مجلس الدولة التركي يقر إعادة آيا صوفيا مسجدا كما كان منذ فتح القسطنطينية
أقرّ، اليوم الجمعة، مجلس الدولة في تركيا، بإعادة آيا صوفيا إلى مسجد، كما كان منذ فتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
وفي 2 تموز/يونيو الجاري، عقد مجلس الدولة في تركيا، جلسة خاصة للبت بهذه الدعوى، في حين ذكرت مصادر مطلعة لـ”وكالة أنباء تركيا” أن "الجلسة انتهت خلال وقت قصير على أن يصدر القرار النهائي خلال 15 يوما”.
وفي 3 من الشهر ذاته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه "لا أحد لديه الحق والسلطة للتدخل بشؤون دور العبادة في تركيا مثلما نحن لا نتدخل في شؤون دور العبادة وإدارتها في الدول الأخرى”.
وأضاف أردوغان، في تصريحات أن "الاتهامات الموجهة ضد تركيا بشأن آيا صوفيا تعني هجوما مباشرا على حقوقنا السيادية”.
وكان وزير العدل التركي السابق، بكير بوزداغ، قال إن "آيا صوفيا ملك تركي، وتركيا لديها حق التصرف به كما تريد، وعندما تريد إعادته كمسجد للعبادة، فليست بحاجة إلى إذن أو موافقة من أحد”.
وأضاف بوزداغ في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر”، أن "اعتراضات وتصريحات الاستنكار من أمريكا والاتحاد الأوروبي واليونان، بكاء وصراخ فارغ لا أثر له ولا معنى بالنسبة لتركيا”.
وعلى الرغم من الرسائل شديدة اللهجة التي ترسلها تركيا للمتدخلين بشؤونها، خاصة فيما يتعلق بآيا صوفيا، إلا أن بعض الدول تحاول الاصطياد في الماء العكر والإدعاء أنها حريصة على المعالم الدينية أكثر من حرص الدولة صاحبة الشأن نفسها.
وفي هذا الجانب دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في وقت سابق من شهر تموز/يونيو الجاري، إلى "ضرورة إبقاء آيا صوفيا كمتحف للزوار”.
أما زعيم الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية ورئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان إيرونيموس، فخرج أمس الثلاثاء، ليقول إن "تركيا لا تجرؤ على تحويل آيا صوفيا إلى مسجد”، مضيفا أن "السلطات التركية تمارس الألاعيب من خلال إثارة هذا الأمر”.
وأشار إيرونيموس في بيان خلال زيارته إلى منطقة بسيينا حيث التقى بالزعماء الدينيين في اليونان، إلى أن "هذه لعبة وأعتقد أنهم لن يجرؤا على ذلك”.
أما الزعيم الديني للمنطقة، ريثيمنو متروبوليتان إيفجينيوس، فأعرب عن قلقه إزاء إعادة آيا صوفيا مسجدا كما كان منذ فتح القسطنطينية، قائلا "في الواقع، آيا صوفيا يجب أن تكون كنيسة، ونحن نصلي من أجل أن تبقى متحفا”.
من جهته، قال إينانيوس، الزعيم الديني لمنطقة لانغادا "أتمنى أن يتصرف الرئيس أردوغان وفقا لكل من القرآن وقواعد حماية الآثار الثقافية العالمية”، مضيفا أن "آيا صوفيا هي كنيسة، بغض النظر عن كيفية استخدامها في التاريخ”.
وكان المطران هيلاريون، رئيس إدارة العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو، انتقد قبل أيام الأمر قائلا "لا يمكننا مراجعة أحداث الماضي.. لا تجوز الآن العودة إلى العصور الوسطى.. نعيش في عالم متعدد الأقطاب، في عالم متعدد الطوائف ويجب احترام المشاعر الدينية”.
من جهته كان دعا البطريرك بارثولوميوس، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية في إسطنبول، إلى عدم تحويل آيا صوفيا الواقع في مدينة إسطنبول إلى مسجد، مشيرا إلى أن ذلك "سيقلب ملايين المسيحيين ضد المسلمين”.
بدوره بطريرك الأرمن في تركيا، إسحاق مشعليان، قال في تغريدات سابقة على حسابه في "تويتر” إن "متحف آيا صوفيا في إسطنبول، الذي ظل مسجداً للمسلمين بعد فتح السلطان العثماني محمد الفاتح للمدينة منذ 500 عام قبل تحويله إلى متحف في ثلاثينيات القرن الماضي، ينبغي أن يظل مكاناً للعبادة لا متحفا”.
وأضاف أن "آيا صوفيا تأسس بجهد 10 آلاف عامل وبإنفاق ثروة كبيرة، عدد لا يحصى من أعمال الترميم والإصلاح التي شهدها المعبد، وجهود وقف السلطان محمد الفاتح.. كل ذلك لم يكن للمحافظة عليه كمتحف بل كمكان للعبادة”.
وتابع مشعليان "أعتقد أنه بدلاً من اندفاع السياح الفضوليين هنا وهناك لالتقاط الصور، فإن سجود المؤمنين وجثوهم على ركبهم باحترام وخشوع يعد أكثر ملاءمة مع طبيعة هذا المعبد”.
في حين رد نائب وزير الخارجية التركي، ياووز سليم كيران، على سفير الحريات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية، سام براونباك، حول "آيا صوفيا”، أن "تركيا ستواصل حماية تراثها الثقافي والديني، فأي قرار حول آيا صوفيا هو شأن داخلي تركي”.
وفي نفس السياق، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، أن آيا صوفيا أوقف كمسجد في "وقف الفاتح” عام 1462ميلادي، وأن "جميع القرارات المتعلقة بآياصوفيا هي مسألة سيادة وطنية داخلية”.
يشار إلى أنه في 11 حزيران/يونيو الماضي، رد تشاويش أوغلو، على تقرير صادر عن "الحريات الدينية الدولية” الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بالقول، إن "جميع القرارات المتعلقة بآياصوفيا هي مسألة سيادة وطنية داخلية”، مؤكدا وبالوثائق التاريخية أن "آياصوفيا أوقف كمسجد في (وقف الفاتح) عام 1462م”.
وفي الوقت ذاته رد المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، على تقرير "الحريات الدينية الدولية” الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، بأن "أي قرار حول آيا صوفيا هو مسألة تركية داخلية لا يحق لأي دولة التدخل فيه