القرالة يكتب: الفوضى في الرمثا.. مولتوف وذخائر حية
ماهر القرالة - ما يجري في الرمثا لا يمكن توصيفه تحت اي بند الا "الفوضى"( المولتوف، استخدام المواطنين الذخائر الحية، اليات التنظيم على شكل تنسيقيات غنائية على غرار التنسيقيات السورية والبيانات وطبيعة محتواها تعبر كليا عن ذلك)
الاردن كان وما زال في عين العاصفة، الغالبية تدرك ان الشرر المتطاير من الموقد السوري والعراقي حتما سيطال المجال الاردني بهدف انجاز استحقاقات ما بعد الفوضى .
الفوضى تم الاعداد لها منذ زمن، منذ اللحظة التي تم فيها ادراك ان الصراع السياسي لا يمكن ان ينتج فوضى بالمعنى العام في الداخل الاردني، فاستقر الوعي ان الانهاك الاقتصادي للدولة والمواطن افضل وسيلة للفوضى.
ما يجري يبدو تجاوزا لمفهوم الفساد، من خلال السعي لخلق سياق فوضوي في المجتمع والدولة. ففي الوقت الذي كانت فيه الاموال العامة _ اموال الاردنيين_ تنهب، لم نلاحظ وجود نية حقيقية لاقامة مشاريع تنموية، او تحصيلات ضريبة جدية عبر قوانين فاعلة تملك ادوات حقيقية، ولم نجد استثمارات فعلية لصناعات استراتيجية منتجة مشغلة للايدي العاملة. بل على العكس تماما، كان هناك توجه من شأنه اضعاف المجتمع ، عبر خفض ميزانية الخدمات العامة التي تحافظ على الامن المجتمعي، على حساب استمرارية امتيازات النخبة، بهدف استفزاز المجتمع، يستمر ذلك في حالة يعاني اكثر من ثلث المجتمع من الفقر والبطالة.
لاكتمال هذا السياق كان لزاما ايحاد ثغرة لقطيعة (شرخ) بين مؤسسات الدولة والمواطن، عبر انتاج طبقة من النخب غير المعنية بالمصلحة العامة، يُنظر لها على انها احدى اسباب المشاكل المتنامية، وعبئ على الدولة ( تم تمرير هذه النظرة المجتمعية عبر اغراق مؤسسات الدولة بالفساد وتشويه صورتها مجتمعيا وشيطنتها باسلوب يشمل ذات المؤسسة دون امكانية عزلها عن شخوص القائمين عليها)
تزامن ذلك كله مع مشروع تدميري لثقافة المجتمع بهدف اضعافه، والحد من قدرته على توحيد صفوفه، وعدم امكانية خلق قواعد اجتماعية صلبة متماسكة وحيوية للدولة، وضرب طبقة النخبة من العشائر والاحزاب والنقابات التي من شانها تنظيم المجتمع في هياكل مستقرة تلعب ادوارا حيوية إيجابية.
بالتالي، كل الحلول المنتجة رسميا، كانت لا تتجاوز كونها مسكنا، او خالية من اي مضمون فعلي، مما يرسخ قناعة شعبية رافضة للافقار فوضوية.
هذا الرفض في ظل غياب قوة مجتمعية منظمة تضبط ايقاع حركة وسلوك الشارع والرأي العام، في ظل مشاريع دولية وبيئة غير مستقرة....وقلق اردني متعدد الاتجاهات.....يشكل ارض خصبة للفوضى، غالبا ما تكون نتائجها سلبية.
كل الاطراف اليوم عليها اللوم في قتل الوطن......
#ايديولوجيا_التظليل #الوعي_الزائف #الفوضى
*ماهر القرالة - باحث وكاتب في الشأن السياسي