النقابة، والمعلم، وتساؤلات ...
خاص
لا نختلف على مكانة المعلم، وكلنا معه، وكيف لا نكون؟ وهو صاحب المكانة التي عززتها ثقافتنا وأنزلتها أرفع المنازل، وهو من وكلّناه بمستقبل أجيالنا، ولكن في ذات الوقت نحن ضد الاتكاء على قدسية هذا المعلم واختطافها لتحقيق أهداف حزبية وسياسية تخرجه من عباءة الوطن.
هل أقول أنا ذلك؟؟؟ بالطبع لا، فلم يتحدث أحد عن ذلك بصراحة أكثر من النقيب السابق للمعلمين الدكتور أحمد الحجايا (رحمه الله) مخاطباً ناصر النواصرة في حوار تلفزيوني مسجل لا ينكره أحد قائلاً: "أنت ولاؤك للتنظيم وللحزب، وأنتم تدلسون على المعلمين، وتريدون إخراج النقابة عن النظام، لجعلها تكية لتنفيذ أجندة ورغبات وسياسات تنزوي فيها النقابة عن الدولة، وهو أمر مرفوض...".
الحجايا رحمه الله كان أعرفنا بالنواصرة وبتوجهاته السياسية الحزبية، بحكم عملهما معاً في مجلس النقابة لسنوات طويلة، وأثبتت الأيام أنه لم يكذبنا القول، فبعد وفاته بدأت الأقنعة تتهافت تحت وطأة الحقيقة الحزبية المرّة، ليكشف المجلس المختطف من بعده عن لغة تهديد صادمة استفزت الأردنيين، لغة تنظيم إخواني عابر للحدود والدول، عباراته مقلدة، عناوينه مأزومة وفاشلة، لم تترك وراءها إلا ضياعاً ودماراً أينما مرت، وما زالوا يرددونها رغم كل الخراب.
وتبقى التساؤلات الكبيرة... لما يحدث هذا في الأردن الآن؟؟؟ ولما نستنسخ تجارب فاشلة نهدد بها سلمنا وأمنا؟ ولمصلحة من نثير الفوضى والاحتقان، ونثير فتنة تمس وحدتنا في هذه المرحلة بالذات؟
أسئلة كثيرة، نخشى أن إجابتها قابعة هناك غير بعيد، بأروقة وغرف مظلمة في إحدى الدول التي لا يعلم بها إلا الله.
ولكن ما نحن متأكدون منه أن الأردن سيدافع عن هويته، ولديه من القوة ما يكفي للرد على أي مشاغبة عابرة أو ممنهجة، ولا زال في جعبته الكثير.