الصحة العالمية: النظام الصحي اللبناني مثير للقلق
قال المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إنه وبعد مضي أسبوع على انفجار مرفأ بيروت، لا تزال المنظمة تشعر بالقلق إزاء صحة وعافية الأشخاص الذين أُصيبوا أو فقدوا ذويهم أو غدوا بلا مأوى.
وتوقعت المنظمة، في بيان افتتاحي لها في المؤتمر الصحفي الذي عقدته مباشرة من بيروت حول الانفجار وجهود الاستجابة، عبر تقنية الاتصال المرئي اليوم الأربعاء، تلته مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي للمنظمة الدكتورة رنا الحجة، أن يستغرقَ التعافي من الأثر النفسي الذي خلَّفه الانفجار وقتاً أطول بكثير.
وشارك في المؤتمر الصحفي إلى جانب الدكتورة رنا الحجة، كل من ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي، ومدير برنامج الطوارئ الإقليمي بالمنظمة الدكتور ريتشارد برينان.
وقالت المنظمة في بيانها: "يساورنا القلق أيضاً إزاء الحالة العامة للنظام الصحي والقوى العاملة الصحية في لبنان، التي كانت ترزحُ بالفعل تحت ضغطٍ شديدٍ. لقد فقد لبنان الآن القدرة الكاملة لثلاثة مستشفيات، فيما تعمل ثلاثة مستشفيات أخرى بطاقة جزئية، بالإضافة إلى تضرر الكثير من العيادات الصحية، وخسارة أطنان من الإمدادات الطبية".
وأعربت المنظمة عن قلقها إزاء عودة (كوفيد-19) في لبنان، الذي بات يشهد تزايداً في حالات الإصابة بالفيروس حتى قبل الانفجار، مشيرة الى التزامها بمواصلة الاستجابة لكوفيد-19 في جميع أنحاء لبنان، في وقت دعت اللبنانيين إلى الحفاظ على زخم الجهود لاحتواء انتقال هذا المرض، وهو أمر أكثر صعوبة من أي وقت مضى في ظل السياق الحالي.
وفي سبيل تلبية الاحتياجات العاجلة، ذكرت المنظمة بأنها وزَّعت في غضون 24 ساعة عقب الانفجار، مستلزمات علاج الإصابات الشديدة والمستلزمات الجراحية الكافية لتلبية احتياجات 2000 مريض، كما قامت بشحن حوالي 25 طناً من معدات الوقاية الشخصية لدعم الاستجابة لكوفيد-19 وتعويض الإمدادات الإنسانية التي دمرها الانفجار.
وأشارت إلى أنها تعمل عن كثب مع السلطات اللبنانية لتعزيز رعاية الإصابات الحرجة، وتنسيق إجراء التقييمات وتقديم الاستجابة، والتخفيف من أثر جائحة كوفيد-19، وتلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية، وتسهيل استعادة المرافق الصحية المتضررة عافيتَها في القريب العاجل.
وقالت، إنها أطلقت في وقت سابق، نداءً للحصول على 76 مليون دولار، وطالبت المجتمع الدولي بدعم الشعب اللبناني والتضامن معه، مشيرة إلى أنها لمست تضامناً إقليمياً وعالمياً لافتاً حيث أرسلت البلدان الإمدادات بهدف الاستجابة الفعّالة والسريعة للحادث، وتعهدت بتقديم الدعم المالي.
وتزامناً مع اليوم العالمي للشباب الذي يصادف اليوم، أشادت المنظمة بالجهود التي يبذلها الشباب في جميع أنحاء لبنان، الذين أثبتوا جدارتهم، وأظهروا الفرق الذي في وسعهم أن يحدثوه في إعادة بناء بلدهم.
وقالت المنظمة، إن رسالتها في لبنان جلية وواضحة، وهي: دعم الاستجابة الصحية للانفجار، ومكافحة جائحة كوفيد-19، والحفاظ على استمرارية جميع الخدمات الصحية الأساسية الأخرى، وضمان أن يستعيد النظام الصحي عافيته وأن يكون قادراً على تقديم الخدمات اللازمة، مستدركة أنه لا يمكن تحقيق هذه الأهداف إلا بالتعاون مع السلطات الوطنية وشركاء المنظمة على الأرض والمانحين الدوليين، والأهم من ذلك، دعم الشعب اللبناني نفسه.