"عمر الرزاز" لم يخطيء ولم يخالف التوجه الرسمي اتجاه القضية "الفلسطينية" وتصريحه في "الغارديان" لا يفهمه إلا الساسة الكبار ..

الشريط الاخباري : المحرر : خاص

دخلت الجملة الاعتراضية التي صرح بها رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز  خلال مقابلة اجرتها معه صحيفة الغارديان البريطانية ((ان الأردن يُمكن ان ينظر بشكل ايجابي الى حل ديمقراطي لدولة واحدة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني)) مجالات كبيرة ووعرة في التحليلات العشوائية والتنظير السياسي والجعجعة الدنكشوتية  وذهب البعض إلى أبعد من ذلك في اعتبار الرزاز قد خالف التوجه الرسمي الأردني وباع ما تبقى من القضية.

قبل أن نخوض بكلام ولقاء الرئيس دعونا نعي تماما بأن دولة الكيان الصهيوني لا يمكن أن يقبل اي فرد فيها مشروع الدولة الديموقراطية الواحدة ولن يوافق على هذا الحل صغيرهم قبل كبيرهم مع علمنا انهم اي (اليهود) بالأصل يرنون للخلاص المبكر من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر والمحسوبين بجنسيتهم وجواز سفرهم وهوياتهم على الدولة العبرية فكيف لهم ان يوافقوا على انضمام الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة إلى داخل دولتهم فاتحين المجال لسيطرة الفلسطينيون بعدها على السلطة والنفوذ والتمثيل البرلماني والحكومي وسيقاسمونهم الوظائف والمقدرات.؟؟

الرزاز قال كلام لا يفهمه الا الساسة الكبار ولا يستعوبه الا من كان عميقا بتفكيره وقد اجتزأ البعض كلامه تصيدا للرجل ومحاولة النيل عبثا من شخصه وسمعته وسجله الوطني والمشهود له ولأهله بتاريخهم النضالي كما حاول البعض أيضا إظهار تضارب بين كلام الرزاز وموقف القيادة من القضية الفلسطينية بجلب جمل غير مكتملة ووضعها بقالب واطار ممزوج بالفتنة لتبدو وكأنها عكس التوجه ومغايرة للموقف السياسي الذي ينتهجه جلالة الملك.

الرزاز لم يخطيء ابدا بمقابلته الصحفية ولم يهادن ولم يكن مجاملا كالبعض من السياسيين ووضع النقاط على الحروف بل وكان تصعيديآ في لهجته وبين زيف ادعاءات اليهود المطالبة للسلام واحرج قياداتهم بتحديهم لقبول دول ديمقراطية لا دولة عنصرية استبدادية كما هو حاصل اليوم وادعو الجميع إلى سماع ومشاهدة هذا اللقاء الذي سيلمس  فيه مدى القوة السياسية التي يتمتع بها رئيس وزرائنا ورباطة جأش الموقف الأردني وصلابته بأتجاه الحق العادل للاشقاء الفلسطينيين في تأسيس دولتهم على ترابهم الفلسطيني وعاصمتها القدس ووفق القرارات الدولية.