عون: كارثة كبرى حلت بلبنان

أعلنت الحكومة اللبنانية حالة الطوارئ في بيروت لمدة أسبوعين إثر مقتل أكثر من 73 شخصاً وإصابة أكثر من 3700 الثلاثاء في انفجار ضخم وقع في مرفأ المدينة.
وأعلن المجلس الأعلى للدفاع بعد اجتماع مساء اليوم "بيروت مدينة منكوبة"، وكان قد رفع توصية لإعلان حال طوارىء.
وأكد المجلس أن مجلس الوزراء سيجتمع الأربعاء استثنائيا في القصر الجمهوري لاتخاد القرارات المناسبة.
وأعلن اللواء محمود الأسمر الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع في مؤتمر صحفي عن لجنة تحقيق سترفع تقريرها خلال خمسة أيام.
وقال رئيس الجمهورية ميشال عون إن ما حصل "كارثة كبرى حلت بلبنان" وأن الهدف من الاجتماع "اتخاذ الاجراءات القضائية والأمنية الضرورية، ومساعدة المواطنين ومعالجة الجرحى والمحافظة على الممتلكات".
وأعلن رئيس الحكومة حسان دياب الأربعاء يوماً للحداد الوطني على "ضحايا الانفجار".
وتعهد دياب بمحاسبة "المسؤولين عن كارثة "انفجار المستودع الخطير"، مناشداً الدول الصديقة مساعدة لبنان.
وفي البداية رجح المدير العام للأمن العام اللبناني عباس إبراهيم مساء الثلاثاء أن يكون انفجار المرفأ ناجم عن مواد "مصادرة وشديدة الانفجار".
وقال إبراهيم للصحافيين خلال تفقده المكان "يبدو أن هناك مخزنا لمواد مصادرة منذ سنوات وهي شديدة الانفجار"، مشدداً على ضرورة انتظار نتيجة التحقيقات، ليعلن لاحقاً أن المادة هي نيترات الأمونيوم وكانت في شحنة هائلة مخزنة منذ ست سنوات.
وقال محافظ بيروت مروان عبود إن فريقاً من رجال الإطفاء اختفوا بعد الانفجار ولا معلومات عنهم حتى اللحظة، وشبه الانفجار بـ"هيروشيما وناغازاكي".
أما وزير الصحة حمد حسن خلال زيارته أحد مستشفيات بيروت للصحافيين "إنها كارثة بكل معنى الكلمة"، داعياً إلى نقل الإصابات الطفيفة إلى مستشفيات ضواحي العاصمة بعدما امتلأت مستشفيات بيروت بالجرحى.
وقال أحد الأطباء في مستشفى أوتيل ديو للقناة نفسها إن عدد الجرحى لديهم وصل إلى 500، مناشداً عدم احضار المزيد إلى المستشفى.
ووقع التفجير عند الساعة السادسة عصراً، وهز العاصمة بالكامل وطالت أضراره كافة أحيائها حيث تساقط الزجاج في عدد كبير من المباني والمحال والسيارات. كما افاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان عن سماع صوت الانفجار أيضا.
وفي مكان التفجير، قال جندي لوكالة فرانس برس "هناك مأساة في الداخل، هناك كثير من الجثث على الأرض وسيارات الاسعاف لا تزال تعمل على نقل الجرحى".
وبعد ساعتين على وقوع الانفجار، كانت سيارات الاسعاف لا تزال تهرع إلى مكان التفجير لاخراج الجرحى، وفق مراسلة لوكالة فرانس برس في المكان.
وعملت طوافة للجيش على تعبئة المياه من البحر لاطفاء الحريق الذي لا يزال مندلعاً في المكان. كما شاهدت المراسلة باخرة تحترق عند المرفأ.
وشاهدت صحافية في وكالة فرانس برس في مستشفى أوتيل ديو رجلا عجوزا غطته الدماء من رأسه إلى أخمص قدميه، وامرأة دخلت تصرخ حاملة ابنتيها وقد ملأت الدماء وجهيهما. وقد تضررت أجزاء من احد الأقسام المجاورة للطوارئ بشكل كبير.
وشاهد صحافيون في وكالة فرانس برس سيارات متوقفة ومتروكة في وسط الشارع القريب من المرفأ وقد لحقت بها أضرار بالغة.
وقالت امرأة في وسط العاصمة لصحافي في فرانس برس "شعرت بما يشبه هزة أرضية، ثم دوى الانفجار. شعرت انه أقوى من انفجار العام 2005 الذي قتل (رئيس الحكومة السابق) رفيق الحريري".
إصابات بين صفوف طواقم دولية
أعلنت الأمم المتحدة إصابة سفينة تابعة لها وإصابة أفراد من قوات حفظ السلام بجروح خطيرة.
كذلك أعلنت وزارة الخارجية الألمانية إصابة أفراد من طاقم سفارة ألمانيا في بيروت جراء الانفجار الضخم الذي وقع الثلاثاء في مرفأ العاصمة اللبنانية.
وأوضحت الوزارة أن "هناك أيضا جرحى من أفراد طاقم السفارة. نظرا للأضرار البالغة في المناطق السكنية في بيروت، لا يمكننا في الوقت الراهن استبعاد وجود رعايا ألمان بين القتلى والجرحى".