غزة رمز العزة .. في قلب العاصفة ومواجهة أزمة كورونا
بقلم : سري القدوة
ترددت بالكتابة عن واقع الكورونا في قطاع غزة وخاصة ان العالم كله ما زال يشهد انتشارا واسعا للوباء ولكن لقطاع غزة خصوصيته الخاصة وظروفه المعقدة ولمعرفتي العميقة في الاوضاع والظروف المعيشية وخطورة ما يترتب على انتشار وباء كورونا القاتل في قطاع غزة ولأهمية معالجة هذا الملف والخصوصية التي تعيشها غزة اكبر المناطق المزدحمة عالميا حيث يواجه المواطنون سلسلة من الازمات الحرجة والعميقة وفي مقدمة هذه الازمات التي يعيشها اهلنا هي ازمة الكهرباء التي تتواصل منذ ما يقارب الثلاثة عشر عاما حيث لم يتم ايصال الكهرباء بشكل متواصل اطلاقا واليوم يعيش اغلب السكان هذه الظروف الخاصة ويتعاملون ببالغ الصعوبة مع النقص الحاد في الكهرباء في حين اول متطلبات مواجهة هذا الفيروس اللعين ضرورة وجود الكهرباء والتي ترتبط بشكل اسياسي في توفير المياه بشكل دائم، واليوم مع تمكن فيروس كورونا من اختراق حواجز الاحتواء حيث بدأ بالانتشار السريع بين السكان وأصبح اكبر عدد معرض للإصابة وبسرعة نتيجة الاكتظاظ السكاني وطبيعة تقارب المناطق وازدحامها في مدن وقرى ومخيمات قطاع غزة.
ان اغلب سكان القطاع يعيشون تحت ضغوطات شديدة ويشعر الجميع بالتوتر المستمر ويحصل اغلب السكان على الكهرباء لمدة اربع ساعات فقط خلال الاربعة والعشرين ساعة وهذا يزيد مخاوف الجميع بان الخطر قد بدا يداهم جميع افراد المجتمع وان المنازل في حد ذاتها لم تعد امنة بعد الان حيث تتفاقم ظروف انتشار الفيروس الذي بات يهدد مصير السكان في ظل استمرار فرض الحصار الشامل على قطاع غزة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
وبشكل عملي تمكنت غزة من الصمود امام الفيروس من خلال اتباع تعليمات الحظر وفرض برامج خاصة على حجر المسافرين من والى القطاع، ولكن ومع انتشار الفيروس وعلى حسب ما يبدو فان خارطة الانتشار الوبائي للفيروس قد تغيرت مع الإعلان عن حالات إصابة ووفاة خارج مراكز الحجر الصحي بقطاع غزة.
وفي ظل هذا الانتشار الوبائي وتغير المعادلة السابقة لن ولم يكون النظام الصحي في قطاع غزة قادراً على التعامل مع أكثر من بضع عشرات من مرضى فيروس كورونا حيث يتطلب علاج مرضى الكورونا العديد من المعدات الطبية والمخبرية والمستلزمات الخاصة والأدوية والتي في الغالب غير متوفرة في المستشفيات والمراكز الصحية بكميات كافية لاستقلال المزيد من المرضى.
ولذلك فان المسؤولية الاجتماعية مهمة الان من اجل الحد من انتشار هذا الوباء القاتل، وعلى ابناء شعبنا في قطاع غزة ابداء الحرص واليقظة وضرورة الالتزام والتقيد بالبرامج الخاصة بمكافحة الوباء وعلى الجميع الحرص الخاص على اداء دوره كل حسب موقعه، وخاصة في هذه المرحلة الحرجة لمنع تفشي المرض على نطاق أوسع وضرورة العمل من قبل الجميع على الامتثال الصارم للتدابير الوقائية مع الامتثال للتعليمات وهذا يعد أمرا بالغ الأهمية في هذه المرحلة التي تبعث على القلق، وفي الوقت نفسه لا بد من الجهات الدولية توفير الحماية اللازمة والدعم الكامل لأبناء الشعب الفلسطيني وتجاوز نقاط الانقسام الداخلى وخاصة في مجال الصحة والتعليم وتجسيد عناصر الدعم والقوة والاتحاد والتكامل الوظيفي بعيدا عن مسببات الانقسام ومن اجل خدمة ابناء شعبنا الذين هم بأمس الحاجة للدعم والمساندة والإرشاد والتعاون وتبادل الخبرات بهذه الظروف الحرجة التي يمر بها قطاع غزة.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com