صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية .. تصريحات "عمر الرزاز" لـ "الغارديان" مناورة سياسية ناجحة أحرجت إسرائيل ولما يفهم أبعادها السياسيين ..
تصريح رئيس الوزراء الاردني عمر الرزاز حول دعم الاردن لاقامة الدوله الواحده.
الدكتور عامر السوالقة
ولوحظ بأن معظم ردود الناشطين والاعلاميين على صفحات التواصل الاجتماعي كانت سلبية ومتسرعة وغير موفقة على تصريح الرزاز مشيرين ان حديث الرئيس قد يتعارض مع الموقف الرسمي الاردني الداعم لخيار اقامة الدوله الفلسطينيه على اراضي 67 رغم توضيح وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام ,أمجد العضايلة , في لقاء صحفي, لتصريح رئيس الوزراء الرزاز ومقصده.
لقد تبنت منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1968 مبدأ الدولة الديموقراطية العلمانية والتي يعيش فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون على قدم المساواة و التكافؤ, وفي اعقاب فشل اتفاقية اوسلو بالتوصل لاقامة دولة فلسطينية لجانب دولة اسرائيل ,أعاد أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق وكبير المفاوضين الفلسطينين في اتفاقية اوسلو, المطالبة بدولة ثنائية القومية على كل اراضي فلسطين التاريخية بدلا من مطالبتهم بدولة فلسطينية مستقلة في حدود الاراضي المحتلة عام 1967, وجاءت تصريحات قريع بهذا الخصوص عام 2004 و كررها بالعامين 2008 و 2012 ووجدت قبولا فلسطينيا من قبل بعض الفصائل الفلسطينية و خاصة حركة فتح اضافة للشارع الفلسطيني , وتحدث صائب عريقات عدة مرات حول توجه الفلسطينين لحل الدولة الواحدة ثنائية القومية حال فشل حل الدولتين .
لقد قوبل الطرح الفلسطيني بدولة ثنائية القومية برفض اسرائيلي حيث ان اليمين و اليسار الاسرائيلي يرغب بيهودية الدولة الاسرائيلية , واشارت تقارير عديدة اسرائيلية بأن فشل حل الدولتين قد يؤدي بالنهاية لحرب ديموغرافية بين الفلسطينيين والاسرائيليين قد تقود لدولة ثنائية القومية وحذر المستوى العسكري في اسرائيل من الوصول الى هذا الحل.
واشارت الاحصائيات الاسرائيلية والفلسطينية في عام 2018 بان عدد الفلسطينيين يصل داخل اراضي فلسطين التاريخية ( اسرائيل و الضفة و غزة ) الى نحو 6.5 مليون شخص ويتقارب هذا العدد مع اعداد اليهود الذي الذي وصل الى 6.5 مليون شخص وحسب تقرير لجهاز الاحصاء الفلسطيني صدر عام 2016 فمن المتوقع ان تبلغ نسبة اليهود داخل فلسطين التاريخية حوالي 49.3% من اجمالي السكان بحلول نهاية عام 2020 حيث سيصل عددهم نحو 6.96 مليون يهودي مقابل 7.12 مليون فلسطيني , ومن هنا تتفق الحكومة والمعارضة في اسرائيل على رفض فكرة الدولة الواحدة الديموقراطية لكنهما يختلفان بخصوص خيار حل الدولتين حيث ترفض احزاب الائتلاف اليميني الحاكم انشاء دولة فلسطينية وتدعم بشدة الاستيطان اليهودي داخل اراضي الضفة وتدعو لاقامة حكم ذاتي فلسطيني عوضا عن الدولة المستقلة , اما احزاب اليسار الاسرائيلي المعارض فتؤيد اقامة الدولة الفلسطينية و لكن بشروط مشددة ترفضها القيادة الفلسطينية .
وتنطلق المخاوف الاسرئيلية من ان النمو السكاني الفلسطيني يثير الهلع لدى الاسرائيلين ومن المستبعد قيام دولة واحدة ثنائية القومية لانها فكرة مرفوضة اسرائيليا خوفا من الديموغرافية الفلسطينية و حفاظا على يهودية الدولة في ظل معدل نمو سكاني في فلسطين حوالي 2.9 % مقابل 2% في اسرائيل حسب جهاز الاحصاء الفلسطيني, وهذا اكثر ما يخيف الكثير من الاسرائيليين.
ان تصريحات رئيس الوزراء عمر الرزاز تعتبر مناورة سياسية ناجحة و عقلانية واعتقد بانه على الجانب الفلسطيني وبدعم عربي تبنى هذا الطرح لحشر اسرائيل في زاوية ضيقة تدفعها لتقديم تنازلات من اجل اقامة دولة فلسطينية على اراضي 1967 مع تبادل مقبول للارض بالقيمه والمثل بموافقة الطرفين وحال رفضت اسرائيل ذلك امامها خيار الدوله الواحده التي يتساوى فيها اليهودي والفلسطيني بنفس الحقوق مع عودة اللاجئين الفلسطينيين لارضهم بهذه الدوله.
وتجدر الاشارة الى ان تصريح رئيس الوزراء ,عمر الرزاز , كان موفقا عندما اعلن بصراحة بان الاردن لن يستوعب ويقبل تهجيرالفلسطينيين ولن يصبح الاردن فلسطين , وبتصريح دولة الرزاز يكون موقف الاردن واضحا برفض ما يسمى بالخيار الاردني بمختلف اشكاله والوطن البديل والتهجير والتجنييس..
مدير مركز شموخ الاردن للتنمية والديموقراطية