الرزازية والسوداوية

.بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي 
.......
لقد أعجبت والله العظيم  بكلمة  رئيس غرفة صناعة الأردن السيد نائل الكباريتي الذي أحرج دولة عمر الرزاز بكلمتة أثناء زيارة الحكومة ورئيسها  لغرفة صناعة الأردن. 

الجميل بالموضوع أن الرزاز قد خالف البروتوكول والبرنامج الذي كان معدا للحفل وهو أن يسمع من الكل ثم يكون آخر المتحدثين، فمخالفته وعدم إحترامه للبرنامج قد خففت عليه الكثير من هجوم المتحدثين لو أنه التزم بالبرنامج ، فكان الرئيس ذكيا عندما قام هو بالرد وهو معتذرا بأن أخذ دور غيره ، وقام بوصف  الكباريتي بأنه كان جالدا للذات سوداويا متشائما . 
والغريب في كلمة الرزاز ليس فقط وصف الكباريتي بسوداوي النظرة ولكن الأغرب  أنه كان متفقا مع الكباريتي في الكثير من النقاط التي طرحها والتي تشرح حالة الوطن والمواطن من حيث البيروقراطية والفساد والمفسدين، والسياحة العلاجية المدمرة والأرقام الوهمية ، والمرحوم الاستثماري الذي صار يهرب من عندنا ، والفقر الذي اصنفه انا الآن بالفقر الخطري وليس المطقعجي ، وكذلك قال في رده أن لا يعير إهتماما بما ينشر من انتقادات من المواطنين او الإعلامين  سواء كانوا  بالخارج او الداخل،  أو بما قد خسرناه من استثمارات بسبب تخبطنا بعلاقاتنا  الدبلوماسية والتجارية  مع بعض الدول المجاورة ، كذلك ورغما أنه اتفق مع الكباريتي حول خطورة مشكلة العمالة الوافدة والبطالة الخطرة والمتعطلين عن العمل ، وكذلك عن الظواهر و الحالات المجتمعية والأمنية التي  تؤثر على سمعة  الوطن و مفهوم الأمن والآمان فيه ومع كل هذا فلا يجب أن نكون سوداويون  .

لقد كان الرزاز حقيقة  معاتبا بقوة للكباريتي على نظرتة  السوداوية والتشاؤمية .

 وانا أقول للرزاز  بأن وجودك بمنصبك الحالي يعتبر مرحلة من أخطر المراحل التي يعيشها المواطن الأردني من السوداوية. ويقاءك انت و فريقك الوزاري الضريبي  سوف يكون ليس فقط تشاؤميا للشعب ألاردني ، وانما سوف يكون مرحلة من مراحل الإكتئاب الخطرة التي سوف تؤدي بالشعب الأردني إلى الإنتحار الجماعي. 

عظم الله اجركم يا وطن برئيس حكومة يرى أن المواطن الذي لا يجد عملا ولا قوتا وقد قطعت عنه الكهرباء والمياه ،وهو مطلوب للتنفيذ القضائي او محبوس بالسجون او مغترب متشرد كونه مطلوب ولا يستطيع تجديد جواز سفره ،فهذا المواطن لا يجب أن يكون  سوداوي النظرة  . 
عظم الله اجركم يا وطن برئيس وزراء يعين أصدقاءه وجيرانه ومن يٌفرض عليه من الجونيات بعقود شراء خدمات تتجاوز رواتب الواحد منهم رواتب كتيبة او لواء من العسكر والجند ،وحكومة تشجع على التلوث  البيئي وترغب بدمار صحة المواطن لأنها تغضب اذا قلت مبيعات الدخان فيها او زادت أعداد  السيارات التي تحافظ على البيئة وبالتالي لا تشتري البنزين والديزل من شركات جونياتها  ،فنحن لا يجب مع كل هذا  بأن نكون سوداويون . 

عظم الله اجركم يا شعب برئيس وزراء ينتقد السوداوية ولا يستطيع ان يحل مشكلة بركة مياة لشركة البيبسي او إنجاز خط باص سريع او طرق دولية  تربطنا بالدول المجاورة والتي بفساد عطاءاتها  وسوء تنفيذها قد حصدت الكثير من أرواح أبناء هذا الوطن الذين ،ومع كل هذا فلا يجب أن يكونوا سوداويون . 

عظم الله أجركم يا وطن برئيس وزراء يعين من تسببت بغرق أطفال مدارسنا ومعلماتهم يعينها  سفيرة باليابان رغم السخط الشعبي عليها والمطالبة المجتمعية بمحاكمتها لإهمالها بمسؤلياتها ، أو رئيس حكومة يحول المنح الدولية الخارجية و التي تأتي لمساعدة المؤسسات الحكومية إلى مؤسسات الجونيات  الفاسدين، ومع كل هذا فلا يجب أن نكون سوداويون يا دولة  الرزاز. 
 
واخيرا سوف اتخلص من السوداوية لعيونك أيها الرزازي المتفاءل  فقط ، ولكن عندما أراك فقط جالسا في بيتك أنت ووزراءك ونواب برلمانك وليس لكم دور بالشأن العام يا ابو السوداوية.
وخوذ سوداوية وطعمينا.