ام قيس..مدينة اثرية وموقع جيوسياسي جاذب يبحث عن الإستثمار
تضم مدينة أم قيس بين احضانها كنوزاً أثرية تعود الى العصور القديمة ويطوقها معالم سياحية وتاريخية وطبيعية، إلا أنها بقيت غائبة عن أعين المستثمرين كما كانت غائبة عن الخارطة السياحية.
وتتميز ام قيس بموقع جيوسياسي متفرد وجاذب كونها تطل على ثلاث دول محيطة هي فلسطين وسوريا ولبنان وهو ما منحها ميزة وقيمة سياحية اضافية الى جانب ما تزخر به من إرث أثري متنوع يؤكد أنها شكلت إحدى مدن التحالف الروماني (الديكابولس) العشرة، وهي سميت بجدارا كناية عن الارض المنبسطة فوق تلة ومحاطة بالوديان.
ويرى مهتمون بالشأن السياحي من جهات رسمية ومؤسسات مجتمع مدني وناشطين، اضافة الى ابناء المجتمع المحلي وزوارها، ان موقع ام قيس يمنحها زخماً سياحياً مضاعفاً كونها تقع في لواء بني كنانة الذي يتعدد ويتنوع منتجه السياحي. ويقول رئيس بلدية خالد بن الوليد حسين الملكاوي، ان المردود السياحي المباشر على اهل المنطقة وابناء المجتمع المحلي لم يكن بزخم الاقبال على ام قيس ولم يعكس تنمية محلية على النحو الامثل.
ويعبر الناشط المجتمعي موسى النعواشي عن تطلعات أهل المنطقة بأن جدارا بإمكانها ان تتحول الى قبلة للسياحة المحلية والخارجية لو توفرت فيها مقومات استثمارية قادرة على اطالة اقامة السائح فيها وتوفر مجموع الخدمات الموازية والمرافقة للنشاط السياحي. ويبدو الحاج طالب الروسان اكثر ثقة وتفاؤلا بالمردود السياحي لمدينة اثرية بحجم مدينة ام اقيس، قائلا ان ما يدفعه على التفاؤل الاهتمام الحكومي المتزايد بدعم المنتج السياحي في المدينة من خلال جملة من المشاريع والاجراءات المشجعة والمحفزة للسياح والمستثمرين على حد سواء.
بدورها تشير مديرة مديرية سياحة محافظة اربد الدكتورة مشاعل الخصاونة إلى ان اهم ما يميز موقع ام قيس القرية التراثية التي شيدت من قبل ابناء المجتمع المحلي في الفترة العثمانية وهي شاهد مهم على نشوء الدولة الاردنية الحديثة والتطور العمراني في العصر الحديث.
وتقول ان وزارة السياحة والاثار اولت القرية التراثية أهميه كبيرة من خلال خطة شمولية لتطوير الموقع وترميمه حيث تتشكل القرية من مجموعة من الاحواش لتعزيز وتطوير الخدمات المقدمة للزوار واطالة فترة زيارة السائح وكذلك فتح المجال للتشاركية ودمج المجتمع المحلي في عمليات التطوير والتشغيل بإيجاد نوافذ انتاجيه وتسويقيه فيها.
وتضيف انه تم تطبيق الخطة الشمولية على مراحل وحزم ابتداء من فتح مركز للزوار لاستقبال وتقديم الخدمات لزوار الموقع، اضافة الى متحف للحياة الشعبية وغرف لإنتاج الحرف اليدوية بالتشارك مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وانشاء مطعم وكوفي شوب يشغل من قبل ملتقى شباب جدارا وقاعة للمعلومات والمسارات.
وتشير إلى انه تم كذلك ترميم حوش المضافة تمهيدا لتحويله الى مركز حرفي متكامل يشغل من قبل مؤسسات المجتمع المحلي من باب التشاركية كنوافذ انتاجية وتسويقية وتأهيل القاعة الداخلية للمضافة لعقد الورشات والندوات الى جانب صيانة وترميم حوش المعاهدة الذي يعتبر ذي قيمة سياسية حيث عقدت معاهدة ام قيس التي مثلت نواة تشكيل الدولة الاردنية الحديثة.
وتوضح الخصاونة انه تم تغيير وتطوير المسار السياحي للموقع لتفعيل كل العناصر المتاحة فيه وتعزيزه باللوحات الارشادية والتفسيرية وايجاد مظلات بانورامية على الدول المحيطة وعلى العناصر الاثرية والمعمارية للموقع.
وتشير إلى ان الموقع يشهد حالياً اقبالًا سياحياً لافتاً بعد استئناف السياحة الداخلية والاجنبية المقيمة في الاردن، مشيرة الى ان ام قيس تشكل احدى الوجهات السياحية الهامه على برنامج 'اردننا جنة” وتستقطب عدداً كبيراً من المحافظات المختلفة. وتؤكد الخصاونة اهتمام وجدية وزارة السياحة بجعل موقع ام قيس احد المواقع الهامة سياحيا، ولهذا بدأت بجهود حثيثة لاستقطاب استثمارات سياحية تعزز القيمة المضافة للموقع، مشيرة إلى وجود توجهات من قبل المستثمرين للاستثمار في مجال السياحة كالشاليهات والمطاعم في منطقتي ام قيس والحمة.
وتشير الى السعي لتشجيع المجتمع المحلي على التشبيك مع القطاع السياحي الرسمي ممثلا بوزارة السياحة في العمل السياحي في ظل ظهور رغبة من السياح في التفاعل مع المجتمعات المحلية وممارسة تجربة الحياة في الطبيعة والبيئة المحلية. وتقول الخصاونة ان مشروع النزل البيئي الذي بوشر العمل به في محمية اليرموك الطبيعية ضمن مشاريع اللامركزية سيعزز الى جانب الاستراحات الموجودة في الحمة، دعم المنتج السياحي والاثري في مدينة ام قيس من خلال توفير مكان مناسب لاستقبال السائح المحلي والاجنبي وتوفير الخدمات لاسيما المبيت والطعام والشراب ووسائل الترفيه الاخرى.