عودة الدراسة في فلسطين ...
تنهض من غفوة الندى ، يمشّط شعرها أيلول ، ويجدّل ضفيرتها بما تبقى من شمس الجليل ، ويمسح عن جبينها بقايا كسل عطلة صيف ، وتنهض هذا الصباح تعدّ حقيبتها المدرسية بين سلال العنب والتين ، وتتأبط ذراع أيلول .. وتعود الى المدرسة ..
مليون ونصف مليون فلسطيني في فلسطين الأم .. يولدون ويكبرون ويذهبون الى مدارسهم ، ويتقنون فن البقاء شوكة في حلق عدوهم ،ويقولون هذا الصباح لـ ليبرمان حارس البارات في روسيا : فلسطين بيتنا قبل ان يولد ليبرمان واللي خلفوا ليبرمان ..
فلسطين تعود الى المدرسة .. وتقلع عين وزارة المعارف الاسرائيلية في عقر دار احتلالها ، وهي تفوح من حقائبها المدرسية رائحة شطائر الزعتر في مدارس الناصرة وسخنين وام الفحم والطيبة وعارة وعرعرة وكل فلسطين ..
وبين سلال العنب والتين .. تحمل فلسطين حقيبتها المدرسية وتواصل فن البقاء فلسطينية العقل والروح على مقاعد عدوها ، وهي تلولح بكوفيتها التي انتزعت منها في أكبر عملية نصب حدثت في التاريخ !
الى فلسطين الأم .. تلميذات وتلاميذ معلمات ومعلمون .. قبلة بحجم الكون على جبينهم هذا الصباح في بداية العام الدراسي الجديد !