهذا تكتيك قد اعتمده الكيان الصهيوني في كل المنعطفات وخاصة عندما نقلت الإدارة الامريكية سفارتها الى القدس معتمد سياسة نفسها بأن قدمت جزرة باستثناء الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية أي لخلق إنطباعا بأن الأردن مع ضم القدس للكيان الصهيوني إذا ما بقيت الوصاية للأردن وهذا ما رفضه الأردن رفضا قاطعا واوضحه جلالة الملك بأن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وأن حل الدولتين هو سقف التنازل الأردني وهذا انطلاقا" من ثوابته ومن قيمه النبيله ومنطلقات رسالته وهذا مثالا على التحريف والتسويف والتشكيك في الموقف الأردني للوصول الى تفكيك التلاحم في الموقف والمصير بين الأردن وفلسطين 
اذا  المطلوب مصفوفه سياسيه واضحه المعالم وآليات عمل شفافه قادرة على المواجهة وذلك بأن يكون كل أردني على علم وعلى معرفة في موقعه ودوره في معركة المواجهة والصدام الكبير الذي نوه له جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى الذي اجبر القوى الدوليه والإقليمية الى مراجعة حسابات في التعامل مع هذا التغول الصهيوني .